Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القصف الإسرائيلي يدخل المستشفى الإندونيسي غرفة الإنعاش

"حماس" تطلب بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتأكد من صحة عدم استخدام المرافق الصحية لأغراض عسكرية

95 في المئة من الأدوية في المستشفى الإندونيسي نفدت (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

ماذا يحدث داخل المستشفى الإندونيسي الذي تعرض لأكبر عدد من الغارات الإسرائيلية؟

الليلة الماضية، شنت المقاتلات الإسرائيلية أعنف غاراتها على محيط المستشفى الإندونيسي شمال مدينة غزة، مما تسبب في تصدع ودمار أجزاء من مباني المرفق الطبي الذي تحولت ساحته إلى ملجأ لآلاف النازحين القريبين منه.

هذه الغارات المكثفة لم تكن يتيمة ولم تقتصر على هذه الجولة من القتال العسكري فقط، إذ دائماً ما تعرض محيطه لقصف جوي في فترات تصعيد سابقة أخرجه جزئياً عن الخدمة.

لكن خلال الحرب الجارية تحول إلى هدف مباشر لإسرائيل، فما قصة المستشفى الإندونيسي، ولماذا تتعمد إسرائيل استهدافه، وما وضع غرفه الصحية، وكيف تصرفت حركة "حماس" إزاء ما يجري لهذا المرفق الطبي؟

نبذة

دشن المستشفى الإندونيسي في غزة عام 2016، على مساحة متواضعة تبلغ 16 ألف متر مربع في شمال القطاع، لخدمة ثلاث مناطق (بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا)، وهو من أهم المرافق الصحية في هذه البقعة.

وجرى تمويل إنشاء المستشفى المكون من ثلاث طبقات فقط، من دولة إندونيسيا، بكلفة مالية بلغت 8.7 مليون دولار أميركي، وقدرة استيعابية تصل إلى 100 سرير، وأربع غرف عمليات مجهزة على أعلى مستوى، ووحدة العناية المركزة المكونة من 10 أسرة، ويحوي جهاز التصوير المقطعي المحوسب الحديث، وهو الجهاز الوحيد من نوعه في غزة، إضافة إلى جهاز أشعة فيلو سكوبي ومختبر للدم.

وبهذه الخدمات الطبية أصبح المستشفى أكبر منشأة طبية في شمال غزة، وفي الأوضاع الطبيعية يعالج أكثر من 250 مريضاً يومياً، أما في فترة الحرب التي تسببت في خروج عديد من المستشفيات عن الخدمة في شمال غزة، أصبح "الإندونيسي" المرفق الصحي الوحيد الذي ما زال يعمل في المنطقة، على رغم أوامر إسرائيل لإدارته بضرورة الإخلاء الفوري.

 

قصف وحصار ونتائج

يقع المستشفى الإندونيسي في منطقة زراعية، وقرب مواقع عسكرية لحركة "حماس"، وربما لهذا السبب تكثف إسرائيل من ضرباتها الجوية على منطقته. لكن الباحثين العسكريين يؤكدون أن ما يتعرض له محيطه أمر غير مرتبط بوجوده في تلك البقعة.

ويقول الباحث في العلوم العسكرية كمال تربان "لأكثر من 20 مرة قصفت إسرائيل محيط المستشفى، وأسقطت على تلك البقعة الصغيرة أكثر من 20 ألف طن متفجرات، وهذا كفيل بحرق الأراضي الزراعية وتدمير جميع المواقع العسكرية وحتى البنى التحتية، لقد أصبحت المنطقة جرداء لا حجر فيها ولا بشر".

وإلى جانب الدمار الذي لحق بالمستشفى، فقد تسببت الغارات شبه اليومية على محيط المستشفى الإندونيسي بقطع الطرق المؤدية للمستشفى، وأعاق الدمار الذي لحق بالشوارع سيارات الإسعاف من الوصول لهذا المرفق الصحي.

ويقول مدير المستشفى الإندونيسي عاطف الكحلوت "الليلة الماضية قصفت إسرائيل سطح المستشفى، وانهارت الحجارة على الجرحى، وتهشم الزجاج على أسرة غرف العمليات، هذه الغارة دمرت خلايا الطاقة الشمسية، ولم يعد لدينا مصدر طاقة".

ويضيف "بسبب الغارات التي كانت على شكل حزام ناري، وصلت الشظايا للجرحى، وباتت طواقمنا تتعامل مع إصابات مزدوجة، نتيجة الغارات باتت المستشفى محاصرة، وحال القصف العنيف دون وصول سيارات الإسعاف".

 

ضحايا بلا علاج

وبسبب العدد الضخم للضحايا، أصبحت أجنحة الجراحة الأربعة ممتلئة، وبات فريق الجراحين يعمل على تجهيز مساحات جراحية في الممرات لعديد من الذين يحتاجون إلى تدخل فوري لإنقاذ حياتهم.

يوضح الكحلوت أن عدد المرضى في قسم العناية الفائقة بلغ 20 حالة، فيما فاقت أعداد المصابين قدرة المستشفى وقسم الاستقبال، لافتاً إلى أن هناك مصابين في الممرات وعلى الأرض، وتقدم لهم الخدمة وهم على البلاط فلا يوجد سرير لهم".

وبحسب مدير المستشفى، فإن قدرة مرفقه الصحي قبل الحرب كان 100 سرير، ومع العدوان وصلت إلى 295، "لكن بعد المذابح جرى فتح 400 سرير، كل ذلك في وقت لم يتلق ’الإندونيسي’ أي دعم طبي".

يوضح الكحلوت أن نقص الأدوية نتيجة الحصار وصل إلى 95 في المئة، أما مستلزمات العمليات الجراحية والعناية المكثفة فباتت صفراً حقيقياً، مؤكداً أنه لا يمكن إرفاد "الإندونيسي" بالعون من مستشفيات أخرى، لأن المرافق الصحية جميعها ليست بأفضل حال، كما أن الإسناد بين المستشفيات منعدم حالياً نظراً إلى اتساع رقعة القصف في جميع أماكن القطاع بلا استثناء.

 

الإخلاء

يقول الكحلوت "يقع المستشفى الإندونيسي في المنطقة العسكرية التي أعلنتها إسرائيل، إذ اعتبرت غزة وشمالها نقطة قتال، ولهذا أشعر الجيش إدارة المرفق الصحي بضرورة الإخلاء لكن ذلك يحدث". وتابع "أن فكرة الإخلاء ضرب من الجنون ولن نتخلى عن مهمتنا الإنسانية في مداواة أبناء شعبنا مهما حدث".

وكررت إسرائيل أوامر الإخلاء لهذا المستشفى خمس مرات من دون أي تفاوض مع إدارته التي لا تزال ترفض المغادرة، ونتيجة ذلك لم يستحصل "الإندونيسي" على أي مساعدات إنسانية أو طبية من تلك التي سمحت إسرائيل بدخولها إلى غزة.

عمليات على ضوء الهاتف

لا تقف أزمة "الإندونيسي" عند الحصار ونقص الدواء ودمار أجزاء من مبانيه، وإنما هناك مشكلة الوقود إذ يعاني المستشفى من انقطاع جميع مصادر الكهرباء عنه، ولم يتبق سوى مولدين الأول، رئيس ويغذي جميع أروقة المرفق الطبي، والثاني فرعي ومخصص لأجزاء معينة من المستشفى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي فجر الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، توقف المولد الرئيس عن العمل بشكل نهائي، وأصبح يعمل على المولد الفرعي لتشغيل الخدمات الحيوية داخل المستشفى كغرف العناية المركزة والعمليات.

يقول مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة محمد زقوت "مع توقف المولد الرئيس في الإندونيسي توقفت الأنظمة الكهروماكينية عن العمل، بما في ذلك أنظمة التهوية في غرف العمليات، وتوقفت محطة الأوكسجين، وانقطع التيار عن أقسام المبيت، وتوقف عمل ثلاجات حفظ الموتى".

ويضيف "نعمل بخطة استثنائية حالياً عبر تشغيل المولد الثانوي، وهذا أدى لاستعمال الإنارة بالكشافات اليدوية ومصابيح الهواتف الذكية لإجراء العمليات، واعتمد أسلوب المفاضلة في توصيل الكهرباء بين الأقسام بما يضمن استمرار العمل في غرف العمليات الجراحية والعناية المركزة".

 

رد إسرائيل

يقول المتحدث باسم حرب "السيوف الحديدية" دانيال هاغاري، إن المستشفى هو مركز لـ"حماس"، ويستخدم من قبل المقاتلين، ولدينا صور تثبت وجود فتحات نفق في الإندونيسي، ومقاطع مصورة لعناصر مسلحة يطلقون النار من المستشفى، وصور أخرى تكشف وجود موقع لإطلاق الصواريخ على بعد 75 متراً.

ويضيف "على رغم ذلك نعمل على تحييد الأخطار من دون إلحاق أي ضرر بالمستشفى، والعالم يعي جيداً أنه إذا شنت إسرائيل هجوماً جوياً على قاعدة إطلاق الصواريخ قرب الإندونيسي فسوف يتضرر المستشفى، على حماس الابتعاد وتحييد المرافق الصحية".

"حماس" تطالب بلجنة دولية

سريعاً نفت "حماس" الحديث الإسرائيلي. ويقول المتحدث باسمها حازم قاسم "مزاعم إسرائيل بوجود فتحة نفق في المستشفى الإندونيسي غير دقيقة، وهذه الهوة مخزن وقود للمستشفى، والخرائط الهندسية والصور تثبت ذلك، وهي موجودة عند الأمم المتحدة والصليب الأحمر وإسرائيل".

ويضيف "نحن نطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تشكيل لجنة دولية لزيارة المستشفيات للتحقق من رواية إسرائيل والوقوف على أوضاع المستشفيات، وجاهزون لاستقبالها في أسرع وقت قبل أن ينفذ الجيش هجماته".

المزيد من تقارير