ملخص
وافق البرلمان الأوكراني على ميزانية الدولة للعام المقبل في مسعى لتعزيز الجيش وقدراته الدفاعية مع دخول الحرب بين أوكرانيا وروسيا شهرها العشرين من دون أن تلوح أي نهاية لها في الأفق.
بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع كبار القادة العسكريين الحرب في أوكرانيا بحضور وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف. وأظهرت الصور التي نشرها الكرملين الرئيس بوتين أثناء اجتماعه مع شويغو وغيراسيموف والجنرال سيرغي رودسكوي رئيس مديرية العمليات الرئيسية لهيئة الأركان العامة الروسية في مقر التجمع العسكري الجنوبي في مدينة روستوف.
وقال الكرملين "عُرض على القائد الأعلى نماذج جديدة من المعدات العسكرية، استمع رئيس الدولة إلى تقارير حول سير العملية العسكرية الخاصة".
الهجوم على أفدييفكا يشتد
ميدانياً، قال ضابط كبير في أوكرانيا إن القوات الروسية تكثف هجماتها على مدينة أفدييفكا الرئيسية، شرق البلاد، بينما أفادت هيئة الأركان العامة بأن جيشها صدّ العديد من الهجمات الروسية في قطاعات منفصلة على نطاق واسع من جبهة القتال. وركزت القوات الروسية على المناطق الشرقية في دونيتسك ولوغانسك منذ توقف هجومها على كييف في الأيام الأولى من الهجوم على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
تعزيز الجيش
في هذا الوقت، وافق البرلمان الأوكراني، أمس الخميس، على ميزانية الدولة للعام المقبل في مسعى لتعزيز الجيش وقدراته الدفاعية مع دخول الحرب بين أوكرانيا وروسيا شهرها العشرين من دون أن تلوح أي نهاية لها في الأفق.
ومن المقرر أن تبلغ إيرادات الميزانية 1.77 تريليون هريفنا (48.4 مليار دولار) بينما من المقرر أن يصل الإنفاق إلى 3.35 تريليون هريفنا (91.6 مليار دولار). وقال مسؤولون حكوميون إن أوكرانيا ستواجه عجزاً ضخماً في الميزانية يبلغ نحو 43.58 مليار دولار في عام 2024.
وفي العام المقبل، من المقرر أن يتم تخصيص أكثر من نصف إجمالي إنفاق الميزانية الأوكرانية لقطاع الدفاع لتمويل المجهود الحربي ضد روسيا التي شنت هجوماً واسع النطاق للأراضي الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022.
وقال رئيس الوزراء دينيس شميهال "حوالى 50 في المئة من إجمالي إنفاقنا سيتم تخصيصه للدفاع والأمن في أوكرانيا إذ ستكون هناك زيادة في الأسلحة والمركبات والطائرات المسيرة والذخائر والصواريخ. ستذهب كل هريفنا من دافعي الضرائب إلى الجيش".
وتخطط الحكومة لتحقيق نمو بالاقتصاد في العام المقبل وتتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.6 في المئة بعد زيادة متوقعة بنحو 5 في المئة هذا العام.
وفي العام الماضي، تراجع الاقتصاد الأوكراني بنحو الثلث بسبب فرار ملايين الأشخاص من الحرب وقصف المدن والبلدات وتدمير البنية التحتية الحيوية وتعطل سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية بشدة.
"العمود الفقري" للدفاع في أوروبا
من جانبه، أعلن وزير الدفاع الألماني الخميس أن قوات بلاده يجب أن تصبح "العمود الفقري للردع" في أوروبا، وذلك خلال تقديمه توجيهات جديدة لتجديد الجيش على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وألمانيا التي تعاني من عقدة ذنب بسبب دورها في الحرب العالمية الثانية، استبعدت لفترة طويلة القوات المسلحة من أولوياتها وعانى الجيش الألماني نتيجة ذلك من نقص كبير في التمويل.
لكن الهجوم الروسي العام الماضي أدى إلى تحول جذري في سياسة برلين التي تعهدت بتخصيص ميزانية كبيرة لتعزيز جيشها في وجه التهديدات المتزايدة في أوروبا.
وخلال إعلانه المجموعة الأولى من توجهات السياسة الجديدة للقوات المسلحة الألمانية "البوندسفير"، وهي الأولى منذ عام 2011، اعتبر وزير الدفاع بوريس بيستوريوس أنه مع "الهجوم المتوحش الذي شنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا، عادت الحرب إلى أوروبا".
وقال "هذا يعني أن وضع التهديد قد تغيّر"، مضيفاً أن ألمانيا "يجب أن تكون العمود الفقري للردع والدفاع الجماعي في أوروبا".
وأضاف بيستوريوس إلى جانب قائد القوات المسلحة الجنرال كارستن بروير، أن الجيش الألماني يحتاج إلى إعادة التركيز على "مهمته الجوهرية" المتمثلة في الدفاع الوطني والدفاع ضمن "التحالف"، في إشارة إلى حلف شمال الأطلسي.
وأشار إلى أنه من الآن فصاعداً تصبح كل المهام الأخرى ملحقة بهذه المهمة.
وكان المستشار الألماني أولاف شولتز قد أعلن في أعقاب الهجوم الروسي عن إنشاء صندوق خاص بقيمة 100 مليار يورو لتعزيز الجيش.
لكن التحديات أمام هذه المهمة هائلة، وتبدأ من الحصول على معدات جديدة بالسرعة الكافية إلى إعادة تجهيز الثكنات المتهالكة والعثور على شبان ألمان مستعدين للتطوع.