Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الملك تشارلز يعطي انطباع عاهل يسلك مسار الحداثة

سيستغل الملك فعاليات الاحتفال بعيد ميلاده الـ75 لتحويل التركيز على فترة حكمه بعيداً من الاهتمام بالمسائل السطحية والتركيز على معالجة القضايا الاجتماعية الجوهرية مثل مشكلة المشردين في الشوارع والفقر الغذائي

الملك تشارلز سيطلق "مشروع الطعام لمناسبة التتويج" بمناسبة عيده الـ75 (غيتي)

ملخص

ظهور الملك على غلاف مجلة "The Big Issue" يعزز موقفه كعاهل يسلك مساراً حديثاً، ويرغب في أن يعرف الجميع أن فترة حكمه مكرسة لحياة الآخرين

إنهما لمشهدان غير متوقعين على الإطلاق أن نرى العاهل على غلاف مجلة يتم توزيعها من قبل المشردين.

على مر القرون، احتفل الملوك والملكات بأعياد ميلادهم بولائم تتميز بالبهاء والعظمة، لذا يأتي ذلك كمفاجأة نوعاً ما أن تكون هدية عيد ميلاد الملك تشارلز الـ75 لنفسه عبارة عن صورة له تظهر على غلاف مجلة "The Big Issue".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن تلك الصورة تساعد أيضاً في تحديد أولويات جلالته: فهي ليست في الاحتفالات والبهرجة، بل في مكافحة الفقر - وليست في الولائم، بل في مساعدة المتسولين.

ظهور الملك على غلاف مجلة "The Big Issue" يعزز موقفه كعاهل يسلك مساراً حديثاً، ويرغب في أن يعرف الجميع أن فترة حكمه مكرسة لحياة الآخرين.

الثلاثاء، سيبلغ الملك عامه الـ75 بعد أن قضى أكثر من 50 عاماً من حياته كأمير ويلز. وبهذه المناسبة، تنتقل حياته إلى مرحلة جديدة، إذ يستعد لتغيير تركيز اهتماماته على قضايا جديدة في مرحلة "العهد الملكي 2.0".

وفي مناسبة عيد ميلاد جلالته، سيزور مراكز الطعام في جميع أنحاء البلاد، حيث سيطلق "مشروع الطعام لمناسبة التتويج"، وهو جهد مهم للحد من هدر الطعام في متاجر السوبرماركت وإعادة توزيعه للأشخاص الذين يحتاجون إليه بشدة.

طلب الملك أيضاً مشاركة احتفالات عيد ميلاده مع الآخرين - تحديداً مع الأفراد والمنظمات الذين سيبلغون أيضاً سن الـ75. والإثنين، سيحضر أبطال من المجتمع وضيوف مختارون حفلاً راقصاً لتناول الشاي في حدائق هايجروف، وبعد ذلك سيستضيف حفل استقبال آخر في يوم ميلاده للاحتفال بالممرضات والقابلات، وذلك في إطار احتفالات "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" بمرور 75 عاماً على تأسيسها والتي ستستمر طيلة السنة.

أبدى العاهل البريطاني اهتماماً بالقضايا الاجتماعية منذ تركه البحرية في عام 1976، وأسس عديداً من المشروعات التي تعمل على مساعدة الفئات المحرومة. يعد صندوق الأمير، الذي تمت إعادة تسميته أخيراً بصندوق الملك، مساهمة كبيرة في مساعدة أكثر من مليون شاب محروم على الدخول في سوق العمل والحصول على تعليم وتدريب.

كثيراً ما أبدى اهتماماً بمشكلات المراكز الحضرية الداخلية، وقد شهد تجارب حياتية متنوعة على مختلف المستويات خلال رحلاته في جميع أنحاء بريطانيا أكثر مما رأى معظم الناس.

والآن، بصفته ملكاً، لم يعد مهتماً بالخطب العامة المثيرة للجدل التي كان يلقيها في الماضي والتي كانت تثير عناوين وجدلاً إعلامياً عندما كان أميراً لويلز. في عام 1984، انتقد خطط التوسع المقترحة للمعرض الوطني، واعتبرها بمثابة "ورم هائل على وجه صديق محبوب وأنيق" (ويقصد بذلك أن منظر المشروع الجديد سيكون بشعاً على أرض المعرض الوطني)، وتم إلغاء هذه الخطط.

بالنسبة إلى الملك، الأمور واضحة ومفهومة تماماً ويجب عليه البقاء محايداً سياسياً في كل القضايا. في خطابه الذي نال احترام الجميع بعد وفاة والدته في سبتمبر (أيلول) الماضي، أكد قائلاً: "حياتي ستتغير بالطبع مع تولي مسؤولياتي الجديدة. لن يكون من الممكن بعد ذلك أن أخصص كثيراً من وقتي وجهدي للجمعيات الخيرية والقضايا التي أهتم بها بعمق، ولكنني على علم أن هذا العمل الهام سيتولاه أشخاص موثوق بهم".

لقد التزم ذلك بأمانة منذ ذلك الحين، ولكن ذلك لا يعني أن الملك لا يمكنه أن يكون له تأثير كبير بطرق أخرى.

تشارلز يبدي آراءه بشكل خاص لقادة الدول الآخرين، مثل الرئيس ماكرون والرئيس بايدن، ولكن أعتقد أنه لا يزال لديه كل الحق - وربما حتى مسؤولية أخلاقية - في طرح قضايا منطقية حول قضايا مثل التشرّد وتغير المناخ وما إلى ذلك.

خلال زيارته الأخيرة إلى كينيا، شاهدنا الملك وهو يهنئ السكان المحليين على جهودهم في مكافحة تغير المناخ. يمكن أن نفترض أن هذا الخطاب، مثل جميع التصريحات العامة للملك، قد تمت الموافقة عليه من قبل حكومته.

شخصياً، أتطلع بشغف إلى شراء نسخة تذكارية من مجلة "The Big Issue" التي تعرض صورة الملك محتفلاً بعيد ميلاده الـ75. وأنا متأكد من أن المجلة، والقضية النبيلة التي تدعمها، ستكون ممتنة للارتفاع الكبير المتوقع في مبيعاتها خلال الأيام المقبلة.

هيوغو فيكرز هو كاتب متخصص في سيرة العائلة الملكية

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل