Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التصعيد في جنوب لبنان يهجّر رواد المطاعم والفنادق

خفضت شركة "طيران الشرق الأوسط" الناقل الجوي الوطني عدد رحلاتها إلى النصف

 نادل ينتظر الرواد في مدينة جبيل الساحلية (أ ف ب)

ملخص

التصعيد العسكري في جنوب لبنان يعيد الحركة السياحية إلى أدنى مستوياتها

في حانة وسط ساحة في الهواء الطلق في مدينة جبيل شمال بيروت، يفتقد ريشار العلم الزبائن الذين غالباً ما تكتظ بهم المنطقة، منذ بدء التوتر عند الحدود مع إسرائيل على وقع الحرب في قطاع غزة.
ويقول العلم (19 سنة) بينما يعد المشروبات لرواد الحانة لوكالة الصحافة الفرنسية "فتحت زجاجة الويسكي هذه منذ أسبوعين وحتى الآن لم تفرغ. في العادة كانت تفرغ خلال يوم أو يومين".
وبعدما كان عدد الطاولات المحجوزة يراوح ما بين 40 و50 يومياً، بات حالياً لا يتجاوز سبع طاولات كحد أقصى، وفق العلم.
وغداة اندلاع الحرب، بدأ "حزب الله" ينفذ عمليات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية وفق قوله عبر الحدود اللبنانية دعماً لحركة "حماس"، وتتواصل هذه الهجمات يومياً، وتردّ إسرائيل بقصف مناطق حدودية مستهدفة ما تصفه بتحركات مقاتلي "حزب الله" وبناه التحتية قرب الحدود.
ويثير ذلك مخاوف من توسع الحرب إلى جبهة جديدة، فدعت دول عدة بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا رعاياها إلى مغادرة لبنان وعدم السفر إليه وسلكت دول خليجية المسار ذاته.
ويوضح العلم بينما يندر دخول زبون إلى المكان "منذ أن بدأت الأحداث، توقفت حركة المطار وسحبت الدول رعاياها، فتراجعت وتيرة العمل" في المدينة الساحلية التي تعتمد بصورة كبيرة في مواردها على زوارها من سكان المناطق الأخرى أو السياح.
على بعد عشرات الأمتار وفي الأزقة المتعرجة في سوق المدينة القديمة، تمر الساعات ثقيلة على منى مجاهد (60 سنة) التي ترتشف القهوة أمام محلها لبيع التذكارات في انتظار مجيء زبائن، وتقول السيدة التي غزا الشيب شعرها وخلفها رفوف تضيق بالتذكارات والتحف "يعتمد عملنا بأكمله على السياحة. منذ أحداث غزة لم نبِع شيئاً"، مضيفة أن "الوضع سيئ، فلا عمل ولا مال. كما ترون نشرب القهوة".

حركة تتضاءل

وانعكس التصعيد اليومي في جنوب لبنان حيث قتل 88 شخصاً حتى الآن، بينهم 10 مدنيين، سلباً على حركة الإقبال على المطاعم والملاهي والأسواق، وكذلك على نسبة إشغال الفنادق مع انعدام حركة الوافدين من الخارج، من مغتربين أو أجانب.
وجاء التوتر بعد صيف شهد حركة سياحية اعتمدت بالدرجة الأولى على المغتربين اللبنانيين، عقب أربعة أعوام من انهيار اقتصادي غير مسبوق، فاقمه تفشي وباء كورونا ثم انفجار مرفأ بيروت صيف 2020.
ويقول نقيب أصحاب المطاعم والملاهي في لبنان طوني الرامي "كنا طوينا صفحة السنوات الأربع ودخلنا زخماً جديداً، لكن للأسف جاءت هذه الحرب وعكّرت كل شيء".
وكان قطاع الخدمات في لبنان يستعد لموسم جيد نسبياً مع التخطيط لتنظيم مؤتمرات ومعارض، عدا عن إجازات أعياد نهاية العام التي تشكل محطة رئيسة في المفكرة السياحية.
ويوضح الرامي "نعيش اليوم حال قلق. لا يعرف الناس متى ستتدحرج الجبهة في الجنوب ولا يمكنها التخطيط لإجازات"، مضيفاً "حتى المغترب اللبناني سيتردد في قرار المجيء أو عدمه ولن يجازف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رحلات الطيران

وبسبب التصعيد، خفضت شركة "طيران الشرق الأوسط"، الناقل الجوي الوطني في لبنان، عدد رحلاتها إلى النصف.
وقالت المتحدثة الإعلامية ريما مكاوي إن الشركة سجلت انخفاضاً بنسبة 54 في المئة في عدد الركاب الوافدين جواً إلى بيروت من دول الشرق الأوسط مقارنة بالعام الماضي.
وتراجع عدد المسافرين الوافدين من أوروبا بنسبة 30 في المئة والوافدين من الخليج بنسبة 39 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

الفنادق

وخلال الأسبوعين الأولين من الحرب في غزة، ألغيت كل الحجوزات في فندق "كافالييه" في منطقة الحمراء غرب بيروت.
ويقول أيمن ناصر الدين (41 سنة) الذي يدير الفندق ذا الأربع نجوم "هوت نسبة الإشغال بصورة كبيرة جداً"، مضيفاً "ليست لدينا حجوزات جديدة. الوضع سيكون كارثياً إذا استمر على ما هو عليه".
وبعدما كان أكثر من نصف غرف الفندق البالغ عددها 65 محجوزاً خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، بات عدد الحجوزات اليوم يراوح ما بين خمس و12 غرفة كحد أقصى، وفق ناصر الدين الذي يوضح أن الفندق كان محجوزاً بالكامل لديسمبر (كانون الأول) المقبل قبل بدء التصعيد.
ويخشى القيمون على القطاع الفندقي في لبنان أن تطول تداعيات التصعيد، حتى لو ساد الهدوء على الحدود الجنوبية.
ويشرح نقيب أصحاب الفنادق والمؤسسات السياحية في لبنان بيار الأشقر أن نسبة الإشغال في الفنادق تراوح ما بين صفر وسبعة في المئة، بعدما كانت نحو 45 في المئة قبل بدء التصعيد، مردفاً أن "الحجوزات ألغيت لشهرين أو ثلاثة إلى الأمام، سواء من جانب أفراد أو مجموعات أو مؤتمرات ومعارض".
ويوضح أنه حتى لو توقف التصعيد غداً "يجب أن ننتظر لشهر أو شهرين حتى ترفع الدول الحظر عن المجيء إلى لبنان وننطلق من جديد".
وعلى رغم الصعوبات والتحديات، يرى الأشقر أن بإمكان القطاع الفندقي والخدمات أن يلتقط أنفاسه متى هدأت الأوضاع، في بلد اعتاد على مر العقود الحروب وعدم الاستقرار السياسي.
ويقول "نحن شعب لديه إرادة، شعب ولد في الحرب وعاش الحرب وما زال يقاتل"، متابعاً بتهكم "لولا خبرتنا الطويلة في إدارة الأزمات، لكان القطاع أفلس منذ أمد".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي