Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لقاءات ابن رشد... سلام "متوسطي" على الطريقة الفرنسية

مرسيليا تحتضن النسخة الـ30 لها وسط حرب بين إسرائيل و"حماس"

لقاءات ابن رشد تنطلق هذا العام وسط زخم الحرب الإسرائيلية مع قطاع غزة (أ ف ب)

ملخص

مؤسس "لقاءات ابن رشد"، تييري فابر يرى أن القضية تتعلق بالتفكير في قضايا حوض البحر الأبيض المتوسط من ضفتيه وليس فقط من وجهة نظر أوروبية

تعقد "لقاءات ابن رشد" في مرسيليا جنوب فرنسا ضمن نسختها الـ30 حتى الأحد المقبل بهدف "تخيل مسارات للسلام في البحر الأبيض المتوسط" على الرغم من الحرب الدائرة بين إسرائيل وقطاع غزة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مؤسس "لقاءات ابن رشد"، تييري فابر، التي انطلقت قبل 30 عاماً، قوله إن القضية تتعلق بالتفكير في قضايا حوض البحر الأبيض المتوسط من ضفتيه وليس فقط من وجهة نظر أوروبية، فمهما تكن المواجهات، فإن تقاطعات عميقة تربط ضفتيه.

قد يكون ابن رشد (1126-1198) الفيلسوف والفقيه الأندلسي الكبير، أحد أبرز رموز هذا التقاطع إذ كان واحداً ممن أدخلوا فلسفة أرسطو اليوناني في أوروبا.

وفي الثقافة الأوروبية، هناك التراث اليوناني واللاتيني، لكن هناك أيضاً التراث اليهودي- العربي، وهنا يقول فابر، "نريد أن نظهر أنه يوجد دائماً الآخر في البحر المتوسط، أي إن اليهود والمسيحيين والمسلمين كانوا موجودين فيها منذ نشأة الديانات التوحيدية".

وتعقد "لقاءات ابن رشد" في مرسيليا ثاني مدن فرنسا، حيث نرى فئات وطبقات مختلفة من الناس المرتبطين بالبحر المتوسط، إيطاليون وإسبان ويهود منفيون بعد استقلال بلدان المغرب العربي وعمال مهاجرون جزائريون وتونسيون غادروا بلادهم وغيرهم.

خلال الفاعلية، يلتقي مؤرخون وعلماء أنثروبولوجيا وعلماء سياسة وفنانون وفلاسفة من كل أنحاء البحر الأبيض المتوسط حاملين معهم وجهات نظرهم ومناهجهم ويحاولون انطلاقاً من سؤال مشترك يدور هذا العام حول الإمبراطوريات، الإضاءة على الحقائق المعاصرة والمستجدات لكن من خلال وضعها في منظورها الصحيح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعقد "لقاءات ابن رشد" هذا العام في وقت تدور حرب بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية، وهو ما يعلق عليه تييري فابر بقوله، "من المفيد على سبيل المثال عندما نتحدث عن الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، أن نفهم أن كل شيء لم يبدأ في السابع من أكتوبر وأن هذا الصراع، إقليمي وسياسي مستمر منذ عقود وأريد له أن يبقى صامتاً، لم يحل".

في الماضي، كان أشخاص مثل المؤرخ الإسرائيلي إيلي بارنافي أو الأميركي- الفلسطيني الأصول رشيد خالدي يأتون إلى "لقاءات ابن رشد" للتحدث عن الصراع والأراضي الفلسطينية والعنف المتراكم.

هذا العام، تدور اللقاءات حول موضوع الإمبراطوريات، لكنها تتضمن إرث الإمبراطورية الاستعمارية البريطانية في هذا الصراع. ففي إحدى المناظرات يجرى تناول القانون والقوة، و"يبدو بوضوح أننا مصدومون بعودة الحرب الأكثر عنفاً بين إسرائيل والفلسطينيين"، وفق فابر.

ويتابع، "يمكن أيضاً التذكير بأن اليهودية في منطقة البحر الأبيض المتوسط يعود تاريخها إلى 2500 عام، بالتالي فإن العلاقة بين اليهود والمسلمين تعود إلى وقت طويل، كانت هناك حروب بينهما لكن أيضاً روابط مهمة جداً تجمعهما، فعندما طرد يهود إسبانيا بعد "الاسترداد" المسيحي عام 1492، وجدوا ملجأ في العالم العثماني المسلم".

ومنذ سنوات، تكثر النقاشات حول الحرية والسلام في البحر الأبيض المتوسط، لكن البعض يرى أن الآمال التي آثارها الربيع العربي خابت، وفي هذا يرى فابر أن "الصورة التي تتبادر إلى ذهني هي صورة رونيه شار، الشاعر (الفرنسي) المقاوم أثناء الحرب العالمية الثانية الذي نخصص له أمسية، وتتراءى لي أيضاً شعلة شمعة هشة، يمكن أن تنطفئ لكنها على الرغم من ذلك سمحت لعدد معين من الأشخاص بعدم الإذعان للأسوأ... الاحتلال والنازية والترحيل".

ومضى في حديثه، "أنا مؤمن بمبدأ الأمل. يجب النظر إلى أحلك ما في التاريخ وفي العنف لنتخيل الانفراجات الممكنة بفضل شخصيات مقاومة للكراهية. من خلال العودة إلى كوارث الحرب يمكننا أن نتصور طرقاً ممكنة للسلام".

وختم حديثه بقوله، "تسمح الأماكن الثقافية والفكرية بإيجاد طرق للتغلب على العنف. قال الكاتب الفرنسي ألبير كامو خلال حرب الجزائر، إن المسألة كلها ليست مسألة أن نموت منفصلين بل أن نعيش مجتمعين. فشروط العيش معاً، نفكر فيها معاً ونناقشها معاً".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات