ملخص
من بوتو إلى عمران خان وقف عدد من رؤساء الحكومات في باكستان خلف القضبان وواجهوا اتهامات مختلفة
تشوب الاضطرابات التاريخ السياسي لباكستان منذ الاستقلال، إذ لم يتمتع أي رئيس حكومة مدنية بإكمال فترته الرئاسية في تاريخ الدولة الممتد لثمانية عقود تقريباً. وكثيراً ما كان القضاء الباكستاني في صميم الأزمات السياسية وإنهاء الحكومات المدنية وإدانة رؤسائها وإضفاء الشرعية على الحكومات الانقلابية.
الإجراءات القضائية طاولت كلاً من رؤساء حكومات وسياسيين وحاكم عسكري واحد، إلا أن السياسيين بطبيعة الحال كان لهم النصيب الأكبر في الوقوف بقفص الاتهام ومواجهة مختلف القضايا من فساد مالي إلى بيع الهدايا الرسمية.
رئيس الوزراء السابق وقائد حركة الإنصاف عمران خان يواجه اليوم مصيراً لا يختلف كثيراً عن مصير أسلافه من رؤساء حكومات مدنية، إذ تعقد جلسات قضائية لخان داخل زنزانته التي يقبع فيها منذ أكثر من 100 يوم، كما التحق الأسبوع الماضي بالشخصيات السياسية الذين وجهت إليهم لوائح الاتهام من قبل النيابة.
ماذا يعني توجيه لائحة الاتهام؟
بحسب القانون الباكستاني يستجوب المتهم خلال فترة الحبس الأولية من قبل الشرطة، كما يتم جمع الأدلة والشهود ضده ليقدم أمام المحكمة التي تنظر في القضية وتقر بضرورة توجيه لائحة الاتهام.
يقرأ القاضي لائحة الاتهام الموجهة من قبل الشرطة للمتهم ليكون أمامه خيار الإقرار بالذنب أو إنكار الجريمة ليتم بعدها بدء المحاكمة وإرسال المتهم إلى السجن للتحقيق القضائي.
حصرت "اندبندنت أوردو" رؤساء حكومات باكستانية واجهوا هذه العملية ووجهت إليهم لوائح التهم في قضايا مختلفة.
ذو الفقار علي بوتو
تولى ذو الفقار علي بوتو رئاسة الوزراء بين عامي 1973 و1977، وأقيل بعد انقلاب عسكري على حكومته من قبل الجنرال ضياء الحق. رفع ضد بوتو عدد من القضايا واعتقل بتهمة التآمر للقتل ليواجه لائحة الاتهام في القضية نفسها، ثم حكم عليه بالإعدام بعد انتهاء المحاكمة، ونفذ الحكم بعد عامين من القضاء على حكومته.
بينظير بوتو
تولت بينظير بوتو السلطة بعد انتهاء حكم ضياء الحق بموته في حادثة تحطم طائرته عام 1988. كانت بينظير قد اعتقلت مرتين قبل توليها المنصب، إحداهما كان حبساً لمدة 90 يوماً في بيتها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أطيحت حكومتها مرتين خلال العقد الأخير من القرن الـ20 وحكم عليها بالسجن لمدة 5 أعوام بتهمة الفساد في أبريل (نيسان) عام 1999، لكنها نجت من الاعتقال لأنها كانت خارج باكستان.
نواز شریف
اعتقل نواز شريف في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1999 في قضية التآمر على الطائرة، وتم بعدها ترحيله خارج باكستان لـ10 أعوام.
لم يتمكن شريف من إكمال فترة حكومته مرة أخرى بعد فوزه في انتخابات 2013 وواجه قضية أوراق بنما، ووجهت التهم إليه واعتقل في القضية.
یوسف رضا جیلاني
تولى القيادي في حزب الشعب يوسف رضا جيلاني رئاسة الحكومة عام 2008 وبقي في منصبه إلى عام 2012 إلى أن دين بتهمة ازدراء المحكمة العليا وأصبح غير كفء للبقاء في المنصب بسبب الإدانة.
لاحقاً، اتهم جيلاني في قضية الفساد من بيت المال في عام 2020 لأنه أعطى سيارات فارهة بحسب لائحة الاتهام لنواز شريف عام 2008 على رغم أن الأخير لم يمتلك أي منصب حكومي آنذاك.
راجه برویز أشرف
ينتمي راجه برويز أيضاً إلى حزب الشعب، وكان خلفاً ليوسف رضا جيلاني. اتهم راجه من قبل مكتب المحاسبة بالفساد في قضية تأجير محطات توليد الكهرباء، كما وجهت لائحة التهم إليه في قضايا أخرى عام 2017 و2019.
شاهد خاقان عباسي
قررت حكومة حزب الرابطة الإسلامية تصدير الغاز المسال من قطر للتغلب على أزمة الطاقة في باكستان. رفع مكتب المحاسبة قضية فساد ضد وزير الطاقة آنذاك شاهد خاقان الذي أصبح رئيساً للوزراء عام 2017 في عملية تصدير الغاز. ووجهت إلى عباسي لائحة الاتهام في هذه القضية من قبل محكمة المساءلة في نوفمبر عام 2020، كما وجهت التهم في قضية التوظيف غير القانوني في العام نفسه.
عمران خان
رفعت أكثر من 100 قضية ضد عمران خان بعد إطاحة حكومته عام 2021، قليل منها فقط حقيقية مثل قضية توشة خانا (بيت المال) وقضية جمعية القادر الخيرية وقضية إفشاء الأسرار القومية، كما رفعت قضية أعمال الشغب في التاسع من مايو (أيار) الماضي أيضاً ضد خان. ووجهت لائحة التهم إلى عمران خان في الـ10 من مايو الماضي في قضية توشة خانا، كما وجهت إليه التهم مرة أخرى الأسبوع الماضي في قضية إفشاء الأسرار القومية، إذ تتهمه النيابة بتوظيف المستندات الدبلوماسية الرسمية لأغراض سياسية.
يذكر هنا أن عمران خان اتهم بأن الولايات المتحدة تقف خلف إطاحة حكومته ولوح ببرقية خلال اجتماع عام قال إنه تسلمها من السفير الباكستاني لدى واشنطن ينقل فيها نية إدارة الرئيس جو بايدن إطاحة حكومته.
آصف علي زرداري
كان آصف علي زرداري رئيساً لباكستان خلال فترة حكومة حزب الشعب بين عامي 2008 و2013. وواجه زرداري أيضاً عدداً من قضايا الفساد، كما أمضى 11 عاماً في السجن قبل وصوله إلى الرئاسة، ووجهت لائحة التهم إلى زرداري في أكثر من قضية ولا تزال القضايا التي يواجهها في مراحل مختلفة من الإجراءات القضائية.
المثير أن زرداري أيضاً يواجه تهمة استخدام سيارات مخصصة لبيت المال ودفع 15 في المئة من قيمة السيارات من حسابات وهمية مقابل امتلاكها.
الجنرال برويز مشرف
الجنرال برويز مشرف هو الحاكم العسكري الوحيد الذي واجه قضية تعطيل الدستور وإعلان حالة الطوارئ في الثالث من نوفمبر عام 2007، ووجهت لائحة التهم إلى مشرف وحوكم في هذه القضية تحت البند السادس من الدستور الباكستاني الذي يتعلق بالخيانة العظمى.
أصدرت محكمة خاصة حكم الإعدام ضد برويز مشرف في القضية، إلا أن القائد السابق للجيش الباكستاني نجح في الخروج من البلاد لغرض العلاج، ولم يعد إلا بعد موته ليدفن في الدولة التي حكمها ثمانية أعوام.
نقلاً عن "اندبندنت أوردو"
