Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن
0 seconds of 1 minute, 3 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:03
01:03
 

تدمير جسر خزان جبل أولياء والعاصمة السودانية مهددة

الجيش و"الدعم السريع" يتبادلان الاتهامات وأجواء حرب شمال وشرق دارفور ومبعوث أممي جديد للسودان

ملخص

المعارك تحتدم في العاصمة السودانية وتنديد دولي باستمرار التصعيد والانتهاكات

أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة تعميماً لفتت فيه إلى أن القصف المدفعي من قبل قوات "الدعم السريع" تسبب فجر اليوم السبت، في تدمير جسر خزان جبل أولياء.

في المقابل، أصدرت قوات "الدعم السريع" بياناً على حسابها بمنصة "إكس" اتهمت فيه الجيش بتدمير الجسر محملة إياه المسؤولية، واعتبرت في بيانها أن "هذا العمل الجبان يأتي بعد سلسلة من الاعتداءات التي طالت عدداً من الأعيان المدنية الحيوية، منها قصف مصفاة الجيلي للبترول، وتدمير جسر شمبات، وغيرها من الفظائع التي تهدف إلى فرض حصار على المدنيين الأبرياء وإعاقة تدفق المساعدات الإنسانية".

وكان مصدر متخصص بوزارة الري والموارد المائية حذر من عواقب وخيمة في حال تعرض خزان جبل أولياء على النيل الأبيض، حيث تدور معارك شرسة منذ أيام عدة، إلى أي أضرار قد تشكل كارثة إضافية على ولاية الخرطوم، وأوضح المصدر نفسه أن حمولة الخزان البالغة حوالى ثلاثة مليارات متر مكعب من المياه تمثل خطراً قد يتجاوز أثره المدمر العاصمة السودانية إلى مناطق أخرى قد تمتد إلى ولاية نهر النيل.

تواصل المعارك

تواصلت المعارك والاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في محاور عدة داخل ولاية الخرطوم، وجددت الأخيرة هجومها على منطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم، كما تبادل الجانبان القصف المدفعي المكثف في محيط القيادة العامة للجيش وسط العاصمة السودانية وشمال مدينة أم درمان، وتصاعدت سحب وأعمدة الدخان السوداء في سماء شرق ووسط الخرطوم، ودارت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والثقيلة جنوب شرقي وغرب العاصمة.

هجوم جديد

وجددت قوات "الدعم السريع" هجومها على معسكر جبل أولياء، حيث تدور معارك عنيفة في منطقة خزان جبل أولياء، منذ مطلع الأسبوع الماضي، بهدف السيطرة على قاعدة النجومي الجوية التابعة للجيش والجسر الصغير الرابط بين غرب أم درمان وأقصى جنوب الخرطوم.

وبحسب مواطنين من شرق النيل، دخلت "الدعم السريع" إلى عدد من الأحياء وقامت بحملات تفتيش ونهب لمنازل المواطنين في أحياء المنطقة وتوجيه الاتهامات لأصحاب المنازل بالانتماء إلى الجيش والاستخبارات العسكرية واعتقال وطرد بعضهم.

وبحسب شهود أيضاً، شهدت أحياء عدة شمال أم درمان سقوط عدد كبير من القذائف المدفعية أثارت حالاً من الهلع وتسببت في وقوع عدد من القتلى والجرحى.

وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش تمكن من التصدي لهجوم جديد شنته "الدعم السريع" في منطقة جبل أولياء وأسقط طائرة مسيرة تابعة لها جنوب الخرطوم، ونفذ سلاح الطيران ضربات جوية مستهدفاً مواقع عدة لهذه القوات داخل وخارج الخرطوم وفي الأطراف البعيدة.

رد وتحذيرات

وعلى إثر تخلي حركتي تحرير السودان برئاسة مني أركو مناوي والعدل والمساواة برئاسة جبريل إبراهيم عن حيادهما وإعلان مشاركتهما في العمليات العسكرية لحماية المدنيين، أعلنت قوات "الدعم السريع" على موقعها بمنصة "إكس" انضمام 10 آلاف مقاتل من الحركات المسلحة، بشمال دارفور إلى صفوفها، وأرفقت مقطع فيديو تقول إنه يوثق عملية الانضمام.

دارفور

وفي إقليم دارفور، أشارت مصادر ولائية إلى أن المساعي المجتمعية لا تزال جارية بهدف تفادي انفجار القتال في مدينتي الفاشر والضعين بشرق دارفور، لمنع القتال في المدينتين المكتظتين بعدد كبير من النازحين والفارين من المعارك في الخرطوم ومدن الجنينة ونيالا وزالنجي، كما تعيش مدينة الفاشر أجواء حرب وتحشيد متبادل.

وذكرت قيادات أهلية أن الهدوء الحذر والقلق يسودان ولاية شمال دارفور على إثر إصرار قوات "الدعم السريع" السيطرة على أكبر وآخر المقرات العسكرية للجيش في الإقليم، وحذرت قيادات في الإقليم من أنه في حال تمكنت "الدعم السريع" من دخول الفاشر، فسيشكل الأمر خطراً كبيراً على الأوضاع الإنسانية في المدينة، كما ينذر بتأجيج الصراع القبلي وفتنة قد تمثل شرارة الحرب الأهلية.

وأكدت مصادر ولائية أن مدينة الضعين عاصمة شرق دارفور التي كانت تعيش هدوءاً نسبياً منذ بدء الحرب باستثناء بعض المناوشات، تقف اليوم على شفير القتال وسط استعداد كبير للفرقة 20 التابعة للجيش داخل المدينة وحشد قوات "الدعم السريع" حولها من ثلاث جهات، بينما لم تفلح الوساطات القبلية والأهلية في كبح الهجوم المتوقع على المدينة.

الغذاء العالمي يحذر

إنسانياً، حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أنه بحلول شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لن تكون هناك أي مساعدات إنسانية متاحة للسودانيين في دولة تشاد، ما لم تحصل على تمويل عاجل فوري، كما تنطلق اليوم في العاصمة المصرية القاهرة لمدة يومين، أعمال مؤتمر القضايا الإنسانية في السودان، تحت شعار "تفعيل الاستجابة الإنسانية للكارثة في السودان" الذي ينظمه عدد من منظمات المجتمع المدني السوداني المستقلة. ويتناول المؤتمر الأوضاع الإنسانية وقضايا الحماية الاجتماعية في السودان، بجانب الأمن الغذائي والعنف الجنسي المبني على النوع خلال الحرب الراهنة، فضلاً عن وضع النظام الصحي واستعراض التجارب المحلية ودعمها والمعلومات الخاصة بوصول العون الإنساني إلى المستفيدين. وأوضح بيان للجنة التحضيرية أن المؤتمر يأتي دعماً ومواصلة لجهود تخفيف معاناة الشعب السوداني خلال الحرب وإيصال صوته وسط انصراف وانشغال العالم بقضايا أخرى.

الترويكا تدين

على صعيد المواقف الدولية، دانت مجموعة دول الترويكا (الولايات المتحدة، والنرويج، والمملكة المتحدة) تصاعد العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في السودان، بخاصة الهجمات التي تشنها "الدعم السريع" في ولايات دارفور، وعمليات القتل الجماعي، والاستهداف العرقي للمجتمعات غير العربية وغيرها من قتل الزعماء التقليديين، والاعتقالات غير العادلة، وعرقلة المساعدات الإنسانية، وفقاً لتقارير موثوقة.

وأعربت الترويكا في بيان مشترك، عن بالغ قلقها بخصوص التقارير التي تفيد بوقوع أعمال عنف واستهداف المدنيين في منطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم، مجددة التأكيد على أنه لا يوجد حل عسكري مقبول للصراع. ودعا البيان أطراف الصراع إلى إنهاء القتال والامتناع عن الأعمال التي من شأنها أن تزيد من تقسيم السودان على أسس عرقية أو تجر قوى أخرى إلى الصراع والانخراط في مناقشات هادفة تؤدي إلى وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، ورحب بيان الترويكا باستئناف مفاوضات جدة، والاعتراف بالالتزامات الإنسانية الأولية التي تعهدت بها الأطراف في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، مشيراً إلى أن تحقيق الحل المستدام يتطلب إنهاء العنف واستئناف العملية السياسية.

مبعوث جديد

أممياً، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تعيين الجزائري رمطان العمامرة مبعوثا شخصياً له إلى السودان، إلى جانب تعيين المفاوض الأممي إيان مارتن لقيادة مراجعة استراتيجية لبعثة الأمم المتحدة في السودان "يونيتامس" لتزويد مجلس الأمن بخيارات حول كيفية تكييف مهام البعثة، وأوضح المتحدث الأممي ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحافي، أن الأمم المتحدة ستواصل الانخراط الوثيق مع الجهات الفاعلة بما فيها السلطات السودانية وأعضاء مجلس الأمن لتوضيح الخطوات المقبلة.

ونفت شيرين يسن، بمكتب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن يكون العمامرة بديلاً لفولكر بيرتس، موضحة أنه مبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة بينما بيرتس رئيس للبعثة الأممية المتكاملة "يونيتامس"، بالتالي فهو لا يحل محله، مشيرة إلى أن تعيين المبعوث العمامرة كان أمراً يتم الإعداد له منذ فترة ومن مهامه التواصل مع الأطراف الإقليمية.

وفي شأن الموقف من طلب السودان إنهاء مهام بعثة "يونيتامس"، أوضحت يسن، أن مجلس الأمن الدولي سينظر في اجتماعه، بداية ديسمبر (كانون الأول) المقبل في هذا الشأن، كونه المخول بتعيين بعثات الأمم المتحدة أو إنهاء مهامها.

تفاوض وتصعيد

وكانت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الأفريقية مارثا بوبي أوضحت أنه على رغم تأكيد الطرفين المتحاربين استعدادهما للتفاوض على وقف إطلاق النار، لكن تصرفاتهما على الأرض تشير إلى خلاف ذلك، ونددت بوبي أمام مجلس الأمن الدولي، بتمدد النزاع في السودان إلى مناطق جديدة من البلاد.

المزيد من متابعات