ملخص
نال أحد المدانين بقتل الصحافية الروسية آنا بوليتكوفسكايا عام 2006 عفواً رئاسياً بعد مشاركته في القتال مع القوات الروسية في أوكرانيا
نال رجل من أصل خمسة مدانين بقتل صحافية روسية منتقدة ومعارضة للكرملين عفواً بعدما أمضى في السجن نصف عقوبته البالغة 20 عاماً وذلك بعيد فترة قضاها في الصفوف الأمامية للقتال في "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.
وحكم على سيرغي خدجيقربانوف عام 2014 لضلوعه في التأمر على قتل الصحافية آنا بوليتكوفسكايا، 48 سنة، في 2006.
وعملت الصحافية لمصلحة الصحيفة المستقلة "نوفايا غازيتا" Novaya Gazeta وكتبت مقالات انتقدت فيها سياسات الكرملين خلال الأعوام الأولى من عهد فلاديمير بوتين فضلاً عن الحرب في الشيشان وعن انتهاكات حقوق الإنسان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقُتلت بالرصاص في المصعد المؤدي إلى شقتها في موسكو، مما أثار غضباً عارماً في بلادها وفي الغرب.
وربط مقتلها الذي حصل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) والذي يصادف يوم عيد ميلاد بوتين بتكهنات أن العملية أنجزت لإرضاء الرئيس ولتكون بمثابة هدية له.
وسلطت الحادثة الضوء على الأخطار التي يواجهها الصحافيون المستقلون في روسيا على رغم أن الكرملين نفى دائماً أي تورط له في القتل.
وأفرج عن خدجيقربانوف وهو محقق شرطة سابق العام الماضي للمشاركة في القتال في أوكرانيا ومن ثم وقع عقداً مع وزارة الدفاع الروسية للاستمرار في الخدمة بعد العفو عنه، بحسب ما أعلنه محاميه أليكسي ميخالشيك.
ومن بين الأسماء التي استفادت من مخطط وزارة الدفاع الروسية القائم على توظيف سجناء للقتال في أوكرانيا مقابل وعد بالحصول على العفو الرئاسي، تعتبر القضية أعلاه الأكثر شهرة.
واستخدم هذا المخطط بصورة كبيرة من قبل ممول مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين. وأظهرت اللقطات من سجون عدة أمير الحرب وهو يشجع السجناء المدانين بجرائم القتل والاعتداءات الجنسية على الانضمام إلى مجموعة مقاتليه المرتزقة تكفيراً عن جرائمهم.
وعُرضت عليهم عقوداً لمدة ستة أشهر للقتال في أوكرانيا مقابل نيلهم العفو بعد ذلك. وأعلن عن إحدى أولى حالات العفو عن المرتزقة في يناير (كانون الثاني) من العام الحالي.
وبرزت تقارير بعد ذلك تفيد بأن المدنيين الروس يشعرون بالقلق من العيش مع محكومين سابقين بينهم مذنبون بارتكاب أخطر الجرائم وأمضوا ما يقارب الستة أشهر في الخطوط الأمامية للقتال.
وبعد خروج "فاغنر" من أوكرانيا ووفاة بريغوجين التي أعقبت ذلك في في الـ24 من أغسطس (آب) الماضي والتي اعتبرت بحد ذاتها مريبة، بدأت وزارة الدفاع الروسية عملية تجنيد واسعة من السجون.
وغالباً ما قيل إن السجناء استخدموا كبارود للمدافع في ما أصبح يُعرف بـ"هجمات الموجات البشرية" التي باتت شائعة بفضل لجوء مجموعة "فاغنر" إليها وهي عبارة عن دفع عشرات المدانين في الخطوط الأمامية إلى الهجوم على المواقع الأوكرانية بهدف استيعاب نيران العدو والسماح للجنود خلفهم بالتقدم في ظل نيران أقل قوة.
ولكن خدجيقربانوف منح موقعاً قيادياً في الجيش، بحسب ما قال محاميه ميخالشيك لأنه خدم في "القوات الخاصة" في أواخر التسعينيات وفي "كل النقاط الساخنة تقريباً" بما فيها الشيشان.
وعقب العفو، أصدر نجلا السيدة بوليتكوفسكايا إيليا وفيرا، بياناً مشتركاً مع صحيفة "نوفايا غازيتا" التي عملت فيها والدتهما سابقاً جاء فيه أنهما "لم يعلما بالعفو الذي مُنح للقاتل".
وقال رئيس تحرير الصحيفة دميتري موراتوف إن العفو "ليس دليلاً على تكفير القاتل وتوبته" بل هو "واقع فظيع للظلم والإجحاف. إنها إهانة لذكرى إنسانة قتلت من أجل اعتقاداتها وقيامها بواجبها المهني".
وفي هذا السياق، أصدرت الناشطة الحقوقية الروسية ألينا بوبوفا التي انتقدت مراسيم العفو السابقة المماثلة، بما في ذلك عن رجل قتل صديقته قبل مشاركته في القتال في أوكرانيا، بياناً نددت فيه بإطلاق سراح خدجيقربانوف. وتساءلت "كم مجرم ومغتصب ستطلق الحرب سراحهم؟".
من جهته، وصف بيل براودر الذي كان في السابق أحد أكبر المستثمرين الأجانب في روسيا قبل أن يبعده فلاديمير بوتين، العفو بأنه "صفعة ساخرة على وجه العدالة". وأضاف أن العفو الرئاسي كان شريراً على نحو مضاعف نظراً إلى أن بوتين هو الذي "أمر بقتلها".
وقال لـ"اندبندنت" إن "العفو عن قاتل آنا بوليتكوفسكايا هو صفعة ساخرة على وجه العدالة وعائلتها [بوليتكوفسكايا]"، مضيفاً "لكن يجب ألا ننسى أن الشخص الذي أمر بقتلها بقي حراً منذ مقتلها ويجلس متربعاً على رئاسة روسيا ويأمر بمزيد من جرائم القتل والبؤس داخل روسيا، وفي أوكرانيا وفي جميع أنحاء العالم".
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مطلع الشهر الجاري أن المدانين الذين جندوا للقتال في أوكرانيا يستحقون العفو. وقال "هؤلاء المحكومين، حتى الذين دينوا في جرائم خطرة، سفكوا دماءهم في ساحة المعركة تكفيراً عن جرائمهم. لقد عبروا عن توبتهم من خلال سفك الدماء في ألوية الهجوم تحت الرصاص والقصف".
© The Independent