Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جبل أولياء في قبضة "الدعم السريع" ومواجهات عنيفة شرق دارفور

تكثف قوى الحرية والتغيير جولاتها الخارجية لعدد من دول الجوار لحشد الدعم لوقف الحرب

تسيطر "الدعم السريع" على 3 ولايات بشكل كامل وهي جنوب وغرب ووسط دارفور وتواصل مساعيها للسيطرة على الفاشر عاصمة شمال الإقليم (أ ف ب)

ملخص

اشتباكات عنيفة بين الجيش و"الدعم السريع" في مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور

قالت قوات "الدعم السريع" في السودان، إنها تمكنت من بسط سيطرتها الكاملة على منطقة جبل أولياء العسكرية الواقعة على بعد 45 كيلومتراً جنوب الخرطوم بعد معارك شرسة مع الجيش السوداني استمرت 10 أيام على التوالي، لكن الأخير لم ينفِ أو يؤكد هذا الأمر، بيد أن مصادر عسكرية أكدت أن الطيران الحربي التابع للجيش شن غارات جوية على "الدعم السريع" في تلك المنطقة ألحقت خسائر كبيرة في الأرواح وتدمير أرتال من المركبات القتالية.

وأشارت قوات "الدعم السريع"، في بيان، على منصة "إكس"، إلى أن "أشاوس الدعم السريع تمكنوا، فجر أمس الإثنين، من تحرير قاعدة جبل أولياء العسكرية جنوب الخرطوم بالكامل بما في ذلك الجسر الذي يربط الخرطوم بأم درمان وكبدوا العدو خسائر فادحة". وأضاف البيان "تحرير قاعدة جبل أولياء العسكرية من قبضة الفاسدين يأتي ضمن سلسلة الانتصارات العظيمة التي حققها أشاوس قواتنا في مختلف الجبهات ولقنوا فيها العدو دروساً في الشجاعة والعزيمة والصمود"، لافتاً إلى أن "هذا الانتصار يؤكد ثبات قواتنا وتركيزها على المبدأ الأساس وهو انتزاع هذه الطغمة التي أشعلت هذه الحرب لقطع الطريق أمام تطلعات شعبنا في الحرية والعدالة والمساواة والحكم الديمقراطي". وزاد "أننا ماضون بكل قوة متسلحين بإرادة أمتنا العظيمة لتحرير الوطن من سيطرة العصابة وبناء السودان على أسس جديدة وعادلة، وإعادة تأسيس جيش قومي وطني واحد يحمي أرضنا وشعبنا ولا يرتهن لإرادة حزب أو أيديولوجيا.

كما بثت "الدعم السريع" مقطعاً مصوراً لمسؤول عملياتها العسكرية اللواء عثمان محمد حامد المعروف بـ"عثمان عمليات" واقفاً إلى جانب عدد من عناصره على جسم خزان جبل أولياء من الناحية الشرقية حيث توجد قاعدة الجيش الرئيسة.

وبحسب شهود، فإن مواجهات متقطعة دارت بين طرفي الصراع في محيط سلاح المهندسين، ومناوشات في مناطق الفتيحاب والمربعات وأحياء أبو سعد والنخيل جنوب غربي أم درمان، في وقت تعاني معظم أحياء أم درمان من انقطاع متواصل لشبكات الاتصال، فضلاً عن ندرة توافر المواد الغذائية ما زاد من معاناة سكانها بخاصة مواطنو الفتيحاب الذين تعرضوا لحصار من قبل "الدعم السريع" دام أسبوعين.

وكانت تنسيقية لجان المقاومة بالفتيحاب حضت أهالي المنطقة على الصمود أمام أبشع جريمة إنسانية يشهدها السودان منذ عام 1956، مؤكدة أن هناك أسراً لم تتناول أي حصة من الطعام منذ ثلاثة أيام جراء حصار "الدعم السريع" للمنطقة. وجددت التنسيقية مطالبتها قادة سلاح المهندسين بالإسراع في فتح ممرات آمنة لدخول المواد الغذائية والأدوية للمواطنين، وهو ما لم يحدث حتى الآن، في وقت تقصف فيه عناصر "الدعم السريع" منازل المواطنين الأبرياء مما أسفر عن "خسائر كبيرة في صفوف المدنيين بالمنطقة معظمهم من النساء والأطفال".

اشتباكات بالضعين

وفي دارفور، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، للمرة الأولى، في مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور في أعقاب انهيار الوساطة التي قام بها رجالات الإدارة الأهلية في المدينة لتفادي وقوع الصراع.

ووفقاً لمواطنين في المدينة، فإن المواجهات وقعت قرب محيط قيادة الفرقة 20 مشاة الواقعة على بعد سبعة كيلومترات جنوب المدينة، مما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من المواطنين الساكنين قرب مقر قيادة الجيش. وبثت قوات "الدعم السريع" عبر موقع "إكس" مقاطع فيديو تظهر تجول جنودها داخل مطار الضعين وإعلانهم السيطرة عليه وتعهدهم بالزحف نحو قيادة الجيش، في حين أكد وكيل ناظر عموم قبيلة الرزيقات الفاضل سعيد مادبو أمام حشد من المواطنين داخل سوق الضعين الكبيرة تعهده حماية السوق ومنع أي مجموعة مسلحة من الدخول إليه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتسيطر قوات "الدعم السريع" على ثلاث ولايات بشكل كامل وهي جنوب وغرب ووسط دارفور، وتواصل مساعيها للسيطرة على الفاشر عاصمة شمال دارفور، والضعين العاصمة التاريخية لقبيلة الرزيقات في شرق دارفور حيث دفعت، منذ الجمعة الماضي، بتعزيزات عسكرية ضخمة.

وفي كردفان، قالت القوات المسلحة السودانية في صفحتها على "فيسبوك" إن الفرقة الخامسة مشاة "الهجانة" نفذت عمليات تمشيط واسعة في مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان دمرت خلالها آليات وقتلت عدداً كبيراً من أفراد "الدعم السريع"، فضلاً عن تسلم مركبات قتالية وأسلحة بحالة جيدة.

زيارة جوبا

في الأثناء، وصل وفد من تحالف قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) جوبا في زيارة تمتد أياماً عدة بناء على دعوة مقدمة من رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت. وأوضح المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير جعفر حسن أنه من المقرر أن يعقد الوفد عدداً من اللقاءات مع قيادة وحكومة جنوب السودان حول سبل إنهاء الحرب في السودان وتحقيق السلام وتأسيس الانتقال المدني الديمقراطي. وبيّن أن الوفد سيستعرض مساعي توحيد القوى الديمقراطية المدنية وما تم أخيراً في أديس أبابا بتكوين تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" وما صدر عن اجتماعات قوى الحرية والتغيير بالقاهرة في شأن عقد لقاء مباشر وعلني مع طرفي الحرب لعرض رؤية خريطة الطريق وإعلان المبادئ لإنهاء هذا الصراع وتحقيق السلام وتأسيس الانتقال المدني الديمقراطي المستدام.

وتنشط قوى الحرية والتغيير في تكثيف جولاتها الخارجية لعدد من دول الجوار من أجل حشد الدعم لوقف الحرب المدمرة التي يعانيها السودان، منذ منتصف أبريل (نيسان)، مخلفة أعداداً كبيرة من القتلى والنازحين واللاجئين.

إعفاء عضو سيادة

إلى ذلك، أعفى رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان عضو المجلس السيادي الطاهر أبو بكر حجر من منصبه، ليلحق بالهادي إدريس الذي أعفي من عضوية المجلس في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني). وأشار بيان لإعلام مجلس السيادة إلى أن البرهان دعا أطراف اتفاق سلام جوبا لترشيح عضو بديل لحجر من دون التطرق لأسباب الإعفاء.

وكان عضوا المجلس السابقين الطاهر حجر والهادي إدريس اعترضا على انحياز حركتي تحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي والعدل والمساواة التي يقودها جبريل إبراهيم للجيش السوداني والخروج من حالة الحياد.

وجرى تعيين عضوي مجلس السيادة بموجب اتفاق جوبا للسلام الذي وقع بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح، في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2020، وتم تعيينهما، في الرابع من فبراير (شباط) 2021، إلى جانب القادة العسكريين الخمسة.

خطة لإيصال المساعدات

في غضون ذلك، دعا مؤتمر القضايا الإنسانية في السودان إلى وضع خطة عمل للأعمال الإنسانية عبر التنسيق مع غرف الطوارئ والمبادرات الفاعلة والمنظمات الدولية بشكل مباشر، وسط دعوات لفرض رقابة على المساعدات.

ويأتي هذا المؤتمر، الذي أنهى أعماله، أمس الإثنين، في القاهرة، بحضور 420 مشاركاً بينهم أكثر من 100 وصلوا من داخل السودان، في ظل تعطل عمليات نقل المساعدات الإنسانية بشكل كامل للمحتاجين والمحاصرين في مناطق الاشتباكات بخاصة العاصمة الخرطوم، وعدد من مدن دارفور وسط مطالبات دولية للمتقاتلين بفتح ممرات آمنة لإيصالها.

وشملت توصيات المؤتمر مجالات الحماية الاجتماعية والصحة والتعليم والانتهاكات الجنسية والعنف ضد المرأة خلال الحرب والأمن الغذائي والتنسيق وتكامل الأدوار.

ودارت شبهات كثيرة حول توزيع المساعدات التي تسلمتها الحكومة السودانية بعد اندلاع الحرب، والوجهات التي تسلمتها. وأكدت قطاعات واسعة داخل مناطق الاشتباكات عدم وصولها إليها.

وقف السفر لإثيوبيا

من جهتها، أعلنت حكومة ولاية القضارف شرقي السودان تعليق السفريات البرية إلى إثيوبيا بسبب الاضطرابات الأمنية هناك، إلى حين التواصل والاتفاق مع السفارة الإثيوبية لتأمين المسافرين. وبحسب وسائل إعلام محلية، وقعت، خلال الفترة الماضية، حوادث نهب واعتداء على المسافرين من القضارف إلى إثيوبيا وتمت بيد جماعات خارجة عن القانون قالت أديس أبابا إنها تلاحقها، وتم نشر تعزيزات عسكرية في محافظة قندر الإثيوبية بإقليم بحر دار.

وكانت سلطات الجوازات بالقضارف أعلنت اكتمال سفر أكثر من 24 ألفاً من السودانيين إلى جانب 11969 من الأجانب عبر منفذ القلابات البري إلى إثيوبيا، كما غادر نحو 20492 إثيوبياً ضمن برامج العودة الطوعية.

المزيد من متابعات