كيف كان صعود وهبوط مليارديرات المشفرات؟

مع ترك تشانغبنغ جاو موقعه كرئيس تنفيذي لأكبر شركات العملات المشفرة "بينانس"، هذا الأسبوع، إثر إقراره بالذنب في تهم الاحتيال وغسل الأموال الموجهة له وشركته من قبل السلطات الأميركية، عادت إلى الأذهان صورة نجوم العملات المشفرة، الذين جمعوا المليارات من تلك السوق.

استفاد هؤلاء من فقاعة السوق في الفترة ما بين 2020 و2021، قبل أن تبدأ شركات كبرى للمشفرات في الانهيار العام الماضي، وذلك نتيجة متابعة وملاحقة أجهزة وزارة العدل الأميركية وغيرها من هيئات الرقابة للسوق ووحدة المعاملات المالية في وزارة الخزانة الأميركية، وفق ما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" في تحقيق مطول عن قطاع المشفرات.

وكشفت تلك التحقيقات والقضايا عن عدد من مشاهير المشفرات المليارديرات، الذين يواجه بعضهم أحكاماً بالسجن لمدد متباينة وبعضهم يواجهون قضايا مدنية من دون تهم إجرامية وغيرهم من المشاهير الذين لم ترد أسماؤهم في قضايا لكن شركاتهم تعرضت للاتهامات.

من بين هؤلاء عديد الأسماء الشهيرة، نوردها في ما يلي مع نبذة قصيرة عن كل منهم:

سام بانكمان –فرايد

مؤسس شركة تداول العملات المشفرة المنهارة "أف تي إكس"، ودين هذا الشهر من قبل محكمة في نيويورك بتهم تتراوح بين الفساد المالي وغسل الأموال.

كان بانكمان – فرايد، البالغ من العمر 31 عاماً، أشهر رموز مليارديرات سوق العملات المشفرة، ويتحدث في الندوات والمؤتمرات وتظهر صوره مع كبار الشخصيات من سياسيين ومشاهير، وبعد إقراره بالذنب، ينتظر الحكم عليه في مارس (آذار) المقبل ويتوقع أن يحكم عليه بالسجن لعشرات الأعوام.

دو كوون

مؤسس العملة المشفرة المستندة إلى الدولار "تيرا يو أس دي"، التي أدى انهيارها في مايو (أيار) العام الماضي 2022 إلى بدء سلسلة الانهيارات الكبرى في سوق العملات المشفرة. وجهت له السلطات الأميركية ثمانية تهم تشمل الفساد في التحويلات والأوراق المالية، وذلك في مارس الماضي عندما ألقي القبض عليه في الجبل الأسود وهو يحاول الخروج من ذلك البلد بجواز سفر مزور. وينتظر الآن قراراً من سلطات الجبل الأسود إن كانت سترحله إلى الولايات المتحدة ليواجه تهم الفساد والاحتيال المالي أم ترحله إلى بلده الأصلي كوريا الجنوبية.

أليكس ماشينسكي

مؤسس "سيلسياس نتورك"، وهي شركة إقراض في عالم العملات المشفرة كانت تصور نفسها على أنها بديل للبنك. أعلنت الشركة إفلاسها في يوليو (تموز) العام الماضي 2022، وألقى القبض على ماشينسكي ووجهت له السلطات الأميركية تهم الاحتيال المالي والتلاعب بالسوق هذا العام. وجاء في صحيفة الاتهام أن شركة "سيلسياس" كانت مثابة "صندوق استثمار عالي الأخطار"، ولم يقر ماشينسكي بالذنب في التهم الموجهة إليه وينتظر المحاكمة في سبتمبر (أيلول) العام المقبل 2024.

سو جو وكايلي دافيز

أسس الاثنان شركة "ثري آروز كابيتال"، وهي صندوق تحوط في سوق العملات المشفرة أصبح أكبر مستثمر في القطاع مع مطلع عام 2022. وانهارت الشركة مع انهيار العملة المشفرة "تيرا يو أس دي"، وألقي القبض على سو جو في سبتمبر الماضي في سنغافورة وحكم عليه بالسجن أربعة أشهر لرفضه التعاون مع تحقيقات المصفي القضائي في انهيار "ثري آروز كابيتال" بينما حكم على كايلي دافيز بالسجن أربعة أشهر أيضاً لكن مكانه غير معروف.

جاستن صن

هو مؤسس "ترون"، أكبر شبكات "البلوكتشاين" في عالم العملات المشفرة، ووجهت هيئة البورصة والأوراق المالية في مارس الماضي هو وثلاثة من شركائه تهمة بيع الأوراق المالية بشكل غير رسمي والتلاعب بالأسواق. وقال وقتها، إن التهمة "تفتقر إلى الصدقية". ومثله مثل سام بانكمان – فرايد كان يعيش حياة بذخ وشهرة، وفي عام 2019 دفع 4.6 مليون دولار في مزاد خيري أقيم ضمن عشاء مع المستثمر الشهير وارن بافيت.

ستيفن إيرليك

هو الرئيس التنفيذي السابق لصندوق الإقراض "فويجر ديجيتال"، وجهت إليه سلطات المراقبة المالية الأميركية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تهمة الاحتيال وإدارة منصة سلع غير مسجلة قانوناً، ويستعد ستيفن إيرليك للدفاع عن نفسه في مواجهة تلك التهم.

باري سيلبرت

من أقدم المستثمرين في العملات المشفرة عبر شركته "ديجيتال كرنسي غروب"، وفي أكتوبر الماضي وجه له مكتب المحامي عام في نيويورك تهمة خداع المستثمرين عن عمد بإخفائه خسائر بمقدار 1.1 مليار دولار. ويقول باري سيلبرت إنه سيدفع بعدم صحة الاتهام.

كانت شركته للإقراض في سوق المشفرات "جنيسيس" انهارت وأعلنت إفلاسها بعد انهيار شركة "أف تي إكس"، وتواجه شركة "جنيسيس" أيضاً تهماً من قبل سلطات نيويورك وهيئة البورصة والأوراق المالية بالاحتيال المالي.

برايان أرمسترونغ

هو الرئيس التنفيذي لشركة "كوينن بايز" وهي منصة تداول للعملات المشفرة مسجلة على مؤشر "ناسداك" في بورصة "وول ستريت" بنيويورك. في يونيو (حزيران) الماضي وجهت السلطات الأميركية تهمة عدم التسجيل كشركة سمسرة أميركية أو شركة تداول للأوراق المالية، فيما تنفي الشركة تلك التهم، واسم برايان أرمسترونغ لم يرد في أي قضية مرفوعة على الشركة.

التوأمان وينكلفوس

لا يواجه التوأمان تايلر وكاميرون وينكلفوس اتهامات مباشرة من السلطات، إلا أن مكتب المحامي العام في نيويورك رفع في أكتوبر الماضي قضية على شركتهما "جمينيي" وهي منصة معاملات للعملاء المشفرة بتهمة الكذب على المستثمرين في شأن برنامج الإقراض للعملات المشفرة الذي أدارته الشركة في شركة "جنيسيس" التي يملكها باري سيلبرت. كانت هيئة البورصة والأوراق المالية اتهمت في يناير (كانون الثاني) الماضي برنامج الإقراض التابع لشركة "جيمني" الذي أخفى 900 مليون دولار من أموال المودعين بأنها غير مسجلة لدى هيئات الأوراق المالية.

باولو أردوينو

كبير مديري التكنولوجيا في "تيثر"، وهي أكبر عملة مشفرة مثبتة قيمتها في العالم، وكان دائماً الممثل لعملة "تيزر" ونشط في التعليق على مواقع التواصل في شأنها وسيصبح الرئيس التنفيذي لشركة العملة المشفرة في ديسمبر (كانون الأول) القادم. قبل عامين اضطرت "تيزر" لدفع 41 مليون دولار غرامة لتسوية قضية رفعتها عليها السلطات الأميركية بتهمة ادعائها أن العملة المشفرة مدعومة بالدولار الأميركي.

مايكل نوفوغراتس

مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "غالاكسي ديجيتال" وهي شركة خدمات مالية تعد من أكبر الوسطاء في سوق العملات المشفرة، ويضع الملياردير الذي سبق أن عمل في بنك "غولدمان ساكس" الاستثماري وفي شركة "فورتريس أنفستمنت" وشماً على ذراعه للعملة المشفرة "لونا" قبل أن تنهار تلك العملة وتختفي.