تألقت المطربة السورية أصالة ليلة أمس الأربعاء في حفلتها التي أحيتها ضمن ليالي عكاظ في موسم الطائف الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وصفق لها الجمهور بحماسة وطالبها بإعادة بعض الأغنيات التي طرب لها. بدت أصالة بإطلالتها الجميلة ووجهها الأليف وفستانها الأبيض الزاهي نجمة زاهية، وحلق صوتها في رحاب الطائف حاملاً الى الجمهور أجمل التحيات. وعبرت أكثر من مرة خلال الحفلة عن فرحها بالغناء في السعودية التي كانت التقت جهورها من قبل، ووصفت الحفلة بالمناسبة المنتظرة لتجدد علاقتها بمحبيها. وكانت بين أغنية وأخرى تحاور الجمهور الذي غصّت به مدرجات المسرح، تسأله وتنتظر أجوبته وتعلن له عن مفاجآتها الغنائية.
ولعل ما ميّز جو الحفلة ومنحها طابعاً مهماً وخاصاً هو أن أصالة اختارت أن تؤدي فيها أغنياتها الجديدة للمرة الأولى بعدما صدرت قبل يومين في ألبوم عنوانه "في قربك". وشاءت به أن تقدم تحية فريدة إلى جمهور ليالي عكاظ وأن تخصه بجديدها وفي يقينها أنها الفرصة الأجمل لتقديم الألبوم. ومن الأغاني التي أدتها وتفاعل معها الجمهور: جابو سيرتك، حالة كركبة، نكتة بايخة وسواها. وأدت أغنيتين جديدتين باللهجة الخليجية هما: ذاك الغبي، سواها قلبي. أما المفاجأة غير المنتظرة فهي أداؤها أغنية عبد الحليم حافظ "قارئة الفنجان"، من شعر نزار قباني، وبرعت في غنائها، فلم تقلد العندليب الأسمر بتاتاً، بل منحت الأغنية طابعاً جديداً ودمغتها ببصمتها الصوتية. أدت أصالة هذه الأغنية برقة وطواعية ولعبت على عطفات الصوت والعُرب ومنحتها إحساساً أنثوياً طالعاً من قلبها وحنجرتها في وقت واحد. ومعروف أن أصالة تمتلك خامة صوتية فريدة تجمع بين انتمائها المشرقي وانفتاحها على الطرب المصري والخليجي. وقدر برعت فعلاً خلال مسارها الفني في تأسيس مدرسة غنائية متميزة ومتفردة بنفسها.
حفلة أصالة كانت الثالثة في سياق الاحتفال بليالي عكاظ. الحفلة الأولى أحياها المطرب السعودي عبادي الجوهر مع المطربة السعودية داليا مبارك، الحفلة الثانية أحياها المطرب الإماراتي حسين الجسمي، أما الرابعة والأخيرة فستحييها المطربة الإماراتية أحلام. إنها ليالي عكاظ في الطائف، تعبق بالموسيقى والألحان المحلية، السعودية والخليجية والعربية، وفيها تحلّق الأصوات الجميلة لترسم فضاء من الطرب والفرح في الهواء الطلق المشبع بالطراوة والنداوة. وباتت ليالي عكاظ موسماً جميلاً ينتظره الجمهور كل صيف ليعيش لحظات من الطرب البهيّ والموسيقى الأصيلة.
".