شارك آلاف الأشخاص في مسيرة ضد معاداة السامية نظّمت في وسط لندن اليوم الأحد، ولوّح بعضهم بالأعلام الإسرائيلية والبريطانية.
تأتي التظاهرة غداة تجمّع حاشد مؤيد للفلسطينيين نظّم في شوارع العاصمة البريطانية للمطالبة بوقف دائم لإطلاق النار في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة "حماس".
وتشهد المملكة المتحدة تزايداً في حوادث معاداة السامية منذ هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) والذي شكّل الشرارة التي أطلقت النزاع الحالي في قطاع غزة.
جونسون بين المتظاهرين
في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية لدى انطلاق المسيرة من أمام مقر المحكمة العليا، قال مايكل جينينغز وهو متقاعد يبلغ 69 سنة، إن "الكراهية يجب أن تزول. لا يمكن أن تسود الكراهية لدى الجانبين".
وانضم رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون إلى المتظاهرين الذي رفعوا خلال توجّههم إلى مقر البرلمان لافتات كتب عليها "صفر تسامح مع معاداة السامية".
كذلك رفعوا صوراً لإسرائيليين وأجانب خطفوا من قبل "حماس".
وقالت ديبي غولدبرغ البالغة 52 سنة، وقد اتّشحت بعلم إسرائيلي كبير، "نحن هنا لدعم إسرائيل. نحن هنا لنطالب بإطلاق سراح جميع الرهائن".
وتابعت غولدبرغ وهي إسرائيلية متحدّرة من الأرجنتين "نحن هنا للمطالبة بالسلام وبأن ينتهي هذا الكابوس".
وقال أومير بلوتنيارز (37 سنة) وهو متخصّص في العلاج بالموسيقى، إنه قلق جداً بشأن معاداة السامية لدرجة أنه لم يصطحب معه زوجته وطفله إلى المسيرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال "لا صلة لوجودنا هنا بكره الناس. لسنا هنا لنهتف من أجل القتل. في السابع من أكتوبر استفقنا على حقيقة جديدة، وكلنا مصدومون من جراء ذلك".
ووضع بلوتنيارز ومتظاهرون آخرون ملصقات حملت عبارة "محبّتنا أكبر من كراهيتكم".
وتابع بلوتنيارز "نريد فقط عودة أطفالنا وزوجاتنا وأشقائنا وشقيقاتنا إلى الديار".
ويشهد الأحد عملية تبادل ثالثة بين رهائن وأسرى فلسطينيين مع صمود هدنة موقتة تم التوصل إليها في الأسبوع السابع للحرب.
وشنّت حركة "حماس" في السابع من أكتوبر هجوماً مباغتاً على جنوب إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة، أودى بنحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المدنيين، قضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية. كما تؤكد الأخيرة أن نحو 240 شخصاً أخذوا رهائن خلال الهجوم وتمّ نقلهم إلى داخل قطاع غزة.
حوادث معاداة السامية
ومنذ ذلك الحين، تشنّ إسرائيل قصفاً مكثفاً على القطاع وبدأت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما أدى إلى مقتل زهاء 15 ألف شخص بينهم أكثر من ستة آلاف طفل، وفق "حماس".
في مسيرة الأحد التي نظّمتها حملة مكافحة معاداة السامية، أوقفت الشرطة الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون الذي سبق أن تم تحذيره من المشاركة في التظاهرة.
وقالت الجمعية الخيرية اليهودية "كوميونيتي سيكيوريتي تراست" إنها سجّلت في الأيام الـ40 التي تلت هجوم "حماس" وصولاً إلى 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، 1324 حادثة معاداة للسامية على الأقل في بريطانيا.
وهذه الحصيلة هي الأعلى على الإطلاق لحوادث معاداة السامية في فترة 40 يوماً منذ بدأت الجمعية تسجيل هذا النوع من الحوادث عام 1984، علماً بأن 217 حادثة من هذا النوع سجّلت في الفترة نفسها من العام الماضي.