Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل "الشخصية الدرامية" أمر حقيقي كما يدعي "التاج" عن الأميرة ديانا؟

في الموسم السادس من الدراما الملكية على "نتفليكس"، تنصح المعالجة النفسية ديانا بالابتعاد عن دودي الفايد، واصفةً الأدرينالين الذي تولده هذه العلاقة الفوضوية بأنه "إدمان"

ملكة الدراما؟ دودي وديانا في مسلسل "التاج" (دانيال إسكال/نتفليكس)

ملخص

هل الإدمان على الدراما حالة حقيقية كما أوحى مسلسل "التاج" عن الأميرة ديانا؟

بينما تستمتع بأشعة الشمس على متن اليخت الفاخر في جنوب فرنسا، تقول الأميرة ديانا لمعالجتها النفسية القلقة سوزي أورباخ عبر الهاتف "بصراحة، إنه أمر جنوني بعض الشيء". صوت ديانا بطيء وفخم. تلوح بيدها لحبيبها دودي الفايد من بعيد. إنها لحظة هدوء نادرة في الحلقة الثالثة من الموسم السادس لمسلسل "التاج" على "نتفليكس".

في الحلقة التي تنكشف أحداثها وكأنها نوبة هلع، يلاحق الباباراتزي [مصورو المشاهير] ديانا (التي تؤدي دورها الممثلة إليزابيث ديبيكي) باستمرار. تتنافس على اهتمام الصحافة مع تشارلز (الذي يؤدي دوره الممثل دومينيك ويست) وكاميليا (التي تؤدي دورها الممثلة أوليفيا ويليامز) - ولكنها في الوقت نفسه تشعر بالاستياء من الصحافة. في الحلقة نفسها، يعلن دودي (الذي يؤدي دوره الممثل خالد عبدالله) عن حبه لها بقصيدة رديئة كتبها ونقشها على لوحة فضية. هناك أيضاً الديناميكية المختلة بين دودي ووالده "المكيافيلي" محمد (الذي يؤدي دوره الممثل سليم ضو). إضافة إلى الانفصال غير اللطيف بين دودي الفايد وخطيبته التي ترفع دعوى قضائية ضده. كل ذلك يحصل بينما العالم يراقب جميع تحركات ديانا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تقول أورباخ "هل هذه حقاً طريقة الاعتناء بنفسك التي ناقشناها؟"، معيدةً ديانا إلى أرض الواقع. وتضيف المعالجة النفسية: "لقد كنا نعمل على فطامك عن إدمانك للدراما. ودعينا نكون صريحين، هذه [العلاقة مع دودي] هي مجرد دراما جديدة. الدراما هي الأدرينالين. الإدمان. وفي كثير من النواحي، هذا معاكس لسلوك البالغين".

لقد أجريتُ [الكاتبة] نفس المحادثة بالضبط مراراً مع معالجي النفسي والراعين لبرنامجي العلاجي المكون من 12 خطوة، منذ أن بدأت العلاج منذ أكثر من 20 عاماً. ولكن هل إدمان الدراما أو الشخصية الدرامية [الشخص الذي يستجيب عادة للمواقف بطريقة مبالغ فيها وبشكل غير متناسب مع الموقف] هو بالفعل حالة حقيقية، كما يدعي "التاج"؟

لقد اختبرتُ ذلك بنفسي، كما اختبره عدد لا يحصى من الأشخاص الآخرين الذين يستمتعون بوضع أنفسهم تحت حالات ضاغطة. بينما يعتبر البعض الإدمان على الدراما مجرد جذب للانتباه، يرى الدكتور سكوت ليونز، عالم النفس في الولايات المتحدة ومؤلف كتاب "مدمن على الدراما: الاعتماد بالشفاء على الأزمات والفوضى في نفسك والآخرين" Addicted to Drama: Healing Dependency on Crisis and Chaos in Yourself and Others، أن الإدمان على الدراما هو "الأكثر سهولة والأكثر عداوة من بين جميع أشكال الإدمان" لأنه "مجاني ويمكن إحداثه في أي وقت".

وبحسب الدكتور ليونز فإن "كل شخص في العالم يعرف أحداً مدمناً على الدراما". أما عن سبب هذا الإدمان يقول: "إنهم يطاردون الدراما لتجنب الصدمة". ويرى الدكتور ليونز أن الإدمان على الدراما هو في الأساس "اعتماد على التوتر" - وبالتالي فإن لهذا الإدمان عواقب صحية كبيرة. "في كل مرة تحصل دراما فإنها تولد نوعاً من الطاقة. إنها ترتفع فوق عتبة الخدر أو الاكتئاب، بشكل موقت، وهذا شعور مسكر جداً. إنه إلهاء عن المشاعر والعواطف الداخلية... وهو في الواقع أحد أكثر مسكنات الألم الطبيعية المتوافرة لدينا... هل يبدو هذا مثل أي مخدرات أخرى تعرفها؟".

تشمل العلامات الواضحة للشخصية الدرامية استخدام مبالغ فيه للغة، وتضخيم المواضيع، والتهويل، والحاجة إلى أن يكون الشخص مركز الاهتمام. إنهم يجذبون الناس إلى الدراما الخاصة بهم، يستمتعون بالمهل الزمنية المحددة، ويفرطون في جدولة أفعالهم.

لقد كنت مدمنة على كل ذلك. لقد كنت من النوع الذي، إذا لم يرد صديقي على اتصالي، أعقد اجتماع أزمة من خلال الاتصال بـ10 أصدقاء لمناقشة ما الذي يدور في رأسه.

عندما كنت أعاني من اضطراب في الأكل في أوائل العشرينات من عمري، كما حدث مع ديانا، كان الشره المرضي بمثابة دراما كاملة. هل كان أحد ينتبه وأنا أتسلل إلى الحمام؟ هل زاد وزني؟ هل فقدت وزناً؟ هل شعرت بخفة عاطفية؟ هل أصلحني [هذا الاضطراب]؟

الحصول على المواد المؤثرة كان بالنسبة لي دراما - وعدم الحصول عليها كذلك هو دراما. بمجرد أن أتوقف عن تناول المشروبات الكحولية أو المخدرات أو اضطرابات الأكل – كانت الحماسة داخلي تنتظر للقفز إلى إدمان جديد. وما هو أفضل من القليل من الدراما ليأخذك بعيداً من أفكارك؟ ربما لم تكن النتائج ساحرة كما كانت في حالة ديانا في كثير من الأحيان، لكنني شعرت بالنشوة منها - تماماً كما تشعر عند تعاطي المخدرات.

في كثير من الأوقات ما زلت أجد نفسي أفكر بطريقة درامية - حتى عند حدوث شيء عادي مثل فقدان مفاتيحي. في داخلي، أشعر وكأن عالمي قد انتهى. كل شيء يومض أمامي ويبدأ قلبي بالتسارع؛ لكن الشعور بالأدرينالين في الواقع شعور رائع. أشعر أنني على قيد الحياة من جديد، وتتبدد مخاوفي الأخرى. بدلاً من التفكير بعقلانية والاتصال بصانع الأقفال، أبدأ برمي الأشياء وأنا بحالة ذعر مجنون وأتخيل نفسي وأولادي في الشارع طوال الليل. ثم أجد المفاتيح وارتاح.

يتطلب الأمر [التعافي] الكثير من العمل - التأمل يومياً وعقد اجتماعات التعافي [مع اخصائيين أو راعيين] - وإلا فإني سأجد نفسي أقع مرة أخرى في فخ الدراما. مثلاً من الممكن أن أواعد رجلاً في حين أقع في حب شخص آخر غير متاح. أتعامل مع العلاقات وكأنها رحلة صعبة على متن عجلة أفعوانية [تعرف أيضاً بقطار الموت وهي نموذج مصغر لسكة الحديد مرتفعة عن الأرض وملتوية صعوداً وهبوطاً، وتوجد في مدينة الملاهي]. مثلاً قد يكون هناك جدال عائلي، وينتهي بي الأمر بالتصرف بجنون بدلاً من الابتعاد بحب.

ماثيو*، وهو عضو سابق في "مدمنو الجنس والحب المجهولون"SLAA (Sex and Love Addicts Anonymous)، يشارك أفكاراً مشابهة. يقول: "لقد انجذبت إلى العلاقات بسبب مبدأ الدفع/الجذب. لقد أدمنت الدراما والعاطفة المرتبطة بها لدرجة أنني عندما واعدت أشخاصاً أكثر هدوءاً وأقل قابلية للتنبؤ، انتهى بي الأمر بمحاولة التسبب في الدراما. إذا لم أنجح بذلك، ينتهي بي المطاف بالانفصال عنهم، من دون أن أشرح السبب".

ويقول ماثيو إنه حتى بعد أن أدرك إدمانه على الدراما في العلاقات، فإن ذلك لم يساعده في تغيير الأمور على المدى الطويل، "كنت أقول شيئاً استفزازياً فقط للحصول على رد فعل. لقد انفصلت عن امرأة في السابق فقط لأنها كانت تتفق معي طوال الوقت. الغاية بالنسبة لي كانت الوصول إلى الحدة التي تزداد عند الجدال - وهذا ما كنت أتوق إليه".

ويعتبر الدكتور ليونز إن إدمان الدراما يؤثر الآن في الناس على نطاق أوسع، وذلك بفضل وسائل التواصل الاجتماعي. ويوضح قائلاً: "بدلاً من الواقع يوجد الكثير من الدراما على منصات وسائل التواصل الاجتماعي - إنها حياة مبالغ فيها". ويضيف: "لقد اعتدنا أن تكون لدينا مجلات للنميمة. الآن لدينا إنستغرام. كل شيء في العالم يُضخم ويكثف لجذب انتباه الناس ولذلك اعتدنا على ذلك، بل وأصبحنا نفعله بأنفسنا. نستمر في مشاهدة الأخبار حتى عندما تتسبب لنا بالإرهاق. تغرقنا المعلومات، ولكننا نواصل العودة للحصول على المزيد".

أتساءل كيف كانت ستشعر ديانا لو أبعدت نفسها عن الدراما - كما تنصح المعالجة - وبدلاً عن الدراما كانت جلست بهدوء وسلام تشرب كوباً من الشاي في مونت كارلو؟ هل كانت لتشعر أنها غير مرئية؟ وحيدة؟ حزينة؟ ربما لم تكن لديها الأدوات اللازمة للتعامل مع موجة المشاعر العارمة. أنا كنت بحاجة لإعادة التأهيل والتواصل مع غيري من المدمنين المتعافين الذين استطاعوا أن يفهموني. الآن كل ما أتوق إليه هو راحة البال. في بعض الأحيان يكون الوصول إلى هناك بمثابة دراما، لكن الأمر أسهل بكثير من العيش داخلها.

*جرى تغيير الأسماء

© The Independent

المزيد من منوعات