Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تفاقم معاناة النازحين السودانيين مع دخول الشتاء

يسهم في تردي الأوضاع الصحية ويتسبب في تزايد معدلات الوباء مما يتطلب توفير الأدوية بصورة مستمرة

انطلقت مبادرات عدة على وسائل التواصل الاجتماعي لجمع المساعدات لشراء المواد الغذائية والأدوية (رويترز)

ملخص

يواجه آلاف النازحين أزمات عدة من بينها توفير مواد غذائية كافية وأدوية وأغطية تقي من البرد القارس خصوصاً للأطفال والمسنين

يستقبل آلاف النازحين السودانيين فصل الشتاء وسط أوضاع صعبة وقاسية، إذ تزداد فاتورة المطالب اليومية من غذاء ودواء ووسائل تدفئة مع اشتداد وطأة المعاناة الإنسانية لكثر ممن هجرتهم الحرب من منازلهم بحثاً عن الأمان والاستقرار. 

وتأخذ المعاناة أشكالاً مختلفة في عدد من معسكرات الفارين من ويلات الصراع المسلح، منها الظروف المناخية، خصوصاً بعد أن ضربت موجة برد عدداً من ولايات البلاد، فضلاً عن انعدام الرعاية الصحية وغياب مساعدات المنظمات الدولية. 

أخطار وأزمات 

بحسب متخصصي الأرصاد الجوية في السودان فإن فصل الشتاء هذا العام أكثر برودة، علاوة على استمراره أربعة أشهر، يبدأ في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري وينتهي في منتصف مارس (آذار) المقبل، ويواجه آلاف النازحين خلال الفترة المذكورة أزمات عدة من بينها توفير مواد غذائية كافية وأدوية وأغطية تقي من البرد القارس، خصوصاً للأطفال والمسنين، في وقت يعاني فيه كثر بعد نفاد أموالهم وتوقف الأعمال اليومية وعدم صرف رواتب العاملين بالقطاعين العام والخاص لأكثر من سبعة أشهر. 

إلى ذلك شهدت أسواق عدد من المدن السودانية ارتفاع أسعار الملابس الشتوية لمعدلات قياسية، لا سيما بعد ازدياد الطلب عليها على رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانيها الآلاف. 

معاناة الأطفال والمسنين 

واعتبر محمد عبدالرحمن أحد النازحين في مدينة دنقلا، شمال الخرطوم، أن "فصل الشتاء يسهم في تفاقم الأوضاع الصحية، ويتسبب في تزايد معدلات الوباء، خصوصاً نزلات البرد والالتهابات، مما يتطلب توفير الأدوية بصورة مستمرة، علاوة على ضرورة تحضير وجبات إضافية للأطفال وكبار السن وشراء ملابس شتوية جديدة لمجابهة موجات البرد المتعددة". وأضافأن "حالات التهاب الحلق والأمراض التنفسية واحتقان الأنف ارتفعت بصورة ملحوظة وسط اليافعين والمسنين، خصوصاً بعد موجة البرد التي اجتاحت الولاية الشمالية في الأيام الماضية". وتابع "غالبية المواطنين الآتين من ولاية الخرطوم بسبب تصاعد القتال لا يملكون الأموال لإعانتهم على توفير حاجات فصل الشتاء على عكس الظروف العادية التي يمكن خلالها تدبير الأوضاع بصورة سهلة، بالتالي فإن اعتماد الغالبية على مجهوداتهم الفردية لتوفير سبل الإعاشة والصحة سيتوقف بعد نفاد الأموال خلال أقل من شهر، الأمر الذي يتطلب من السلطات والمنظمات الإنسانية التدخل العاجل لحلحلة الأزمات". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مبادرات للدعم

في الأثناء انطلقت مبادرات عدة على وسائل التواصل الاجتماعي تهدف إلى جمع مساعدات لشراء البطانيات والمواد الغذائية والأدوية وتوزيعها في مراكز إيواء النازحين، فضلاً عن مناشدات للأسر والأفراد بجمع الملابس الشتوية القديمة في الولايات الآمنة وتسليمها للمتطوعين، ووجدت المبادرات تفاعلاً كبيراً ودخل عدد من الفنانين ونجوم كرة القدم في دائرة الدعم. 

وقالت عضو مبادرة "ندفيهم" فاطمة سلمان، "عملنا على الترويج في منصات التواصل من أجل جمع مبالغ مالية لشراء بطانيات وملابس للأطفال والمسنين، خصوصاً أنهم أكثر الفئات تعرضاً للأمراض في فصل الشتاء، فضلاً عن الظروف الصعبة التي يعانيها غالبية أسرهم في مراكز النزوح". وأضافت أن "الاستجابة تمضي بصورة جيدة، ونجح فريق العمل من المتطوعين في تسليم ملابس شتوية مستعملة إلى جانب البطانيات ومواد غذائية وبعض المبالغ المالية، وانضم إلينا أطباء متطوعون للمساهمة في إجراء الفحوصات وتقديم العلاجات في مراكز الإيواء". ونوهت إلى أن "عدد النازحين كبير للغاية ويحتاج إلى جهود مضاعفة من قبل الدولة والمنظمات الإقليمية لتوفير المعينات كافة"، وطالبت رجال الأعمال ونجوم الفن وكرة القدم وأصحاب الصيدليات بتقديم الدعم العاجل حتى لا يتفاقم وضع الفارين من ويلات الحرب ويحاصرهم المرض". 

جوع ومرض

من جانبها، أشارت مديرة مركز "أبو بكر الصديق" للإيواء بمحلية الجبلين في ولاية النيل الأبيض خديجة أحمد إلى أن "موجة البرد ضاعفت من المعاناة والغالبية عاجزة عن شراء المستلزمات الأساسية للوقاية في فصل الشتاء، حيث داهم الجوع الجميع، ونخشى من تفشي الأوبئة في ظل انعدام الرعاية الصحية والأدوية والغذاء". وأوضحت أن "المدارس التي تؤوي الآلاف غير صالحة للسكن في الوقت الحالي بسبب تحطم عدد من النوافذ والأبواب، مما يسمح بدخول الهواء البارد ويضطر العديد إلى النوم على الأرصفة والالتصاق بالجدران لعدم امتلاكهم مراتب ووسائد داعمة ومريحة تخفف عليهم برودة الطقس".

ولفتت مديرة مركز الإيواء إلى أن "البعض يعتمد على مدافئ تقليدية من الحطب والفحم تضرم داخلها النيران حتى تقيهم البرد القارس على رغم من الأخطار التي قد تحدث خلال فترة الراحة ليلاً من استخدام النار في وجود الأطفال وكبار السن". وناشدت المنظمات الوطنية والدولية ضرورة تحسين أوضاع النازحين وتخفيف آلامهم، خصوصاً في فصل الشتاء، نظراً إلى حاجتهم الماسة للغذاء والدواء والملابس الشتوية".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير