Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معارك مستمرة في الخرطوم واشتباكات بولاية نهر النيل

إنهاء ولاية "يونيتامس" ومواجهات بأم درمان وشمال بحري

عائلة سودانية فرت من الصراع في دارفور (رويترز)

ملخص

دارت مواجهات بين الجيش و"الدعم السريع" في منطقة النقعة والمصورات الأثرية التاريخية داخل حدود ولاية نهر النيل

تواصلت الغارات الجوية والاشتباكات والقصف المدفعي المتبادل بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في مختلف الأنحاء داخل حدود ولاية الخرطوم وخارجها، بما فيها محيط القيادة العامة للجيش وسط العاصمة وشرقها وجنوبها، إلى جانب الأجزاء الشمالية للخرطوم بحري ووسط وجنوب مدينة أم درمان.

غارات ومضادات

وتابع الطيران الحربي غاراته الجوية مستهدفاً مواقع قوات "الدعم السريع" في شرق حي الأزهري جنوب الخرطوم قرب كلية "الرازي" الجامعية و"الجامعة الوطنية"، بينما أطلقت قوات "الدعم السريع" نيران مضاداتها الأرضية صوب طيران الجيش.

كذلك استهدف القصف الجوي ومسيّرات الجيش مواقع لقوات "الدعم السريع" في مدينة أم درمان القديمة على امتداد شارع العرضة وميدان الربيع بحي العباسية الذي ظل محاصراً منذ أسابيع.

وتبادل الطرفان القصف المدفعي في مناطق الحلفايا والدروشاب بشمال مدينة بحري ووسط أم درمان القديمة، ودارت اشتباكات عنيفة بينهما داخل حي الملازمين في محيط الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون. وأوضحت مصادر ميدانية أن فرق العمل الخاص التابعة للجيش استهدفت تجمعات "الدعم السريع" داخل الخرطوم، وتمكنت من تحرير عدد من الأسرى النظاميين لديها في منطقة سوبا شرق ونشرت مقطع فيديو يوثق عملية الاستهداف.

ولاية نهر النيل

وللمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، دارت مواجهات مسلحة بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في منطقة النقعة والمصورات الأثرية التاريخية داخل حدود ولاية نهر النيل شمال الخرطوم، على بعد حوالى 55 كيلومتراً من مدينة شندي ثاني أكبر مدن الولاية.

كردفان ودارفور

وفي شمال كردفان، أفاد مواطنون بأن الجيش بدأ عمليات تمشيط على الطريق بين مدينتي أم روابة وتندلتي، وأكدت مصادر إدارية ولائية وصول تعزيزات عسكرية جديدة من المشاة إلى الفاشر عاصمة إقليم دارفور، في وقت تحتشد قوات "الدعم السريع" عند البوابة الشرقية للمدينة في مواجهة قوات الجيش وحلفائها من الحركات ومقاتلي بعض القبائل عند الطرف الغربي المقابل لها، وأشارت المصادر نفسها إلى دخول "الدعم السريع" مدينة الكومة عاصمة محلية الكومة القريبة من الفاشر بعد تعرضها لقصف جوي قرب منطقة أم كدادة، في وقت فشلت جهود الإدارة الأهلية في إقناعها بالخروج من المدينة حفاظاً على حياة المواطنين المدنيين.

شح وغلاء

وأوضحت مصادر أن صعوبة وصول القوافل التجارية للسلع والبضائع من مدينة بورتسودان نتيجة ارتفاع وتيرة التصعيد تسبّب بارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية وفي ندرتها بمدن إقليم دارفور، مما أدى إلى تفاقم الوضع الاقتصادي وتعقيد الظروف المعيشية للمواطنين الذين يعانون أساساً الفقر.

هدنة أهلية

وفي غرب كردفان، أكد شهود أن مدينة الفولة عاصمة الولاية شهدت حالات فوضى وانفلاتاً أمنياً وعمليات نهب مخازن الإغاثة ومباني المحلية بواسطة مجموعات من المواطنين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلنت الإدارات الأهلية في مدينة بابنوسة التوصل إلى اتفاق هدنة موقتة مع كل من الجيش وقوات "الدعم السريع" شمل وقف عمليات قصف الطيران الحربي مقابل عدم دخول الأخيرة إلى المدينة إلى حين حسم الأمر بصورة نهائية خلال لقاء منتظر مع القائد الثاني لـ"الدعم السريع" عبد الرحيم دقلو، مناشدة المواطنين الفارين الرجوع إلى منازلهم وفتح الأسواق وممارسة أنشطتهم التجارية.

إنهاء ولاية "يونيتامس"

أممياً، صوت مجلس الأمن الدولي على إنهاء ولاية بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المسار الانتقالي في السودان "يونيتامس"، بناء على خطاب تقدمت به الحكومة السودانية في الـ 16 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وصفت فيه أداء البعثة بالمخيب للآمال مطالبة فيه بإنهاء مهمة البعثة. واعتمد المجلس القرار رقم 2715 بغالبية 14 عضواً وامتناع عضو واحد عن التصويت هو روسيا، وأنهى بموجبه ولاية بعثة الأمم المتحدة في السودان اعتباراً من غدٍ الأحد.

وبدأت البعثة عملها بطلب رسمي من الحكومة الانتقالية برئاسة عبدالله حمدوك في مطلع عام 2021، وسط معارضة المكون العسكري في مجلس السيادة وقتذاك.

وكان رئيس وزراء الحكومة السابق ورئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" قد وجه رسالتين قبل أيام طالب فيهما الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بتمديد ولاية البعثة وتجديد تفويضها لتعاظم الحاجة إليها في ظل الحرب الدائرة بالبلاد.

وعين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأسبوع الماضي، الدبلوماسي الجزائري رمضان العمامرة مبعوثاً شخصياً له إلى السودان، عقب استقالة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان رئيس البعثة الأممية فولكر بيرتس بعد إعلانه شخصاً غير مرغوب فيه بواسطة الحكومة السودانية.

ترحيب والتزام

ورحب السودان بقرار مجلس الأمن مؤكداً التزامه التعاون الإيجابي مع الأمم المتحدة والمبعوث الشخصي الجديد وتسهيل إجراءات تصفية أصول البعثة ومغادرة موظفيها للبلاد وفق "اتفاقية حصانات الأمم المتحدة" لعام 1946.

وقال وكيل وزارة الخارجية وممثل السودان لدى مجلس الأمن السفير دفع الله الحاج في كلمة له إن "بلاده تخوض حرباً دفاعية ضد ميليشيات عابرة للحدود تستهدف مقدرات وشعب البلاد وإحداث تغيير ديموغرافي شامل مدفوعة بنزعات قبلية تتعارض مع تعددية السودان".

خطوات للتعاون

في السياق، اعتبر مندوب السودان الدائم السابق لدى الأمم المتحدة السفير عبدالمحمود عبدالحليم أن قرار إنهاء ولاية البعثة سيوفر فرصة أفضل لكل من السودان والأمم المتحدة للاتفاق على خطوات للتعاون الإيجابي المتوافق عليه بين الطرفين، لافتاً إلى أن الخرطوم سبق أن طرحت فكرة تعزيز المكاتب القطرية للأمم المتحدة الموجودة لديها، وأوضح أن بعثة "يونيتامس" ظلت منذ البداية محل تنازع بين رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك والمكون العسكري، إذ لم يكن الأخير على علم بخطاب رئيس الوزراء المطالب بحضور البعثة، مما اضطر الطرفين إلى إجراء بعض المراجعات والتوضيحات أرسلت لاحقاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة.

ما بعد "يونيتامس"

ونوّه عبدالحليم إلى أن أداء البعثة كان مخيباً للآمال خلال الفترة الماضية باعتراف كثيرين من المراقبين، ربما لعدم خبرة رئيسها فولكر بيرتس في التعاطي مع السياق السياسي السوداني، مشيراً إلى أنه على رغم عدم تحديد الوصف الوظيفي للسفير العمامرة، لكن من الواضح أن تفويضه سيركز على تنسيق الشؤون الإنسانية ما بعد "يونيتامس".

العنف الجنسي

على صعيد آخر، طالبت مجموعة الخبراء المستقلين المكلفين من مجلس حقوق الإنسان بمحاكمة مرتكبي العنف الجنسي المنتشر على نطاق واسع في السودان وبدوافع عرقية والمستخدم كأداة حرب، وقال بيان للمجموعة "لقد روعتنا التقارير التي تتحدث عن الاستخدام الواسع النطاق للعنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف الجنسي، أداة حرب لإخضاع النساء والفتيات وإرهابهن وكسرهن ومعاقبتهن"، وحذرت المجموعة من أن هذه الأعمال الخطرة لم تعد تتركز في الخرطوم ودارفور، بل امتدت إلى مناطق أخرى من البلاد مثل كردفان، مطالبة بعثة تقصي الحقائق بالتحقيق في العنف الجنسي لضمان محاسبة الجناة.

وأشار الخبراء إلى تقارير عن حالات عبودية واغتصاب واستغلال جنسي وإتجار بالبشر قد تكون في بعض الحالات ذات دوافع سياسية وعنصرية وعرقية، ولفت البيان إلى أنه تم الإبلاغ عن حالات تزويج ودعارة قسريين لنساء وفتيات، منوهاً إلى أن العنف كثيراً ما يستخدم كوسيلة لمعاقبة قبائل محددة تستهدفها قوات "الدعم السريع" والميليشيات المتحالفة معها ومضيفاً أنه في بعض الحالات تم التعرض لمهاجرين ولاجئين وعديمي جنسية غير سودانيين أيضاً.

المزيد من متابعات