ملخص
يمسك أيهم غصن زيتون بيده قائلا "هذا رمز السلام" وحصاده يعني أننا نتمسك بالأرض ولا نقبل بالتهجير".
بالتزامن مع الغارات الإسرائيلية التي تستهدف جميع مناطق قطاع غزة كان المزارع أيهم يتسلق شجرة زيتون ويبحث عن ثمارها ليقطفها، غير آبه بالقصف الذي بات قريباً منه.
وبسرعة وسهولة يتنقل أيهم بين أغصان الأشجار المثمرة ويجني ثمارها ويقول "جميع سكان غزة يحبون شجرة الزيتون، وعلى رغم الحرب التي تشتد كل يوم عن سابقه إلا أننا متمسكون بجني الثمار".
رمز السلام
تأخر أيهم وباقي مزارعي القطاع في قطف الزيتون كثيراً، إذ كان من المقرر حصاده منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن الحرب التي بدأت قبل هذا الموعد عرقلت مهمة المزارعين.
ويمسك أيهم غصن زيتون بيده ويضيف "الحرب قضت على موسم الزيتون هذا العام مما تسبب لنا بخسائر اقتصادية كبيرة، لكن على رغم ذلك نقطفه لأنه رمز السلام وحصاده يعني أننا نتمسك بالأرض ولا نقبل التهجير منها".
ويملك المزارع أربع دونمات مزروعة بأشجار الزيتون، وهي متفرقة عن بعضها، وتمكن من الوصول إلى قطعة زراعية واحدة، ومتابعاً "لم أستطع الوصول إلى الأرض الزراعية في شرق مدينة رفح نتيجة القصف المدفعي وغارات الطيران، فهذه الأحداث حرمتنا نعيم أغصان الزيتون وقلصت كميات الحصاد".
ولا يعرف أيهم إذا كانت أشجار الزيتون التي تتضمنها أرضه لا تزال موجودة أو دمرتها المعدات العسكرية في ظل توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته البرية التي بدأت في مناطق جنوب القطاع وبالتحديد في مدينة خان يونس.
أراض من دون حصاد
وفي الأرض التي يعمل بها أيهم 100 شجرة زيتون اعتاد كل عام على قطف ثمارها وهو يسمع الأهازيج ويدندن خلفها، ويستضيف احتفالات ومراسم تقيمها وزارة الزراعة في أرضه احتفاء ببداية موسم الحصاد، ويحضر هذه الفعاليات عدد من الشخصيات التي تتوشح بالكوفية الفلسطينية، لكن جميع هذه المشاهد غابت بفعل الحرب.
وبعد أن انتهى أيهم من قطف الثمار من أغصان الأشجار نزل على الأرض يجمع حبات الزيتون التي تساقطت بفعل الضربات الإسرائيلية أو نتيجة عدم قطفها، مؤكداً أنه سيحول جميع محصوله إلى زيت في معاصر مدينة رفح.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتمكن أيهم من ملء حاوية واحدة بحبات الزيتون فيما حصد في الموسم السابق 12 حاوية، لكنه يأمل في أن يتحقق وقف شامل لإطلاق النار في جميع مناطق القطاع كي يتجنب الناس الدمار ويكملوا حياتهم في غزة بأمان ويستفيدوا من زيت الزيتون.
ولم يقتصر الضرر على أيهم بل شمل جميع المزارعين، وبحسب بيانات الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء فإن مساحة أشجار الزيتون تبلغ 44 ألف دونم زراعي، تشكل 60 في المئة من إجمال المساحة المزروعة بأشجار البستنة في قطاع غزة، 34 في المئة منها في خان يونس.
ولحقت خسائر يومية بالمزارعين تقدر بنحو 1.6 مليون دولار نتيجة توقف عجلة الحصاد وإتلاف إسرائيل آلاف الأشجار وتجريف عدد من المساحات والممتلكات الزراعية.
ويقول مدير مجلس الزيتون فياض فياض إن موسم الزيتون هذا العام يحمل اسم "شلتوني"، أي أن كمياته قليلة وليس غزيراً، مما يعني أن عدم قطفه في غزة سيزيد الأزمة.
ويضيف، "كنا نتوقع إنتاج 12 ألف طن من ثمار الزيتون في قطاع غزة هذا العام، وهو رقم شحيح جداً، لكن نتيجة الحرب انخفضت هذه الكمية إلى 7 آلاف طن، وهذا الانخفاض الحاد بسبب الخراب والأضرار التي لحقت بالأراضي الزراعية ولعدم تأمين المياه أو تنفيذ إصلاحات لتحسين الأرض المزروعة".
استغلال أمثل
ونقل أيهم محصوله إلى معصرة حجرية تعمل بدولاب يدور بواسطة حيوان، وهو مضطر إلى ذلك لعدم وجود وقود لتشغيل معاصر الزيتون، لكنه أيضاً يشير إلى أنه يفضل تحويل ثماره إلى زيت بطريقة بدائية ليحصل على نتائج أفضل.
وبعد عملية عصر الزيتون استغل أيهم مخلفات الثمار التي يطلق عليها اسم "الجفت" أو تفل الزيتون، وجمعها في قوالب لينقلها إلى بيته، مضيفاً "يحوي الجفت مادة قابلة للاشتعال ويمكن بسهولة حرقه ليشعل ناراً لا ينطفئ لهبها بسهولة".
ويستخدم أيهم قوالب الجفت هذه بعد إشعالها في طهي الطعام وإعداد الخبز ولأغراض التدفئة في ظل انعدام المحروقات بعد أن منعت إسرائيل إمدادات الوقود لغزة إثر حصارها القطاع بعد هجوم "حماس" على المدن القريبة من الحدود.