Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جرعة تونسية- مصرية "جاذبة" بمهرجان البحر الأحمر السينمائي

"ما وراء الجبل" في عرضه العربي الأول و"شماريخ" من رائحة عادل إمام  

"ما وراء الجبل" يسجل عرضه العربي الأول في مهرجان البحر الأحمر السينمائي (مواقع التواصل)

أضفى فيلما "ما وراء الجبل" و"شماريخ" حالة من الزخم على الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، بعد أن سجل الفيلم الأول لمخرجه التونسي محمد بن عطية مشاركة قوية في مهرجان فينيسيا السينمائي الماضي.

كما عرض عالمياً وعربياً للمرة الأولى الفيلم المصري "شماريخ" بطولة آسر ياسين وأمينة خليل وخالد الصاوي ومحمود ميسرة وهدى المفتي وتأليف وإخراج عمرو سلامة.

ويشترك الفيلمان في أنهما عملان لمخرجين لهما باع كبيرة في الخبرة السينمائية والثقل بين الجمهور والنقاد، ومع ذلك اختلفت الآراء حول الفيلمين بين مشيد ومنتقد.

حاز الفيلم التونسي "ما وراء الجبل"، الذي يشارك في مهرجان البحر الأحمر السينمائي باعتباره العرض العربي الأول، بحفاوة عالمية كبيرة من مهرجانات مختلفة، لأهمية موضوعه ومخرجه الذي يعد من أبرز المخرجين التونسيين.

وقدم المخرج التونسي محمد بن عطية، خلال مشواره السينمائي، عدداً من الأفلام القصيرة قبل أن يطرح فيلمه الروائي الطويل الأول "نحبك هادي"، وفيلم "ولدي" عام 2018، والذي شارك في مهرجان كان السينمائي في عرضه العالمي الأول في قسم "نصف شهر المخرجين".

خطة الهرب

يشارك في بطولة فيلم "ما وراء الجبل"، مجد مستورة وحلمي الدريدي ووليد بوشيحاوي وسلمى الزغيدي ووسيم بالغارق وسامر بشارات، والعمل من إنتاج صندوق البحر الأحمر إضافة للمنتجة التونسية درة بوشوشة، بالتعاون مع عدد من المنتجين من قطر وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا.

أحداث الفيلم تدور حول رجل يدعى رفيق خرج من السجن بعد قضاء عقوبة تجاوزت أربع سنوات، بتهمة تخريب مكان عمله، ويقرر الذهاب إلى زوجته وابنه الوحيد بعد أن رسم لنفسه خطة واحدة تمثلت في الهرب بهما بعيداً ليريهما ما اكتشفه خلال فترة غيابه عنهما وهو قدرته على الطيران.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تتهم الزوجة رفيق بالجنون، بعد مواجهة حامية ويختطف الرجل ابنه من المدرسة ويهرب به، وأثناء هربهما، يصادفا راعياً ويحتميان في كوخه الريفي، وتتوالى الأحداث لتشكل الكثير من التعقيد في العلاقات بين الأبطال والعالم.

المخرج محمد بن عطية قال في حديثه لـ"اندبندنت عربية"، " فخور بعرض الفيلم في مهرجان البحر الأحمر وهو أول عرض لجمهور عربي، إذ تبنى المهرجان المشروع منذ الكتابة، وأسهم في تمويله صندوق البحر الأحمر للدعم السينمائي، وشارك الفيلم في عدة عروض عالمية أبرزها مهرجان فينيسيا الأخير وكان المشاركة العربية الوحيدة للسينما الروائية الطويلة".

وعن غرابة الفكرة وهي رغبة البطل في الطيران، قال بن عطية "منذ بداية كتابة المشروع والفكرة الأساسية للعمل نابعة من الطيران، ولم أحاول أن أشير أن هذه طريقة للهرب بعيداً من الأوضاع المتأزمة، والتحليق نحو الفضاء حيث عالم مغاير من الأحداث، ولكني فعلياً رغبت في الحديث عن حلم الطيران وتلك الأمنية الغريبة التي تطارد الإنسان منذ القدم".

وكشف بن عطية أنه حضر للمشروع فترة طويلة تجاوزت عامين تقريباً، بين مرحلة الكتابة وعملية التطوير والبحث عن التمويل وحتى الإنتاج، حتى تم إنتاجه، لكن التنفيذ اصطدم بهطول الثلوج في منطقة "عين دراهم" بتونس، وكان من الضروري العمل على اختيار التوقيت المناسب حتى يتم تنفيذ المشاهد المطلوبة في وقتها، ومع اعتماد الفيلم على المؤثرات استغرق وقتاً طويلاً للانتهاء من تقديم الصورة بالشكل المطلوب.

 

 

وأوضح بن عطية أن عرض أفلامه في مهرجانات عالمية لا يجعله يخرج عن النطاق والواقع المحلي من حيث القصة والموضوع، لافتاً الانتباه إلى أن أفلامه كلها مستوحاة من الواقع التونسي، وتفاصيل الحياة اليومية للمواطن العادي بجميع طبقاته وشرائحه.

ويلعب بطولة الفيلم الفنان مجد مستورة الذي يتعاون مع عطية مجدداً، بعد تجربتهما في فيلم "نحبك هادي" عام 2016، والذي شارك في مهرجان برلين السينمائي الدولي، وفاز بجائزة أفضل عمل أول، كما حصل مستورة على جائزة الدب الفضي لأفضل ممثل.

جدل حول "شماريخ"

من ناحية أخرى، عرض في مهرجان البحر الأحمر الفيلم المصري "شماريخ" ضمن قسم روائع عربية، وتدور قصته حول رؤوف الابن غير الشرعي لتاجر الأسلحة سليم العاهل، ويتولى الابن إدارة أعمال والده ليعترف به في العائلة في يوم من الأيام.

ويتخصص رؤوف في اغتيالات أعداء أبيه لكن تتعقد الأمور عندما يقتل شخصاً ويقع في حب ابنته ولا ينفذ بها الاغتيال ويساعدها من دون أن يكشف شخصيته الحقيقية، ولكنها تحاول معرفة قاتل أبيها وتقع الكثير من الأحداث التي تقلب مجريات الأمور.

 وبعد عرض الفيلم حدث كثير من النقاش مع بعض النقاد الذين رأوا أن جرعة الأكشن والتفجيرات مبالغ فيها بشكل كبير، والبعض وصف الفيلم بأن أحداثه تشبه أفلاماً كثيرة مرت في السابق على السينما عشرات المرات.

وقال مخرج ومؤلف العمل عمرو سلامة، "الفيلم تجربة بها أكشن وكوميديا وتشويق ودراما، وحاولت من خلاله الاختلاف والتنوع عن كل أعمالي السابقة فأنا أخشى تكرار نفسي، ومع ذلك لا أخاف التجربة لأني مقتنع أن الفن ساحة للتجريب وقد أصيب أولاً وعموماً جميعنا نعتبر أنفسنا في مرحلة تعلم وتدريب".

وأضاف سلامة "لا ندعي أن للعمل رسالة واضحة مباشرة، وربما قد أكون كسرت بعض التابوهات بشكل غير مقصود أثناء تنفيذ الفيلم وهذا أمر وارد، وعموماً أنا اتبع أسلوباً وهو كتابة أي فكرة تراودني، ولدي أكثر من 50 مشروعاً وأتمنى أن تخرج جميعها للنور وتثير الجدل والنقاش فهذا أمر صحي وأتعلم منه واتقبله بشدة".

واعترف سلامة أن هناك مساحة كبيرة من الأكشن في العمل واستعان بمدرب كوري من أجل تجهيز آسر ياسين الذي اختبره منذ كتابة الفيلم لدور البطولة الذي يحتوي على كثير من مشاهد الحركة العنيفة.

بدوره، نفى الفنان المصري آسر ياسين حرصه في العمل على أداء نوعية أدوار الأكشن والحركة، قائلاً "بالعكس على مدار سنوات حاولت أن أسعى لفكرة تغيير الأدوار، وعمل تجارب مختلفة ومهمة مع مخرجين وممثلين ومنتجين لم أتعامل معهم لاكتساب تجارب جديدة والتعرف إلى مدارس فنية متنوعة. وختم حديثه بقوله إنه شعر بروح أفلام أحمد زكي وعادل إمام وكأنه رائحة من أعمالهم.

اقرأ المزيد

المزيد من سينما