Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مؤتمر المناخ... مفاوضات صعبة حول مستقبل الوقود الأحفوري

خيارات مفتوحة في "دبي" لمواجهة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مع ارتفاعها بنسبة واحد في المئة في 2023

بين الاستغناء عن الوقود الأحفوري أو تجنب التطرق إليه تماماً ما زالت كل الخيارات مطروحة على الطاولة في اليوم السادس من مؤتمر الأمم المتحدة الـ28 للمناخ في حين تستمر معاناة العالم جراء تبعات التغير المناخي.

كل الخيارات مطروحة

إلى ذلك، لخصت النسخة الثانية الواقعة في 24 صفحة صباح اليوم الثلاثاء من مسودة تشكل أساساً للمناقشات التي ستقود إلى تبني النص النهائي في ختام مؤتمر الأطراف، الخيارات المختلفة التي طرحتها نحو 200 دولة تتفاوض في دبي.

تعارض وجهات النظر

في غضون ذلك ينعكس تعارض وجهات النظر في الخيارات المفتوحة في شأن مستقبل الوقود الأحفوري وتراوح من الدعوة إلى "الخروج المنظم والعادل من الوقود الأحفوري" إلى عدم التطرق إلى الموضوع على الإطلاق، ذلك الأمر ينذر بمفاوضات شائكة حتى الموعد الختامي للمؤتمر في الـ12 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

اتفاق باريس

في تلك الأثناء قالت لورانس توبياناً التي صاغت اتفاق باريس التاريخي في عام 2015 إلى "وكالة الصحافة الفرنسية"، إنه "ليس لدينا حالياً أية رؤية واضحة حول التوازن في الاتفاق من خلال النصوص المقترحة"، مستدركة "كل الخيارات مطروحة، ولا نرى نقطة التوازن، إذ إن كل شيء مطروح على الطاولة". وأضافت "هذا أمر طبيعي في هذه المرحلة من المفاوضات"، مستدركة "لكنه ينذر بأنها ستكون صعبة، خصوصاً أننا نتحدث عن المشكلة الكبرى المتمثلة في الوقود الأحفوري وبطريقة مباشرة تماماً".

مشروع الكربون

إلى ذلك، حذر علماء اليوم، من مشروع "الكربون العالمي"، إذ يعتبرون أنه "بات حتمياً" أن يتجاوز العالم عتبة 1.5 درجة مئوية من الاحتباس الحراري على نحو "مستمر"، وهناك احتمال بنسبة 50 في المئة أن يحدث ذلك في غضون سبع سنوات فحسب.
ووفقاً لدراسة مرجعية توقع العلماء أن تصل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة من استخدام الفحم والغاز والنفط في جميع أنحاء العالم للتدفئة أو الإضاءة أو القيادة إلى مستوى قياسي جديد في عام 2023.

حلول زائفة

يأتي ذلك، في وقت قالت فيه منظمة "متتبع العمل المناخي" في آخر تقرير لها نشر اليوم الثلاثاء إنه "على رغم وعودها، لم تفعل الحكومات ما يكفي للحد من الاحتباس المناخي المتوقع في المستقبل، مع تحول البعض بدلاً من ذلك إلى حلول زائفة مثل احتجاز الكربون وتخزينه لإدامة اعتماد العالم على الوقود الأحفوري.
وأضافت الدراسة أن الالتزامات المناخية التي تعهدتها بلدان العالم تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 2.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، ويعكس ذلك الالتزامات الرسمية في "المساهمات المتخذة على المستوى الوطني" بحلول عام 2030.
ووفق وكالة الصحافة الفرنسية فقد تظاهر العشرات عند مدخل المؤتمر المنعقد في معرض دبي تحت أشعة الشمس الساطعة صباح اليوم، أمام صورة كبيرة لكوكب الأرض المشتعل.
 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم سنوات من الالتزامات التي قطعتها البلدان على نفسها لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، فإنها لا تزال في ارتفاع. فمن المتوقع أن يرتفع ثاني أكسيد الكربون الناتج من حرق الوقود الأحفوري بنسبة 1.1 في المئة في عام 2023 مقارنة بعام 2022، بحسب ما وجد العلماء في تحليل واسع النطاق روجع من قبل النظراء، ونشر هذا الأسبوع.

وأعلن باحثون من مشروع الكربون العالمي، الذي يصدر التقرير سنوياً، النتائج في محادثات المناخ العالمية في دبي، إذ يراجع زعماء العالم التقدم نحو الهدف الدولي المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 أو 2 درجة مئوية فوق درجات حرارة ما قبل الصناعة. 

وقال الباحث البارز في مركز سيسيرو لأبحاث المناخ الدولية في أوسلو وأحد مؤلفي التقرير الـ121 غلين بيترز إن "مجرد دعم مصادر الطاقة المتجددة وحده لن يحل مشكلة المناخ"، مضيفاً "يجب أن تكون هناك سياسات تضمن خفض أسعار الوقود الأحفوري بالفعل"، قائلاً "لا يمكننا أن نأمل فحسب".

ووفقاً للتقرير انخفضت الانبعاثات بصورة حادة في عام 2020 مع استجابة الاقتصاد العالمي لوباء فيروس كورونا، كما أدت الحرب في أوكرانيا إلى خفض طفيف في استخدام الطاقة، لكن الانبعاثات انتعشت وبدأت في النمو مرة أخرى.

وتوقع التقرير أن تكون انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أعلى بنسبة 1.4 في المئة في العام الحالي عما كانت عليه في عام 2019. 

نمو انبعاثات الرحلات الجوية والشحن

من جهتها قالت المتخصصة في علوم المناخ في جامعة إيست أنجليا ومؤلفة التقرير كورين لو كيري، إن "التأثير المربك لفيروس كورونا كان واضحاً حقاً، ونحن نسير في مسار محفوف بالأخطار للغاية بالنسبة إلى البشرية، نظراً إلى آثار تغير المناخ". 

وأشار التقرير إلى أن استمرار الناس في حرق مزيد من الفحم والنفط والغاز، خصوصاً في الاقتصادات سريعة النمو، إنه من المتوقع أن تنمو انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري في الصين بنسبة أربعة في المئة في عام 2023 مقارنة بعام 2022، بينما في الهند، من المتوقع أن تنمو بنسبة 8.2 في المئة. 

أنشطة الشحن

وتوقع التقرير أيضاً أن تزيد الانبعاثات الناجمة عن تشغيل الرحلات الجوية الدولية والشحن، وهي أنشطة لا يمكن أن تعزى إلى أية دولة بمفردها، بنسبة 11.9 في المئة هذا العام. 

وأظهر التقرير أنه على مدى العقد الماضي، انخفضت انبعاثات الوقود الأحفوري في 26 دولة حققت نمواً اقتصادياً كبيراً في الوقت نفسه، بما في ذلك البرازيل واليابان ومعظم دول الاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة، لكن هذه المجموعة من البلدان لا تمثل سوى نحو 28 في المئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية الناجمة عن الوقود الأحفوري، وهذه الانخفاضات ليست سريعة بما يكفي حتى الآن لتتماشى مع أهداف درجة الحرارة التي حددها اتفاق باريس لعام 2015. 

المزيد من متابعات