حاصر الجيش الإسرائيلي مدينة خان يونس الكبيرة في جنوب قطاع غزة حيث تجري اشتباكات من الأعنف على الأرض منذ بدء الحرب قبل شهرين بينه وبين حركة "حماس".
ويشاهد آلاف المدنيين يفرون من المنطقة مشياً أو على دراجات نارية أو على عربات محملة بأمتعتهم. وهم باتوا محاصرين في منطقة تتقلص مساحتها يوماً بعد آخر قرب الحدود مع مصر ويواجهون وضعاً إنسانياً كارثياً.
وقال قائد أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي في بيان "قواتنا تحاصر خان يونس في جنوب قطاع غزة. لقد سيطرنا على الأمن في معاقل عدة لحماس في شمال قطاع غزة ونجري عمليات الآن ضد معاقلها في الجنوب".
وقالت مصادر في حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" الفلسطينيتين لوكالة الصحافة الفرنسية إن مقاتليهما يتواجهون في اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية لمنعها من الدخول إلى خان يونس والمناطق الواقعة شرق المدينة فضلاً عن مخيمات اللاجئين القريبة.
وأفاد الإعلام الحكومي في حركة "حماس" بأن "قصفاً مدفعياً عنيفاً على منازل المدنيين في بلدات خزاعة وعبسان والقرارة وبني سهيلة شرق خان يونس أوقع عشرات القتلى والمصابين".
وتعرضت مناطق أخرى في قطاع غزة أيضاً للقصف.
وأفادت وزارة الصحة في حكومة "حماس" بسقوط "ستة قتلى و14 مصاباً في قصف جوي إسرائيلي على منزلين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة"، فضلاً عن مقتل مدير عيادة خزاعة الحكومية رامز النجار في غارة إسرائيلية على منزله قتل فيها نجله أيضاً.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان أنه قتل "غالبية القياديين الكبار" في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لـ"حماس"، الذين يتحركون انطلاقاً من شبكة أنفاق في شمال قطاع غزة، مشيراً بالتحديد إلى خمسة قياديين قال إنه "صفاهم".
ومنذ استئناف القتال في الأول من ديسمبر (كانون الأول) بعد هدنة استمرت سبعة أيام، يضطر مئات آلاف الأشخاص الذين لجأوا إلى جنوب القطاع للفرار مرة جديدة للاتقاء من القصف والمعارك التي تتوسع جنوباً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
رعب مطلق
وأعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك أن الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون في "رعب مطلق يتفاقم". وقال تورك، متحدثاً خلال مؤتمر صحافي في جنيف، إنه بعد شهرين على "الهجمات المروعة التي نفذتها حماس ومجموعات فلسطينية مسلحة أخرى على إسرائيل ما زال المدنيون في غزة يتعرضون لقصف إسرائيلي متواصل ولعقاب جماعي".
ويتواصل التصعيد على خلفية الحرب في قطاع غزة، على الحدود الإسرائيلية اللبنانية مع قصف متبادل يومياً بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله". وقتل شخصان أحدهما جندي في الجيش اللبناني في ضربات إسرائيلية في جنوب لبنان، على ما أفاد الجيش اللبناني في بيان والوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه قصف منشأة لـ"حزب الله". وقال عبر منصة "إكس"، "الجيش اللبناني لم يكن هدف الضربة"، معرباً عن "أسفه للحادثة".
تصعيد في شمال الضفة
في شمال الضفة الغربية المحتلة التي تشهد أيضاً تصعيداً كبيراً في أعمال العنف منذ بدء الحرب، قتل فلسطينيان، أحدهما في الـ16 والآخر في الـ18 من العمر وأصيب ثلاثة آخرون بجروح فجر الأربعاء في مخيم الفارعة للاجئين بنيران الجيش الإسرائيلي، على ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن فلسطينيين أحدهما في الـ16 من عمره قتلا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات شهدها مخيم الفارعة وبلدة طمون شمال الضفة الغربية.
على الصعيد الدبلوماسي، أجرى وزيرا خارجية الصين والولايات المتحدة وانغ يي وأنتوني بلينكن مباحثات هاتفية تناولت الحرب في غزة واتفقا على ضرورة خفض التصعيد، بحسب سلطات البلدين.
كانت هذه تغطيتنا لتطورات الحرب بين إسرائيل و"حماس" كما جرت.