ملخص
2023... ما بين إنجازات مانشستر سيتي وعنف الملاعب والمراهنات غير الشرعية
في واحدة من أكثر السنوات صخباً في مجال الرياضة، شهد عام 2023 كثيراً من الأحداث والمفارقات في عالم كرة القدم، بعدما مرت الرياضة بعامين ساد فيهما الصمت، بسبب انتشار جائحة كورونا، التي أوقفت الأنشطة الرياضية فترة طويلة، ومن بعدها عادت الجماهير، بكل قوة لممارسة عادتهم بصورة طبيعية إلى المدرجات.
بطولات ومنافسات عدة أعادت كرة القدم إلى الحياة مرة أخرى، فكانت قارة أوروبا مسرح أبرز الإنجازات الرياضية خلال العام الحالي، لا سيما ظهور مانشستر سيتي الإنجليزي للمرة الأولى في تاريخه على منصة البطل في دوري أبطال أوروبا.
مانشستر سيتي يجتاح أوروبا
"سعيد للغاية بعد التتويج بأول لقب بدوري أبطال أوروبا مع مانشستر سيتي، كان أمراً صعباً"، بهذه الكلمات عبر المدير الفني الإسباني لمانشستر سيتي بيب غوارديولا عن معاناته في الموسم الماضي من البطولة حتى الوصول إلى منصات التتويج بطلاً، بعد أن فشل الفريق طوال السنوات الماضية، إذ وصل فقط قبل لقب 2023، إلى النهائي في نسخة 2021 وخسر اللقب أمام تشيلسي بنتيجة (1-0).
ولم يكن فقط تفوق مانشستر سيتي على المستوى الأوروبي. لكن، محلياً تفوق بالحصول على لقب الدوري الإنجليزي بعد منافسة شرسة مع أرسنال، وتوج به برصيد 89 نقطة بفارق خمس نقاط فقط عن الوصيف "الجانرز" صاحب الـ84 نقطة.
إلى جانب بطولة الدوري، نجح مانشستر سيتي في التتويج على غريمه التقليدي وجاره مانشستر يونايتد بكأس الاتحاد الإنجليزي في المباراة، التي أقيمت في ملعب "ويمبلي" في يونيو (حزيران) الماضي، وانتهت بفوز أبناء غوارديولا بنتيجة (2-1).
التتويج بالثلاثية كتب التاريخ لمانشستر سيتي، كونه أول فريق إنجليزي يحقق ذلك بعد أن حققه يونايتد في موسم 1998 - 1999، ولم يكن المكاسب رياضياً فقط، بل على المستوى المادي تحصل النادي على عوائد مالية ضخمة من ذلك.
وجنى مانشستر سيتي 180 مليون جنيه استرليني (228.58 مليون دولار) بعد الاحتفاظ بلقب الدوري الإنجليزي للموسم الثالث على التوالي، إضافة إلى أربعة ملايين جنيه استرليني (5.08 مليون دولار) كجائزة بعد التتويج بكأس الاتحاد، و110 ملايين جنيه استرليني (139.68 مليون دولار) من التتويج بدوري أبطال أوروبا على حساب إنتر ميلان الإيطالي. وبذلك، وصل العائد المادي من التتويج بثلاث بطولات إلى 294 مليون جنيه استرليني (373.35 مليون دولار)، ليكون موسماً تاريخياً على مستوى الإنجازات، وأيضاً من ناحية الربح المادي للنادي.
وشهدت 2023 نمواً وتطوراً في كثير من الدوريات الأوروبية، وهو ما عاد بالنفع على الأندية بالطبع بعد تكبد كثير من الخسائر في فترة اجتياح فيروس كورونا للعالم أجمع.
ومثلما هناك جوانب إيجابية في 2023 في كرة القدم، فإن هناك بعض المعاناة التي لا يخلو منها أي مجال كان، وفي الساحرة المستديرة ظهرت بعض الأحداث والأزمات التي عكرت الصفو في بعض الأحيان.
العنصرية وعنف الملاعب
من أسوأ اللحظات التي مرت في عام 2023 ظهور العنصرية والتعصب داخل ملاعب كرة القدم، وكانت الأبرز هي تعرض النجم البرازيلي لاعب ريال مدريد فينسيوس جونيور لأكثر من واقعة عنصرية في منافسات الدوري الإسباني، حتى وصلت إلى الدخول في أزمات مع مسؤولين كبار في البطولة هناك.
وفي مايو (أيار) الماضي، تعرض البرازيلي (23 سنة) للعنصرية من قبل بعض جماهير أتلتيكو مدريد بتعليق دمية ساخرة من اللاعب، إلى جانب بعض الهتافات غير الأخلاقية تجاهه في المباراة، التي تكررت أمام أكثر من فريق على سبيل المثال فالنسيا.
ووقتها رد فينسيوس عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام"، قائلاً "كل مباراة خارج الأرض يكون بها مفاجأة غير سارة، رغبات الموت ودمية مشنوقة وصرخات إجرامية كثيرة وجميعها مسجلة".
ورد رئيس رابطة لدوري الإسباني خافيير تيباس وهاجم لاعب ريال مدريد، وقال "قبل أن تنتقد رابطة الدوري الإسباني، عليك ألا تتلاعب بنفسك وتتأكد من فهمك لما نقوم به"، قبل أن يعود ويعتذر عن حديثه بعد هجوم جماهيري عليه كبير للغاية بسبب عدم مساندة فينسيوس ضد الجرائم التي توجه له.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم تخل المشاهد الأسوأ في 2023 من عنف الملاعب الذي تعودنا ظهوره من حين إلى آخر في عالم كرة القدم، التي جاءت في أكثر من شكل خلال العام الحالي. وآخر هذه الحوادث عندما تعرضت جماهير فريق نيوكاسل يونايتد الإنجليزي للاعتداء أثناء وجودهم في العاصمة الفرنسية باريس، قبل مباراة فريقهم أمام سان جيرمان، ضمن منافسات بطولة دوري أبطال أوروبا، في دور المجموعات، التي انتهت بالتعادل بين الفريقين بنتيجة (1-1) لتشتعل المنافسة على التأهل للدور المقبل من البطولة.
وكشفت تقارير صحافية عن أن الاعتداء جاء عند إحدى الحانات في باريس من قبل مشجعي فريق سان جيرمان بإلقاء المقاعد والطاولات تجاه جماهير الفريق الإنجليزي، وهو ما زاد الاشتباكات بين الطرفين، ولم تتأكد الجهات الأمنية في وقتها من هوية الأشخاص مثيري الجدل، حتى جرى التحقيق في هذا الأمر بعد ذلك.
ولم تتوقف الاعتداءات فقط على الجماهير بين بعضهم بعضاً، لكن وصلت أن يكون الضحية أحد عناصر لعبة كرة القدم، وكان ذلك عندما تعرض المدير الفني السابق لفريق ليون فابيو غروسو للإصابة قبل مواجهة مثيرة في الدوري الفرنسي أمام مارسيليا وليون ضمن الجولة الـ10 من البطولة، التي ألغيت بسبب الأحداث التي سبقتها.
المراهنات غير الشرعية
انتشرت ظاهرة المراهنات خلال العام الحالي، وتخللها ظهور بعض اللاعبين المشاركين في هذه الحوادث وبشكل غير شرعي، وهو ما يضعهم في ورطة قانونية.
ويعد الإنجليزي إيفان توني هو اللاعب الأشهر بسبب أزمة المراهنات بعد تورطه في 232 انتهاكاً للقواعد الشرعية للرهانات، بخاصة أنه شارك في المراهنات على مباريات وجود بها بالفعل، وهو ما يخالف القوانين الموضوعة لتقنين هذه الظاهرة.
وأوقف توني، وجرى تغريمه 50 ألف جنيه استرليني (63.105 ألف دولار) في مايو (أيار) الماضي، وجرى تقليص الإيقاف لمدة 11 شهراً فقط.
ولم يتوقف الأمر عند توني فقط، بل أعلن رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم غابرييلي غرافينا يوم 26 أكتوبر (تشرين الأول)، إيقاف لاعب الوسط الإيطالي نجم نيوكاسل يونايتد ساندرو تونالي لمدة 10 أشهر، لمخالفته قوانين المراهنات في إيطاليا.
وسيغيب تونالي عن الملاعب حتى نهاية الموسم الحالي، كما لن يشارك في بطولة أوروبا 2024 في ألمانيا العام المقبل للسبب نفسه، وسيخضع اللاعب لبعض الدورات علاجية تتعلق بالإدمان وسيتعين عليه أيضاً مشاركة تجربته من خلال محاضرات ولقاءات خلال الفترة المقبلة.
وبذلك، شهد عام 2023 كثيراً من الإنجازات في كرة القدم، وأيضاً كان هناك نصيب للجانب الأسود في الظهور والسيطرة على بعض الأوقات، لكن يبقى الأهم أن هناك تطوراً ونمواً في عالم الساحرة المستديرة عن العامين الماضيين اللذين تأثرا سلباً، وكان ذلك نتاجاً لما تركته جائحة فيروس كورونا.