Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مواجهات عنيفة بالخرطوم ونزوح جماعي من أم درمان القديمة

الجيش يكثف قصفه وغاراته بالعاصمة السودانية و"الدعم السريع" تتسلل شرقاً وشمالاً

تصاعد المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في مختلف أنحاء الخرطوم (أ ف ب)

ملخص

الجيش يكثف قصفه وغاراته بالعاصمة السودانية و"الدعم السريع" تتسلل شرقاً وشمالاً

تصاعدت حدة المواجهات والمعارك بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في مختلف أنحاء العاصمة السودانية الخرطوم، ودارت مواجهات برية شرسة وتبادل للقصف المدفعي بينهما في محيط القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم وسلاح المدرعات جنوباً، وجنوب وغرب أم درمان وشمال الخرطوم بحري، كما هاجمت مجموعات متسللة من "الدعم السريع" منطقة جديدة في ولاية نهر النيل شمال البلاد وأخرى في أرض البطانة شرقها.

تكثيف مدفعي

وشن الجيش هجوماً مدفعياً عنيفاً متتابعاً من قاعدتي كرري ووادي سيدنا العسكريتين شمال أم درمان، صوب مواقع لـ"الدعم السريع" في كل الاتجاهات بجنوب وغرب ووسط أم درمان القديمة وشمال بحري وشرق الخرطوم. كذلك قصفت مدفعية الجيش مواقع "الدعم السريع" في مناطق الأزهري شرق والجريف غرب، بينما واصلت الطائرات الحربية والاستطلاعية والمسيرات تحليقها في سماء تلك المناطق. وشن الطيران الحربي غارات عنيفة على مواقع ثابتة وآليات متحركة لهذه القوات في شارع الستين شرق الخرطوم، وقصف أيضاً تجمعات له شرق النيل بالخرطوم بحري.

معارك ورعب

وأفاد مواطنو الجريف غرب، شرق الخرطوم، بأنهم عاشوا يوماً طويلاً من الرعب والهلع بسبب القصف المدفعي العنيف المتواصل، كما دارت اشتباكات بين الطرفين في محيط سلاح المهندسين والأحياء المحيطة به في الفتيحاب وأبو سعد جنوب أم درمان، شاركت فيها المدفعية من الجانبين، واستهدفت المسيرات تجمعاً لـ"الدعم السريع" في منطقة المهندسين العسكرية. وأفاد فارون بتجدد النزوح الجماعي لسكان معظم أحياء وسط أم درمان القديمة في العباسية والعرضة والدوحة، بسبب كثافة وتواصل العمليات العسكرية والحصار التام الذي تفرضه قوات "الدعم السريع" على المنطقة، في موازاة انعدام كامل للخدمات والسلع والأدوية.

هجمات متنوعة

وأوضحت مصادر ميدانية أن المقاتلات الحربية استهدفت تجمعات "الدعم السريع" بجوار القسم الأوسط وفي محيط استاد نادي المريخ الرياضي بأم درمان. أضافت المصادر أن الجيش تمكن من تدمير نقاط ارتكاز عدة لـ"الدعم السريع" في ضاحية أم ضوا بان شرق العاصمة، ومجموعة من المركبات القتالية، كما استهدفت المسيرات تجمعات "الدعم السريع" في منطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم، وتمكنت قوات العمل الخاص بمنطقة أم درمان العسكرية من تحرير عدد من الأسرى.

بدورها، بثت قوات "الدعم السريع" مقاطع فيديو ذكرت أنها لعملية عسكرية ردت فيها هجوماً برياً للجيش من محاور عدة على منطقة الإذاعة والتلفزيون بأم درمان. وفي محاولات لتمديد المعارك شرقاً وشمالاً خارج الخرطوم، أفادت مصادر ولائية بأن رتلاً من قوات "الدعم السريع" هاجم منطقة أم شديدة بولاية نهر النيل شمال السودان، وتسللت إلى منطقة ود بشارة بمحلية البطانة داخل حدود ولاية القضارف، مشيرة، في الوقت عينه، إلى أن الطيران الحربي لاحق القوة وأحدث فيها خسائر مادية وبشرية كبيرة.

مخاوف دارفور

في الأثناء، تتزايد المعاناة الإنسانية للندرة الحادة بتوفر السلع الاستهلاكية والأدوية والمحروقات في شمال دارفور، بسبب توقف القوافل الإنسانية والتجارية التي كانت تؤمن وصولها القوات المشتركة بالاتفاق مع قوات "الدعم السريع"، إلا أنها توقفت بعد إعلان حركتي "العدل والمساواة"، و"تحرير السودان والعدل" تخليهما عن الحياد وانضمامهما لجانب الجيش.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي وقت تشهد مدينة الفولة عاصمة غرب كردفان هدوءاً نسبياً، لا يزال آلاف السكان من مدينة بابنوسة بالولاية يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة في ظل عدم توافر الغذاء والماء والأدوية، ووسط مخاوف وقوع مواجهات جديدة بين الطرفين على رغم استمرار جهود الوساطة الأهلية لمنع تجدد المواجهات بخاصة في ظل وجود الفرقة 22 للجيش بالمدينة.

هجوم دبلوماسي

دبلوماسياً، رفضت الحكومة السودانية ما وصفته بالمزاعم المعممة ببيان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حول الأزمة، والتي تساوي بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في المسؤولية عن إطلاق العنان للعنف المروع والموت والدمار، وجدد بيان لخارجية السودان استعداد الحكومة للانخراط الإيجابي مع الولايات المتحدة لتوضيح حقائق ما يجري في البلاد ووسائل إنهاء الأزمة، وانتقدت الخارجية السودانية تجاهل البيان الأميركي الإشارة إلى واجب وحق الجيش الوطني الشرعي في الدفاع عن البلاد والشعب وحماية مقار قياداته، و"الجرائم الخطرة الأخرى للميليشيات، مثل احتلالها مئات آلاف مساكن المواطنين في العاصمة وتشريد سكانها، وتحويل الأعيان المدنية إلى ثكنات عسكرية"، منتهكة التزامات إعلان جدة للمبادئ الإنسانية الموقع في مايو (أيار) الماضي.

ترحيب سعودي - روسي

وسط هذه الأجواء، رحب بيان سعودي - روسي مشترك بالتقدم المحرز في محادثات جدة الثانية بتاريخ السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، واستئناف الحوار بين طرفي الصراع في السودان بهدف الوصول إلى وقف دائم للأعمال القتالية لتخفيف معاناة الشعب السوداني. وأشار البيان إلى أن الجانبين أكدا عقب لقاء مشترك بين الرئيس فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أهمية البناء على إعلان جدة في التزام حماية المدنيين والترتيبات الإنسانية في إطار القانون الدولي الإنساني لإنهاء الصراع القائم وعودة الحوار السياسي بين جميع الأطراف.

مساعي الحلول

ويتنظر أن تلتئم، غداً السبت، بجيبوتي، قمة منظمة "إيغاد" الطارئة حول الأزمة السودانية لتسريع وقف الحرب بمشاركة أممية وأميركية ومن الاتحاد الأوروبي، واعتبرت ممثلة الاتحاد الأوروبي أنيت فيبر، لدى وصولها جيبوتي، القمة فرصة طيبة لبحث حل الأزمة.

خريطة إنهاء الحرب

وتعليقاً على خريطة إنهاء الحرب التي أعلن عنها مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي لإنهاء الحرب وفق ثماني مراحل تتضمن دمج قوات "الدعم السريع" في الجيش على مرحلتين، أوضح المحلل السياسي محسن عبدالحفيظ أن الخريطة تبدو غامضة ومتعارضة مع ما أعلن عنه قائد الجيش بولاية الجزيرة قبل أيام قليلة، عزمه المضي قدماً في القتال حتى آخر نفس. وأشار عبدالحفيظ إلى أن عقار سبق له أن طرح مبادرة مشابهة لإنهاء الحرب لم يكتب لها البقاء في ظل التطورات العسكرية المتلاحقة، مما يؤكد أنه ليس ممن يملكون مفاتيح الحلول التي باتت أبعد من أسوار مجلس السيادة وتتداخل فيها تعقيدات سياسية وعسكرية، تتشابك مع علاقات تنظيمية غير مرئية مع الإسلاميين فرضتها ظروف الحرب وتشتت معها مركز القرار النهائي في شأن وقف الحرب. وقال إن إعلان الخريطة بهذه الطريقة يلفت إلى وجود صوت مناوئ للحرب وتباين في المواقف تجاه الحل داخل المؤسسة السيادية.

التزامات إنسانية

إنسانياً، عبر رئيس المفوضية القومية للسلام سليمان الدبيلو عن تقديره لاستجابة المانحين والعالم وجهود المنظمات الدولية والوطنية العاملة في المجال الإنساني في ظل الظروف التي تشهدها البلاد. وأكد اهتمام الدولة الكبير بتذليل المعوقات التي تواجه العمل الإنساني في البلاد، لافتاً إلى قرار مجلس السيادة بتشكيل اللجنة الوطنية المشتركة للطوارئ الإنسانية لهذا الغرض.

عوائق وهشاشة

بدورها، كشفت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية المقيمة في السودان كليمنتاين نكويتا عن رصد أكثر من 5 آلاف حالة اشتباه بالكوليرا في السودان، مع استمرار تفشي أمراض أخرى بما فيها الحصبة والملاريا وحمى الضنك في ولايات عدة، منوهة على منصة "إكس" بأن هشاشة خدمات الصحة العامة الأساسية بسبب الصراع المستمر تؤدي إلى زيادة عدد حالات المرض.

وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا" أن انعدام الأمن والنهب والعوائق البيروقراطية وضعف الاتصالات ونقص الأموال ومحدودية عدد الموظفين، أثر في إيصال المساعدات الإنسانية في أجزاء كثيرة من البلاد. وأكد المكتب، في أحدث تقاريره عن مستجدات الوضع بالسودان، مقتل أكثر من 12190 شخصاً ونزوح 6.6 مليون آخرين داخل وخارج السودان منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل (نيسان) الماضي.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات