Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

يصعب تجاهل تأثير تايلور سويفت وإنجازاتها وسمعتها الكبيرة

منحتها مجلة "تايم" لقب شخصية العام بعد جولة عالمية بيعت بطاقاتها بالكامل وفيلم وثائقي حطم الأرقام القياسية وتجديد سرديتها وعلاقتها العاطفية

الفنانة تايلور سويفت (غيتي)

ملخص

اختارت مجلة تايم النجمة الأميركية تايلور سويفت كي تكون شخصية العام 2023. أخذ الاختيار بعين الاعتبار التأثير الواسع لسويفت على الشببية في أميركا والعالم، إضافة إلى تحولها أيقونة للنسوية المتمكنة.

كشفت دراسة جديدة أن سن الـ33 سنة يشكل العمر الذي يبلغ فيه اندفاعنا وطموحنا ذروتهما، وإذا كان لتايلور سويفت أن تشكل مثالاً يحتذى فإن هذا ينطبق عليها بصورة دقيقة.

وقد منحت نجمة البوب الأميركية التي تعيش وفق جدول نشط ومكتظ لقب شخصية العام الذي تمنحه مجلة "تايم". وعلى رغم أنها تنافست مع أسماء كبيرة أخرى مثل الملك تشارلز وباربي إلا أن إعلان "تايم" هذا العام جاء أشبه بأسهل مهمة على الإطلاق، وبعد حوالى 20 عاماً من انتقالها مع عائلتها إلى ناشفيل لمتابعة مسيرتها في عالم الموسيقى، بنت سويفت إمبراطورية قيّمتها مجلة "فوربس" أخيراً بمليار دولار، وتزامن ذلك مع كسبها احترام زملائها بصفتها إحدى أكثر الفنانات موهبة في جيلها.

وفي هذا السياق ورد على لسان المغنية الأميركية ستيفي نيكس إلى مجلة "تايم" ضمن مقالة مرافقة تستعرض مميزات سويفت، "لا أمنح تايلور أي نصيحة مرتبطة بالشهرة إذ إنها لا تحتاج إلى ذلك".

وكذلك من المستطاع الإشارة إلى ألا أحد يفهم فترات الذروة المحفوفة بالأخطار والتراجعات الغادرة التي ترافق الوسط الموسيقي أكثر من مغنية "آنتي هيرو" Anti-Hero، ولأنها الشخصية الرئيسة في قصتها الخاصة فإنها صُورت بوصفها الشخص الشرير خلال مناسبات عدة، خصوصاً عام 2016 حينما عانت الانهيار وتداعيات نزاعها الشهير مع كانيه ويست وزوجته آنذاك كيم كارداشيان.

وبعد عيشها بسعادة ما وصفته بأنه "مرحلتها الملكية" على خلفية النجاح المنقطع النظير الذي حققته عام 2014 بعد ألبومها "1989" الذي شكل اختراقاً في موسيقى البوب، أصبحت آنذاك موضوع كلمات مبتذلة في أغنية كانييه ويست "فايموس" Famous [مشهور]، ثم أثارت جدلاً كبيراً حينما رفضت منحهما [ويست وكارداشيان] الإذن بإصدارها، وسربت كارداشيان مقطعاً من مكالمة هاتفية يبدو فيها أن سويفت وافقت على الأغنية ومن ثم انفتحت أبواب الجحيم على مصراعيها. هل سبق لأي نجمة بوب أخرى في مكانتها أن عانت سقوطاً مشابهاً؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

آنذاك وفي مقابلة مع مجلة "تايم" أوردت سويفت " لا تُخطئوا، لقد سلبت مني مسيرتي المهنية ورفعني الرأي العام عالياً وأنزلني إلى أدنى المستويات مرات عدة خلال الـ 20 عاماً الماضية، وكللت بتاج على رأسي ثم انتزعوه مني".

وفي الواقع فهي تضع تاجاً من صنع يديها وقد وضعته بفخر في ألبوم "عودتها" عام 2017 بعنوان "ريبيوتايشن" Reputation [السمعة] الذي نال استقطاباً هائلاً، إذ تكوّن من موسيقى "آر أند بي" مع تسجيل مستوحى من الآلات الالكترونية، مما جعلها تعيد رمي كل شيء في وجه منتقديها. [يختصر مصطلح ’آر أند بي‘ عبارة ريذم أند بلوز Rhythm & Blues، أي أنه مزيج من موسيقى البلوز الشجية التي تتضمن كثيراً من الارتجال والمقاطع النمطية مع الموسيقى الإيقاعية كتلك المنتشرة في الأغاني العادية].

وفي هذا الألبوم بالذات اكتسبت الجانب الشرير من شخصيتها وواجهت غرورها أمام مرآة متصدعة، وهتفت في إحدى أغنياتها التي تحمل العنوان نفسه "لقد ارتكبت خطأ" I did something bad و"لماذا ينتابني شعور جيد حيال ذلك؟"  then why does it feel so good وأعلنت في أغنية أخرى "انظرْ إلى ما جعلتني أفعله" Look what you made me do وقد اتخذت الأغنية الرئيسة في الألبوم العنوان نفسه، واستعانت بكلمات من أغنية فرقة "رايت سيد فريد" Right Said Fred "أنا مثيرة للغاية" I’m too sexy.

ومن خلال ذلك الموقع المرتفع أقرت بأنها تعلمت في شأن وضع ثقتها في الشخص الخطأ، وتابعت "لكنني أصبحت أذكى وأكثر صعوبة وقوة مع الوقت، ولقد نهضت من الموت وأفعل ذلك طوال الوقت".

وفي المقابل عاشت سويفت فترات عانت فيها ضعفاً صارخاً واعتبرت أنها عالقة في النعيم الحذر لعلاقة جديدة في "سمّها ما شئت" Call it what you want إذ كشفت كيف أن "قَصرها تداعى بين ليلة وضحاها لأنها أتت بسكين لخوض مواجهة مسلحة".

وفي الدقات الإيقاعية المتلعثمة تعبّر سويفت عن استمتاعها بالسر المنكشف حديثاً عن حياتها بعيداً من عيون الـ "باباراتزي" [المصورين الصحافيين الذين يتبعون أساليب اقتحامية في الحصول الصور] وقنص وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار الساخنة في وسائل الإعلام.

وعلى رغم خوفها من أن يؤدي رد الفعل العنيف على الألبوم إلى ملاحقتها طوال حياتها، إلا أنها بدت مستعدة لمرة واحدة للوثوق بحدسها الخاص، وبعد أن شعرت بالتعب من تخمين قراراتها الإبداعية انسحبت من اتفاق التسجيل مع رئيس شركة التسجيلات سكوت بورشيتا الذي جعلها توقع عقداً مع شركة "بيغ ماشين ريكوردز" في مراهقتها.

وفي ملمح متصل انشغلت سويفت بتحطيم الأرقام القياسية في جولتها العالمية "إيراس" Eras التي بيعت بطاقاتها بالكامل، لكنها كشفت في مقابلتها مع مجلة "تايم" عن أنها بدأت تفكر بتلك التحولات الفنية منذ عام 2009، ووفق كلماتها "أدركتُ أن كل شركة إنتاج عملت بنشاط في محاولة استبدالي، وفكرت عوضاً عن ذلك بأنني سأعمل أنا باستبدال نفسي كي أكون الشخص الجديد، فمن الصعب التصويب على هدف متحرك".

وقصدتْ بتلك الكلمات الغوص في كل تقمصات شخصيتها السابقة في آن معاً، فقد انتقلت من كونها محبوبة المراهقين في بداياتها إلى أميرة قصص الخيال في أغنية "فيرليس"Fearless  [بلا خوف] من ألبوم "أنطق الآن" Speak Now التي كتبتها بمفردها بالكامل حينما بلغت الـ20 سنة كي تثبت خطأ المشككين، وكذلك تضمن الألبوم تأليفها أغان ترقى إلى مستوى روائعها الحديثة، وكذلك زخر ألبوم "ريد" Red بالغضب والشغف اللذين تشعر بهما شابة تعرضت للإهانة.

واستكمالاً فلقد حمل كل ألبوم صورة جديدة وسردية جديدة، وبالتالي فإنها اليوم تعود للقمة وتكشف أثناء ما تصفه بأنه "اللحظة الحاسمة" من مسيرتها، أنها "للمرة الأولى في حياتي كنت صلبة بما يكفي من الناحية العقلية كي أتلقف الأمور".

ومن الواضح أنها صلبة بما يكفي للانغماس في العمل بغية الاستمرار في التحسن والتطور، وفي المقابلة نفسها مع "تايم" كشفت عن أنه في الأيام التي يكون لديها حفلات تركض على آلة المشي وتغني قائمة الأغاني كلها بصوت مرتفع، وكذلك أعلنت أنها أخذت دروساً في الرقص لأنها أدركت بأنها لم تكن ماهرة في ذلك، ولقد أخرجها هذا الحس بالثبات والشجاعة من الاختباء، سواء كان ذلك في مناسبات العشاء مع الأصدقاء أو المواعيد العاطفية مع حبيبها الجديد ترافيس كيلسي، لاعب هجوم فريق "كانساس سيتي تشيفز" لكرة القدم الأميركية، ولقد استحقت نجاحها عن جدارة وهي تستمع اليوم بذلك.

وفضلاً عن ذلك فقد فككت سويفت فكرة كُره النساء في صناعة الموسيقى التي تفيد بأن القمة تتسع لامرأة واحدة، وقد فعلت ذلك أخيراً من خلال دعمها بيونسيه خلال العرض الأول في لندن لفيلم جولتها [بيونسيه] الموسيقية "رينيسانس" Renaissance  [النهضة]، وقد حضرت بيونسيه التي حرّض معجبوها النجمتين ضد بعضهما بعضاً، إذ فعلت الأمر نفسه القاعدة الجماهيرية لسويفت أيضاً بحضور العرض الأول لفيلم جولة "إيراس" لتايلور سويفت، ثم كتبت سويفت نصاً عاطفياً عبرت فيه عن كيفية مدى تأثير مغنية "ليمونايد" Lemonade [بيونسيه] في محاولتها بناء إمبراطورية.

واستطراداً استطاعت سويفت وبيونسيه وفيلم "باربي" الذي يقوده الدور النسائي أن يسيطروا على ثقافة موسيقى البوب إضافة إلى الأعمال والاقتصاد، وأدى ذلك إلى إعطائنا أن شيئاً ما ملموساً قد تغيّر، وفي هذا الإطار طرحت سويفت على مجلة "تايم" السؤال التالي، "ما الذي يغذي المجتمع البطريركي (الذكوري)؟ إنه المال وتدفق الإيرادات والاقتصاد، وإذا أردنا في الواقع النظر إلى ذلك بأكثر الطرق مرارة فإنه سيعني تحول الأفكار النسوية إلى أفكار مربحة، وبالتالي فإن مزيداً من الفن النسائي سيبصر النور، وهذا أمر يثلج الصدر بالفعل"، وأينما تذهب في مرحلة لاحقة وإلى أي مكان تصل إليه سيبقى إرث سويفت الاستثنائي كمؤلفة أغان وامرأة أعمال ومؤثرة أمراً لا جدال فيه.

© The Independent

المزيد من ثقافة