كشف تقرير لقسم إعادة التأهيل في الجيش الإسرائيلي أنه يستقبل يومياً 60 جندياً وعنصراً من أجهزة الأمن في حاجة إلى إعادة تأهيل إثر تعرضهم لإصابات خلال المعارك في غزة.
وتبين أن عدد الجنود المصابين منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" تجاوز خمسة آلاف مصاب، بينهم ألفا جندي أدرجوا في قائمة المعاقين جسدياً، منهم 100 في الأقل أصيبوا بإصابات مباشرة في العين، وهناك من فقد نظره كلياً ومن فقد نظره بعين واحدة.
وأصيب أمس السبت خمسة جنود في منطقة الشمال عند الحدود مع لبنان، ونقل اثنان منهم في حالة خطرة عبر مروحية تابعة للجيش إلى مستشفى "رمبام" في حيفا.
واعتبر مسؤولون عسكريون أن الجيش لم يشهد في حروبه مثل هذه الأعداد الكبيرة من الإصابات، بما في ذلك حرب 1973.
وتطرق مسؤول عسكري إلى أن عدد القتلى من الجنود منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) تجاوز 420 جندياً.
وتبين في المعطيات أن هذه الحرب هي الأولى التي تتجاوز الشهرين من دون تحقيق أكثر من 40 في المئة من أهدافها، وبحسب متخذي القرار فإن الحرب ستستمر لشهرين في الأقل.
وبحسب رئيسة قسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع، ليمور لوريا، فإنها لا تذكر أن مرت وزارة الدفاع بأمر شبيه بما يحدث خلال الحرب الحالية.
وقالت لوريا إن "أكثر من 58 في المئة من الجرحى الجنود الذين نستقبلهم يعانون إصابات خطرة في الأطراف، بما في ذلك تلك التي تتطلب عمليات بتر"،
وأشارت إلى أن "12 في المئة من الجنود أصيبوا في الطحال والكلى وكثير منهم يعانون تمزق في الأعضاء الداخلية والأبرز بينها في الرأس والعين".
مرضى نفسيون
ذكرت لوريا أن سبعة في المئة من الجنود يعانون وضعاً نفسياً جراء طبيعة الحرب والقتال، مما يعني نحو 350 جندياً، وأشارت إلى توقعات بأن يرتفع هذا الرقم بشدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت مصادر إعلامية قد نشرت قبل نحو الشهر أن عدد الجنود الذين يعانون مشكلات نفسية تجاوز الـ500، فيما تحدثت معطيات بعد أسبوع واحد من نشوب الحرب عن إصابة أكثر من 650 إسرائيلياً يعانون مشكلات نفسية.
وجاء حديث لوريا في أعقاب اعتراف قياديين إسرائيليين بأن الجيش يواجه معارك شرسة في خان يونس ومناطق أخرى.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي إن المعارك التي يخوضها الجيش، والتي من المتوقع أن يخوضها خلال الفترة القريبة هي معارك صعبة وشرسة وأمام الجنود تحديات كبيرة.
وفي محاولة منه لرفع معنويات الجنود المصابين، توجه هليفي لهم بالقول "أعلم أن هذه الأيام ليست سهلة بالنسبة إليكم، المشاهد والقصص صعبة جداً بالنسبة إلينا جميعاً، لكن بالنسبة إليكم خصوصاً، أنتم من أصبتم في حربنا العادلة من أجل الدفاع عن دولتنا وبإصابتكم أنقذتم حياة آخرين".
60 ألف معاق
وفي سياق تطرقها للموضوع، أعربت لوريا في حديث مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن حال قلق جراء التغييرات التي أحدثتها الحرب الأخيرة، قائلة "منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أسهمت هذه الحرب في إحداث تغيير كبير في هيكل المجتمع الإسرائيلي، فخلافاً لما عرفناه سابقاً نستقبل في قسم إعادة تأهيل المصابين في وزارة الدفاع عدداً كبيراً من الشبان، واللافت أيضاً من المجندات الشابات، وهو أمر بات يتطلب إجراء دراسة معمقة لحصر الوضع ومعرفة ما يجري".
وأضافت لوريا "إذا نظرنا إلى الحروب السابقة وقارنا بما يحدث اليوم نجد الأمر مختلفاً جداً، وبات عملنا أصعب من أي وقت مضى، حيث نزور برفقة ضباط الصحة النفسية 16 مستشفى تستقبل الجرحى، وعندما تصل طائرة هليكوبتر تحمل جنوداً مصابين يستقبلهم مندوب قسم إعادة التأهيل ويتلقى الجميع دعماً نفسياً، بغض النظر عن نوع الإصابة التي تعرضوا لها".
يشار إلى أن الأسبوع الماضي شهد ارتفاعاً غير مسبوق بعدد الجنود القتلى والمصابين إلى جانب تراجع وحدات من الجنود عن القتال في غزة وتحدثوا عن خطورة القتال والنيران المكثفة التي يتبادلها الطرفان في عمق غزة إلى جانب المكامن التي أعدتها حركة "حماس" للجيش الإسرائيلي.