ملخص
سوق لينكولن الميلادية تجتذب عدداً كبيراً من الزوار إلى درجة يتعذر استقبالهم بشكل آمن.
ألغي تنظيم أقدم سوق ميلادية في إنجلترا بعد "النجاح الساحق" الذي حققته العام الماضي مما جعل قادة المدينة يشعرون بالقلق في شأن السلامة العامة.
واستقبلت سوق لينكولن الميلادية عدد زوار قياسياً بلغ 320 ألف شخص عام 2022 وتزامن ذلك مع احتفال الحدث بالعيد الـ40 على انطلاقة أطول سوق احتفالية في البلاد.
وفي العادة يشمل الحدث الذي يمتد على أربعة أيام عروضاً ترفيهية وجوقات ميلادية وألعاباً ترفيهية مضاءة بألوان زاهية.
ولكن قرر المسؤولون إلغاء الفعالية الميلادية هذا العام بسبب مخاوف من أن تجمع الحشود "في مساحة صغيرة" في وسط المدينة سيجعله "غير مريح وغير آمن" بالنسبة إلى الزوار.
وعوضاً عن ذلك، استعاض المجلس البلدي بسلسلة من النشاطات في وسط المدينة كإقامة معرض للمنحوتات الجليدية خلال عطلة الأسبوع الجاري، بيد أن قرار الإلغاء الذي اتخذ في مطلع هذا العام سبَّب غضباً عارماً في أوساط سكان المدينة والتجار.
وفي هذا السياق، دخل النائب عن المدينة كارل ماكارتني الذي ينتمي إلى حزب المحافظين على خط النزاع وانتقد المجلس البلدي الذي يديره حزب العمال على ما وصفه "بالتدمير الثقافي والاقتصادي".
وفي منشور على "فيسبوك" في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، كتب ما يلي: "في هذا الوقت من الأسبوع المقبل، كان يفترض بسوق لينكولن الميلادية أن تكون بأوج نشاطها، ولكن حزب العمال في مدينة لينكولن، الذي يدير المجلس البلدي فيها أغلقه بشكل سري، ومن دون أخذ بعين الاعتبار تأثير ذلك على السكان والمجتمع المحلي والأعمال في تدمير لسبل العيش والوظائف وسمعة مدينتنا.
وكتب في منشور آخر: "إن القرار الذي اتخذه المجلس البلدي للمدينة لم يلحق ضرراً بالوظائف والأعمال والجمعيات الخيرية المحلية وحسب، بل أضر بسمعة مدينتنا على مستوى البلاد بأسرها. إن الذهول ينتاب السكان جراء التدمير الثقافي والاقتصادي الذي يقومون به".
وعلت الأصوات الغاضبة من قرار مجلس المدينة، الأسبوع الماضي، عندما رفض أعضاء المجلس اقتراحاً لإعادة السوق الميلادية العام المقبل.
وفي سياق متصل، قال كريستان ميغيت الذي يدير متجر حلوى الفادج "روليز فادج بانتري" Roly’s Fudge لصحيفة "اندبندنت" إنه اشترى المتجر عام 2021 على أساس الأرقام التي تشمل عائدات من السوق الميلادية السنوية. وقال إن إلغاء هذه السوق يعني أنه يجب عليه إيجاد طرق أخرى لدعم عائلته بما في ذلك افتتاح متجر جديد على بعد 100 ميل في ويتبي. وقال "لقد جعلنا السوق الميلادية العام الماضي نتخطى ركود أشهر يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) ومارس (آذار) إلى حين عودة الحركة للمدينة مجدداً. تحتم علي هذا العام أن أبدأ باستكشاف طرق جديدة للتعويض عن العائدات التي خسرناها، الأمر محبط للغاية".
وأضاف قائلاً: "كان العام الماضي نشيطاً من حيث حركة العمل، ولكن يعود ذلك إلى عدد من العوامل منها إلغاء سوق ليدز ومجيء عديد من الأشخاص يوم السبت إلى السوق. لسوء الحظ، كشف فيروس كورونا للمجالس البلدية مقدار الأموال التي بوسعها توفيرها من خلال عدم تنظيم المناسبات. أعتقد أن الأمر متعلق بالمال أكثر من أي مخاوف مرتبطة بالسلامة. عديد من الأشخاص غير مسرورين بهذا القرار".
وفي الإعلان عن إلغاء السوق الميلادية في وقت سابق من العام الحالي، قال رئيس المجلس البلدي ريك ميتكالف، إن "النجاح الباهر الذي تحقق عام 2022" تسبب بمشكلات لأن "وجود عدد كبير من الأشخاص في مساحة صغيرة خلال فترة قصيرة من الوقت قد يكون أمراً غير مريح".
وفي بيان أرسله إلى "اندبندنت"، قال "نتفهم خيبة أمل بعض الأشخاص من إلغاء سوق لينكولن الميلادية. أعلن عن القرار منذ تسعة أشهر على أساس عدم تمكننا من الاستمرار في إقامة نشاط ينطوي على خطر ملحوظ على السلامة العامة. يبقى عيد الميلاد في لينكولن مكاناً مذهلاً لزيارته مع وجود الأضواء في كافة أرجاء وسط المدينة ومعرض الجليد الجديد ونشاطاتنا الميلادية التقليدية التي ستقام خلال عطلة نهاية الأسبوع الجاري".
© The Independent