Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مبادرات شعبية لتوفير وجبات يومية للأسر بالخرطوم

يمولها مغتربو الخارج ومقتدرون بالولايات ويتم تجهيزها بعيداً من الاشتباكات فيما يقوم عليها متطوعون شباب

متطوعون يوفرون وجبات رئيسة وسريعة التحضير لآلاف الأسر (أ ف ب)

ملخص

يستفيد منها نحو مليوني شخص في العاصمة لم يستطيعوا مغادرة منازلهم ويشكلون 22 في المئة من سكان الخرطوم

مع تفاقم الأوضاع المتردية في السودان جراء الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" منذ منتصف أبريل (نيسان)، التي أدت إلى نزوح ولجوء الملايين لولايات البلاد المختلفة والدول المجاورة، شهدت الأوضاع تردياً بالغاً في الخدمات كافة بخاصة في ما يتعلق بالمواد التموينية والغذاء، حيث أدى الصراع بين الطرفين إلى انقطاع الإمداد الغذائي عن المناطق السكنية في مدن العاصمة الثلاث الخرطوم وأم درمان وبحري.

فعلى رغم نزوح معظم الأسر، فإن عدداً كبيراً من المواطنين ما زالوا موجودين في مناطق تشهد صراعاً عنيفاً أدى إلى انقطاع الأدوية والماء والكهرباء والطعام عنهم، بحسب إحصاءات حديثة، فإن أكثر من مليوني شخص في العاصمة لم يستطيعوا مغادرة منازلهم ويشكلون 22 في المئة من سكانها، ومع تردي الأوضاع فقد 90 في المئة منهم مصدر دخلهم وساءت أحوالهم المعيشية، مما جعلهم في حوجة مستمرة للطعام والشراب المجاني بواسطة متطوعين.

انعدام الدخل

وفق جهود شعبية وبمساعدة عدد من المتطوعين بالمناطق المنكوبة في مدن العاصمة الثلاث أطلقت مبادرات سريعة وطارئة لتوفير الطعام في مناطق متفرقة بخاصة تلك التي تعاني من صعوبة وصول المواد الغذائية لها، حيث شهدت أحياء عدة في العاصمة، مبادرات إطعام يتم فيها توفير وجبات رئيسة وسريعة التحضير تسد حاجة آلاف الأسر.

ويقول جعفر أبو بكر المتطوع في غرفة الكلاكلة المركزية أحد أحياء الخرطوم الجنوبية إن "المنطقة تشهد شحاً كبيراً في المواد الغذائية التي يتم جلبها يومياً من مناطق بعيدة لسد حاجات سكان المنطقة الذين لا يملكون قوت يومهم، وحتى المستطيعون الذين يعانون انقطاع الإمداد الغذائي.

وتشهد المنطقة أوضاعاً أمنية سيئة من ضرب النار والاشتباكات بين قوات "الدعم السريع" والجيش السوداني وحتى سقوط القذائف يحدث بصورة متكررة، حيث أكد أبوبكر أن هذا الوضع غير الآمن جعل معظم سكان المنطقة لا يستطيعون جلب الطعام من الأسواق القريبة، فيما أن غالبية الموجودين حالياً يعانون أوضاعاً سيئة ولا يملكون أي مصدر دخل وهذا السبب دفعهم للمكوث في منطقة النزاع وعدم قدرتهم على النزوح للأماكن الآمنة بسبب ارتفاع كلف السفر.

وفي ما يتعلق بعدد الأسر ونوع الطعام المقدم ومصادر الدعم أضاف أبوبكر أن "غرفة الطوارئ بالمنطقة تقوم بتوفير وجبات يومية مثل العدس والفول وغيرهما من الوجبات غير المكلفة، مع محاولة توفير الماء النظيف للسكان، حيث يحضر المئات يومياً لأخذ وجبة الفطور والغداء، ونقوم بسد حاجات جميع الأسر بمساعدة أبناء المنطقة المغتربين الذين يتبرعون يومياً بمبالغ معينة لتحضير الوجبات وتوفير مياه الشرب التي نقوم بشرائها بسبب انقطاع الكهرباء والمياه".

نشاط شبابي

بينما تشهد مدينة أم درمان حصاراً كاملاً من كل الاتجاهات مما يشكل صعوبة كبيرة للمواطنين في الحصول على الغداء، وهو ما دفع المتطوعين لإطلاق مبادرات تجهيز الطعام لهم. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي هذا السياق تؤكد خديجة سالم، التي انقطعت بها السبل أن "الوضع في العباسية (وسط أم درمان) سيئاً وينذر بكارثة كبرى قد تجعل مئات الأسر منقطعين عن العالم، حيث تشهد المنطقة تزايد حدة الاشتباكات فيها نتيجة قربها من مناطق استراتيجية يشتد فيها القتال يومياً".

وأوضحت خديجة أنه "نظراً إلى صعوبة الأوضاع في هذه المنطقة لا يتم تجهيز وجبات بصورة مستمرة، لكن ينشط عدد كبير من شباب الحي في توفير المواد الغذائية من الأسواق وهي بعيدة من المنطقة مثل سوق ليبيا وغيرها، ويجري توزيعها على الأسر المحتاجة وهم كثر، حيث يتساوى في هذه الظروف القاسية الغني والفقير، وتصبح جميع الأسر في أشد الحاجة إلى المساعدة".

مطابخ مركزية

في وقت يعيش فيه أهالي شمبات بمدينة بحري التي تكتظ بالأسر أوضاعاً سيئة، حيث حذرت غرفة الطوارئ التابعة للمنطقة تكراراً من نذر دخول مجاعة بسبب نفاد مخزون المواد الغذائية من المخازن والمحلات التجارية والبقالات بالأحياء مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية إلى أضعاف في ظل عدم توفر المقدرة الشرائية، إلا أن عدداً من المتطوعين يقومون بتوفير بعض السلع بخاصة البقوليات وأحياناً وجبات تصنع في مطابخ مركزية بأحد المنازل المعروفة للسكان لتوزيعها على الأسر التي تعاني نقص الغذاء.

وأصبحت هذه المطابخ مهددة بالتوقف بسبب انعدام المواد الغذائية، فضلاً عن أن عدد المشرفين عليها أصبحوا يواجهون صعوبة في التنقل لتوفير تلك المواد بسبب اشتداد المعارك.

وفي السياق، أشاد أهالي المنطقة بمبادرة الفنان طه سليمان، الذي شارك في تنظيم عمليات توفير الطعام للسكان يومياً، بل نظم عدداً من المبادرات للأطفال والكبار لمجابهة الحرب وتبعاتها بالفن والجمال.

انقطاع الخدمات

المحلل الاقتصادي أيوب الفاضل قال، إن "الوضع حتى الآن أشبه بالمقبول رغم مرور ثمانية أشهر على الحرب، ولكن مع طول أمد استمرارها ربما نشهد عدداً من المشكلات المصاحبة منها نقص حاد في المواد التموينية، التي أصبحت شحيحة في السوق، وعدم قدرة الموجودين في العاصمة على توفيرها بسبب انقطاع دخل تلك الأسر، وكذلك صعوبة استمرار المبادرات، بخاصة إذا اشتدت الحرب ونزح منظمو تلك المبادرات".

وأضاف الفاضل أن "أنسب حل في الوقت الحالي هو محاولة توفير منازل في الولايات المختلفة في حال احتاجت تلك الأسر للنزوح في الأيام المقبلة، بخاصة أن معظم المناطق في العاصمة تشهد انقطاعاً مستمراً للكهرباء والماء والأدوية، وفقد عدد كبير من المواطنين بالخرطوم أرواحهم، لا سيما مع خروج جميع المستشفيات والمرافق الصحية عن العمل".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي