ملخص
قال الجيش الأوكراني، الإثنين، إن القوات الروسية شنت هجوماً كبيراً جديداً على مدينة أفدييفكا في إطار سعيها لضمان السيطرة على منطقة دونباس شرقي أوكرانيا
اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الإثنين، أن تأخير المساعدات الأميركية لأوكرانيا هو بمثابة "تحقيق لأحلام" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال زيلينسكي في خطاب ألقاه في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن "يجب أن يخسر بوتين، يمكنكم الاعتماد على أوكرانيا ونأمل بنفس الدرجة أن نتمكن من الاعتماد عليكم".
من جهته قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين، اليوم الإثنين، إن روسيا تكثف هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا وإن البيت الأبيض يتوقع أن تستهدف موسكو منشآت الطاقة مع اقتراب فصل الشتاء.
لقاء بايدن - زيلينسكي
وذكر كيربي أن الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي سيلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض الثلاثاء، سيواصل العمل من أجل إقناع الكونغرس بالموافقة على تقديم مزيد من المساعدات لأوكرانيا. وأضاف أنه من المتوقع إعلان واشنطن عن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا قبل نهاية العام.
وقال للصحافيين على متن طائرة الرئاسة "لم يتبق لدينا أسابيع كثيرة في هذا العام حتى نتمكن من تقديم المساعدة الأمنية، من ثم أتوقع أن نعلن عن مساعدة أمنية إضافية قبل نهاية الشهر".
وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس بأن بايدن وكبار المسؤولين في البيت الأبيض على اتصال وثيق ومستمر مع المشرعين في شأن الحاجة الملحة للموافقة على تقديم مساعدة أمنية جديدة لأوكرانيا بقيمة 50 مليار دولار تقريباً.
وقال بيتس للصحافيين "أمننا القومي على المحك في أوكرانيا. بوتين أشار إلى أنه إذا نجح هناك، سيكون لديه مخططات في شأن دول أخرى في شرق أوروبا أعضاء في حلف شمال الأطلسي ونحن ملزمون بالدفاع عنها". وأضاف "سيصبح الأمر أكثر كلفة من كل النواحي إذا لم نتحرك في شأن هذا التمويل الإضافي".
وسيوضح الرئيس الأميركي لنظيره الأوكراني أنه يدعم الحاجة إلى ضمان إقرار طلب التمويل الإضافي رغم الأسئلة التي أثارها عديد من المشرعين الجمهوريين في شأن مدى استمرار المساعدات لأوكرانيا.
الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
من جهة أخرى، وقبل ثلاثة أيام من قمة أوروبية حاسمة لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، تشعر أوكرانيا بالقلق من احتمال عدم توصل الدول الـ27 إلى توافق في هذا الشأن بسبب معارضة بلد واحد هو المجر.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا للصحافيين قبل اجتماع لنظرائه الأوروبيين "لا أستطيع تصور العواقب المدمرة في حال فشل المجلس الأوروبي في اتخاذ قرار، ليس لأوكرانيا وحدها بل ولتوسيع الاتحاد أيضاً"، وأضاف كوليبا "قمنا بحصتنا من العمل ونتوقع من الاتحاد الأوروبي أن يقوم بحصته".
وما زالت المجر ترفض السماح للدول الـ27 بفتح مفاوضات لانضمام أوكرانيا، معتبرة أن هذه الدولة التي تخوض حرباً مع روسيا ليست مستعدة لذلك. ويدعو رئيس الحكومة المجري فكتور أوربان إلى "مناقشة استراتيجية" قبل اتخاذ أي قرار بينما ترى غالبية الدول الأوروبية والمفوضية الأوروبية أن هذا الأمر قد تم بالفعل.
وتنتظر كييف أيضاً أن يواصل الاتحاد الأوروبي دعمه جهدها الحربي وتأمل في إطلاق مساعدات بقيمة 50 مليار يورو على شكل هبات وقروض، فضلاً عن مساعدات عسكرية بقيمة خمسة مليارات يورو.
وهنا أيضاً تصر المجر على رفضها رغم الضغوط القوية التي يمارسها شركاؤها.
وقال وزير الخارجية الليتواني غابريليوس لاندسبيرجيس "علينا اتخاذ قرارات استراتيجية والتزام تحقيق النصر لأوكرانيا، إذا لم نفعل ذلك، فسيكون الثمن باهظاً جداً". ورأى أن موقف المجر أقرب حلفاء موسكو في الاتحاد الأوروبي "ضد أوروبا وكل ما تعنيه أوروبا".
دعوة للوحدة
من جهته دعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الإثنين، الدول الـ27 الأعضاء إلى البقاء متحدة في دعمها لأوكرانيا. وقال عند وصوله إلى بروكسل "آمل ألا تنكسر وحدة الاتحاد الأوروبي لأن الوقت الحالي ليس الوقت المناسب لإضعاف دعمنا لأوكرانيا".
وصرحت وزيرة الخارجية الفنلندية إيلينا فالتونيني "تبين أن موقف المجر مؤسف فعلاً"، مؤكدة أنه "من المهم أن نواصل دعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضرورياً".
وتثير معارضة المجر قلق وحيرة عدد من الدول الأوروبية التي تتساءل عن دوافعها الرئيسة.
وحاول شارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي، المؤسسة التي تضم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، إقناع أوربان بضرورة دعم أوكرانيا ومنع بوتين من كسب "حربه العدوانية".
ودعا المستشار الألماني أولاف شولتز، الإثنين، شركاءه الأوروبيين إلى توجيه "رسالة" وحدة إلى الرئيس الروسي حول دعم أوكرانيا. لكن هذه الجهود لم تفض إلى نتيجة حتى الآن.
والتقى زيلينسكي، في نهاية الأسبوع، فكتور أوربان في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس على هامش حفل تنصيب الرئيس الأرجنتيني الجديد خافيير ميلي.
في المقابل، دان وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو، الإثنين، في بروكسل "الضغوط غير العادية التي تمارس على المستويين السياسي والإعلامي" لدفع بلاده إلى القبول ببدء مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وأكد أن هذا الأمر "غير مقبول"، مشدداً على أن كييف لم تستوف بنظره الشروط اللازمة.
وما زال عدد كبير من الدول الأوروبية يرغب في تصديق المجر التي تنتظر من شركائها دفع نحو 22 مليار يورو وعدت بها بودابست ولكنها جمدتها بسبب تقصير في سيادة القانون.
وقد يتم الإفراج عن 10 مليارات يورو هذا الأسبوع، قبيل بدء القمة الأوروبية، الخميس.
واعتمدت كييف قانوناً لحماية حقوق الأقليات في أوكرانيا، بما في ذلك الأقلية المجرية، وهو ما طالبت به بودابست قبل أي اتفاق في شأن فتح مفاوضات الانضمام، بحسب ما أكد كوليبا، الإثنين.
لكن ليس من المؤكد أن يكون ذلك كافياً لإقناع أوربان الذي يخشى البعض من أن يمضي قدماً في رفضه.
وقال الوزير الليتواني بمرارة، إن "الطريقة الوحيدة التي أقرأ بها الموقف المجري وليس فقط في ما يتعلق بأوكرانيا، هي أنه ضد أوروبا وكل ما تعنيه أوروبا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الانتخابات الرئاسية الروسية
في سياق آخر، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن اللجنة المركزية للانتخابات، اليوم الإثنين، قولها إن روسيا ستجري الانتخابات الرئاسية في المناطق الأربع التي ضمتها من أوكرانيا.
وأعلنت روسيا العام الماضي أنها ضمت مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون من أوكرانيا رغم أنها لا تسيطر على كامل أراضيها. وفرضت موسكو الأحكام العرفية في المناطق الأربع التي تسيطر عليها.
وأكد بوتين، الجمعة، للجنود الروس الذين قاتلوا في أوكرانيا أنه سيترشح مجدداً لخوض انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في مارس (آذار) 2024.
الوضع في الميدان
ميدانياً، قال مسؤولون في العاصمة الأوكرانية كييف، اليوم الإثنين، إن روسيا شنت هجوماً جوياً على المدينة أثناء الليل. وأضافوا أن حطام الأسلحة التي تمت إصابتها سقط على عدد من المناطق وتسبب بجرح شخصين وألحق أضراراً بمبنى سكني واحد في الأقل.
وكتب رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشنكو في رسالة على تطبيق "إنستغرام" أن رجلاً وامرأة أصيبا بجروح ناتجة من شظايا في منطقة دارنيتسكي في جنوب شرقي المدينة. وأضاف أن خدمات الطوارئ انتشرت في هولوسيفسكي في جنوب غربي كييف حيث سقط جزء من صاروخ على سطح بناية سكنية وتسبب في اشتعال النيران التي تم إخمادها على الفور.
وذكر سيرهي بوبكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف، على تيليغرام أن أنظمة الدفاع الجوي "أسقطت هدفين للعدو"، مشيراً أيضاً إلى أن روسيا هاجمت كييف بصواريخ.
وقال الجيش الأوكراني، اليوم الإثنين، إن القوات الروسية شنت هجوماً كبيراً جديداً على مدينة أفدييفكا في إطار سعيها لضمان السيطرة على منطقة دونباس شرقي أوكرانيا.
وتعد أفدييفكا حصناً أوكرانياً رئيساً شمال غربي مدينة دونيتسك التي تحتلها روسيا في منطقة دونباس.
وقال أولكسندر ستوبون المتحدث باسم الجيش للتلفزيون الأوكراني "شن العدو أمس هجوماً واسع النطاق مدعوماً بمركبات مدرعة في اتجاهي أفدييفكا ومارينكا".
وقال ستوبون، إن الوضع في الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا شهد تغيراً طفيفاً خلال الأسابيع القليلة الماضية لكن القتال كان عنيفاً.
وأشار إلى تسجيل 610 هجمات بالمدفعية قرب أفدييفكا خلال الساعات الـ24 الماضية فقط.
وتسعى روسيا لتطويق مدينة أفدييفكا الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها حالياً نحو 1500 شخص فقط بعدما كان قرابة 32 ألف نسمة قبل الحرب.
وقال ستوبون "المعارك الشرسة مستمرة. مقاتلونا متمسكون بالدفاعات بقوة".
شبكة عملاء في القرم
قال جهاز الأمن الاتحادي الروسي، وهو الجهة الرئيسة التي خلفت جهاز الاستخبارات السوفياتي (كيه جي بي)، اليوم الإثنين، إنه فكك شبكة من العملاء الأوكرانيين في شبه جزيرة القرم، وذلك لتورطهم في محاولات اغتيال شخصيات موالية لروسيا. وأضاف أن الأهداف كان من بينها سيرغي أكسيونوف، رئيس شبه جزيرة القرم الذي عينته روسيا، وأوليغ تساريوف، العضو السابق في البرلمان الأوكراني وهو أيضاً من الموالين لروسيا.
ونجا تساريوف على رغم إطلاق النار عليه مرتين في هجوم وقع في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014. وقال مصدر في جهاز الاستخبارات الأوكراني لـ"رويترز" حينها إن إطلاق النار كان عملية تابعة لجهاز الأمن الأوكراني.
وأوضح جهاز الأمن الاتحادي الروسي أن الشبكة الأوكرانية استهدفت بنية السكك الحديد والبنية التحتية للطاقة في القرم وقالت، إنها عثرت على مخابئ للأسلحة والمتفجرات واعتقلت 18 "عميلاً ومتواطئاً من الأجهزة الأوكرانية الخاصة".