بعدما ألغت تركيا من مسارها بحسب أحد التطبيقات لرصد السفن، هل تعود الناقلة الإيرانية "أدريان داريا1" الى المياه السورية؟
صحيفة "وول ستريت جورنال" أفادت أن "الناقلة المًفرج عنها في جبل طارق تنوي تسليم سوريا شحنة النفط الخام التي تحملها، وذلك عبر سفن أخرى". ونقلت عن مطلعين على خطة رحلة الناقلة قولهم إنها تعتزم تحويل شحنتها إلى ناقلات أصغر في عرض البحر لتُنقل تلك لاحقاً إلى البر السوري". "وول ستريت جورنال" أضافت أن "تغيير وجهة الناقلة إلى الإسكندرونة في تركيا مؤخراً، جاء بعد محاولة فاشلة للتفريغ قبالة سواحل اليونان، وأن الخطة الحالية قد تتغير إذا وجد مشترون آخرون لشحنة السفينة، أو إذا عجزت الناقلات الصغيرة عن التواصل مع "أدريان داريا1".
مصدر اميركي
من جانبه، أكد مسؤول أميركي للصحيفة أن "واشنطن لا تنوي السماح بأن يقع هذا النفط في يد سوريا، وتعمل على إفشال هذه الخطة"، موضحاً أن "الخارجية الأميركية تتبّعت ناقلتين إيرانيتين أخريين وصلتا إلى المتوسط، ويعتقد أنهما قد تنقلان النفط من "أدريان داريا1" إلى سوريا". وأعلن المسؤول أن "الحكومة الأميركية وجهت تنبيهاً إلى مصر مطالبة بعدم السماح لـ"أدريان داريا1" بعبور قناة السويس في طريق العودة إلى إيران"، كاشفاً أن "إحدى الناقلتين الأخريين اللتين تتبعتهما واشنطن هي "سيلفيا-1"، وصلت إلى شرق المتوسط مؤخراً".
لبنان أو تركيا؟
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو كان أعلن الخميس 29-8-2019 أن الناقلة تتجه الى لبنان، في وقت نفت وزارة المالية اللبنانية الأمر وأفادت في بيان بأنها لم تتبلغ أن الناقلة ستتوجه إلى لبنان. ثم أعلنت وزيرة الطاقة والمياه ندى البستاني أن لبنان لم يتلق طلباً لدخول ناقلة النفط "أدريان داريا 1" موانئه، وأوضحت أن "لبنان لا يملك أصلاً مصفاة ليشتري النفط الخام".
وبعد مرور نحو أسبوعين على الإفراج عنها، ما زالت ناقلة النفط الإيرانية، المعروفة سابقاً بـ "غريس 1"، تُبحر في مياه البحر الأبيض المتوسّط بحثاً عن مرسى يستقبلها، بعدما شكّلت محلّ نزاع بين طهران وواشنطن، التي هدّدت بفرض عقوبات على أي جهة تقدّم المساعدة للناقلة.
توتّر متواصل
وأفرجت سلطات جبل طارق عن "غريس 1" التي أصبحت "أدريان داريا1"، في 18 أغسطس (آب)، بعد احتجازها مدة خمسة أسابيع للاشتباه في خرقها العقوبات الأوروبية عبر نقلها شحنة من النفط الإيراني إلى سوريا. وشكّلت هذه المسألة محطّ توتّر بين بريطانيا وإيران، التي ردّت باحتجاز ناقلة النفط السويدية "ستينا أمبيرو" التي ترفع العلم البريطاني، أثناء عبورها مضيق هرمز في 19 يوليو (تموز) الماضي.
وعلى الرغم من الإفراج عن الناقلة الإيرانية، بعد تأكيد طهران أن شحنتها التي يبلغ حجمها 2.1 مليون برميل نفط بقيمة تقدّر بـ 126 مليون يورو، لن تُرسل إلى سوريا، ما زالت إيران تحتجز الناقلة البريطانية.
وفور الإفراج عن "أدريان داريا1"، أمرت محكمة اتحادية أميركية بمصادرتها لأسباب مختلفة، لكن السلطات في جبل طارق رفضت ذلك. وقالت طهران إن أي تحرك أميركي لمصادرة السفينة مجدداً ستكون له "عواقب وخيمة". غير أن الولايات المتحدة قالت إنها ستفعل كل ما بوسعها لمنع الناقلة من تسليم النفط إلى سوريا، الأمر الذي يشكّل مخالفةً للقرارات الأميركية.