Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإعياء من الحرب في أوكرانيا خطر جلي وماثل

إذا أرادت أميركا أن تنتصر كييف في هذه الحرب فعليها أن تستمر في دعمها على المدى الطويل

حثت السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا الحلفاء على عدم نسيان الحرب مع روسيا (أ ف ب)

ملخص

الجمهوريون في واشنطن يرهنون موافقتهم على المساعدات لأوكرانيا بقبول الرئيس بايدن شروطهم في موضوع الهجرة والحدود

قبل بضعة أيام، أرسلت السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا رسالة مباشرة وصادقة إلى الأصدقاء والحلفاء في جميع أنحاء العالم تقول: "نحن حقاً في حاجة إلى المساعدة. بصريح العبارة، لا يمكن أن ينال التعب منا في هذا الوضع، لأننا إذا فعلنا ذلك سنموت".

الإعياء من أوكرانيا خطر جلي وماثل، ليس فقط على مستقبل البلاد كدولة حرة ومستقلة، ولكن على أمن أوروبا والغرب ككل. وقد تعمق ألمها من اتجاهات الرأي العام بين حلفاء أوكرانيا بعد تصويت مجلس الشيوخ الأميركي الذي جمد عملياً المساعدات العسكرية الحيوية.

قرر التجمع الجمهوري، بشكل غير عقلاني وعنيد، أخذ الشعب الأوكراني رهينة لانتزاع مزيد من التنازلات من جو بايدن في شأن المشكلة العويصة للهجرة غير النظامية عبر حدود أميركا مع المكسيك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مهما كانت الحجج جديرة، فإنه ليس من المصلحة الوطنية الأميركية تسليم النصر لفلاديمير بوتين بسبب خلاف سياسي داخلي، بغض النظر عن مدى أهميته للناخبين في الولايات الحدودية.

وفي الواقع، إن الخلط بين هاتين القضيتين أمر غريب بقدر ما هو ضار. وكما أشار الرئيس، فإن التاريخ "سيحكم بقسوة على أولئك الذين أداروا ظهورهم لقضية الحرية". لكن خصومه السياسيين في الكونغرس لا يركزون على الأجيال المقبلة، بل على المستقبل القريب والانتخابات في العام المقبل، آملين عودة الجمهوريين وعودة دونالد ترمب.

وهذا، من دون تهويل، من شأنه أن يمثل كارثة أكبر لأوكرانيا والغرب ككل، بالنظر إلى استعداد السيد ترمب الواضح لتقطيع أوصال أوكرانيا وفقاً للرغبات الروسية.

ولكن من خلال حجب المساعدات العسكرية، يخاطر أعضاء مجلس الشيوخ بهزيمة القوات الأوكرانية الأصغر [من نظيرتها الروسية] التي تعتمد على التكنولوجيا الغربية المتفوقة، ووصول جيش الرئيس بوتين إلى الحدود الشرقية لحلف الناتو.

وليست هذه المرة الأولى التي يبدو فيها أن القادة الجمهوريين يغلبون المصلحة الحزبية على مصلحة البلاد – وبالكاد يظهرون أي احترام لحلفائهم في أوروبا. إن نفحة الانعزالية في واشنطن قوية، وهي مصحوبة برائحة تساهل تزكم الأنوف تجاه العدوان الروسي.

هذا هو المأزق البائس في واشنطن الذي سيواجهه فولوديمير زيلينسكي المتوجه إلى هناك بدعوة من السيد بايدن. كان من المقرر في الأصل أن يلقي السيد زيلينسكي خطاباً مسجلاً بالفيديو أمام مجلس الشيوخ لطلب المساعدة. أما الآن، فسيتحدث إلى أولئك الذين يرغبون في المخاطرة بوجود بلاده وجهاً لوجه. ومن غير المرجح أن يتأثر الجمهوريون المتشددون في مجلس الشيوخ بشكل مفرط بالنداءات إلى العقل أو العدالة أو حتى المصلحة الوطنية الأميركية.

فهذا هو حال ثقافة الاستقطاب والحزبية المفرطة التي تطورت في السنوات الأخيرة، مدفوعة بالشعبوية الترمبية البدائية، بحيث سينصت إلى القضية المنطقية التي يدافع عنها السيد زيلينسكي بأدب، ولكنها ستكون موضع تجاهل هازئ ما لم تحصل تنازلات من البيت الأبيض في شأن الهجرة. هناك عدد قليل من الأصوات التي يمكن الحصول عليها في الانتخابات التمهيدية المقبلة ومنافسات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل من خلال فعل الشيء الصحيح في أوكرانيا، والسياسة الانتخابية في الولايات المتحدة تميل إلى أن تكون وحشية.

غير أنه لا يزال هناك بصيص من الأمل. وصل السيد بايدن إلى واشنطن سيناتوراً عن ولاية ديلاوير عام 1973، وبقي هناك حتى عام 2009. ومكنه انتخابه نائباً للرئيس من أن يشغل منصباً قضى فيه كثيراً من وقته في إبرام صفقات مع زملائه القدامى، وأحياناً مع أصدقائه.

لا يوجد رئيس منذ ليندون جونسون يمتلك الخبرة والقدرة التفاوضية نفسها مثل السيد بايدن، وهناك إشاعات بأن الاجتماعات والمناقشات جارية بالفعل لكسر الجمود. كذلك ينبغي لحقيقة حجب مجلس الشيوخ للمساعدات العسكرية عن إسرائيل أن يدفع العقول في الكابيتول هيل [مركز الإدارات الحكومية الأميركية والسلطات التشريعية] للتركيز. هذا الموقف ليس فيه استدامة بالتأكيد.

يقول البيت الأبيض إنه سيصبح "أكثر انخراطاً" هذا الأسبوع، كما أن عطلة عيد الميلاد الوشيكة تطرح هي الأخرى موعداً نهائياً غير رسمي مفيد للمعنيين للتوصل إلى حل وسط. على رغم اللغة العنيفة والاستياء العميق في بعض الأحيان، فقد حلت معضلات [حزبية] أسوأ من هذا في الماضي.

يمكن للحضور الشخصي للرئيس زيلينسكي أن يحدث فرقاً أيضاً. وفي حال لم يحصل ذلك، وإذا حصل الرئيس بوتين على هدية موسمية غير متوقعة من مكاسب استراتيجية على مستوى الأرض في أوكرانيا، فلن يجد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون من يلومونه سوى أنفسهم على الاضطرار إلى إرسال مزيد من الأسلحة في الوقت المناسب.

لقد مر ما يقرب من عامين منذ أن أطلق بوتين "عمليته العسكرية الخاصة"، وبافتراض استئناف المساعدات الأميركية، ستكون روسيا بعيدة عن ضم أوكرانيا كما كانت دائماً؛ على رغم أنها أصبحت حرب استنزاف.

إذا أرادت أميركا أن تنتصر أوكرانيا في هذه الحرب، فعليها أن تستمر في دعمها على المدى الطويل. تلك حقيقة يبدو أن قلائل في العاصمة حريصون على تبنيها.

© The Independent

المزيد من آراء