ملخص
انتهت زيارة زيلينسكي لواشنطن من دون أي التزام بتقديم مزيد من الدعم الأميركي لأوكرانيا
سمع دوي صفارات الإنذار من غارة جوية وانفجارات كبيرة في كييف اليوم الخميس، بعد وقت قصير من اختتام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤتمراً صحافيا تعهد خلاله "الانتصار" على أوكرانيا.
وذكر مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية في المدينة بأن انفجارين سمعا في كييف.
وأفاد المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إغنات بأن صواريخ روسية عدة استهدفت أيضاً بلدة ستاروكوستيانتينيف (غرب) حيث قاعدة عسكرية جوية أوكرانية تقع في منطقة خميلنيتسكي التي استهدفتها هجمات روسية مراراً خلال الحرب المستمرة منذ نحو عامين.
وقال إغنات إن "صاروخاً ضرب منطقة خميلنيتسكي" من دون تحديد إن كانت البلدة نفسها أو القاعدة تعرضت للقصف.
جاءت الضربات الجوية بعيد اختتام بوتين مؤتمراً صحافياً استمر أربع ساعات تعهد خلاله ضمان "استئصال النازية ونزع سلاح" أوكرانيا، قائلاً "أنا متأكد من أن النصر سيكون لنا".
وأمس الأربعاء أصيب 53 شخصاً بجروح جراء قصف روسي على كييف كان الأعنف الذي يستهدف العاصمة منذ أشهر.
أعلنت أوكرانيا اليوم الخميس أن أنظمة دفاعاتها الجوية أسقطت عشرات المسيرات الإيرانية الصنع أطلقتها القوات الروسية مستهدفة مدينة أوديسا (جنوب) في هجوم ليلي جديد لموسكو، فيما ذكرت خدمات الطوارئ أن هذا الهجوم أدى إلى إصابة 11 شخصاً بينهم ثلاثة أطفال. وأضافت خدمات الطوارئ عبر "فيسبوك" أن الهجوم أدى إلى اندلاع النيران في سيارة وموقع صناعي، وأصيب 11 مبنى بأضرار.
وقال سلاح الجو الأوكراني "في المجموع سُجل 42 هجوماً للعدو بطائرات مسيرة"، مضيفاً أنه دمّر 41 من مسيرات "شاهد" التي أُطلقت من أراض تسيطر عليها روسيا من بينها شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014.
مسيرات أوكرانية
في المقابل، أعلنت روسيا الخميس أن دفاعاتها الجوية أسقطت تسع مسيّرات أوكرانية كانت متجهة نحو العاصمة موسكو، قبل ساعات من مؤتمر صحافي يترقبه كثيرون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت وزارة الدفاع في بيان إن "وحدات الدفاع الجوي العاملة دمرت واعترضت تسع مسيرات أوكرانية فوق أراضي منطقتي كالوغا وموسكو" محملةً كييف مسؤولية الهجوم.
وقال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين إن إحدى المسيرات أُسقطت قرب بلدة نارو فومينسك إلى جنوب غرب العاصمة الروسية. وقال سبوبيانين عبر تلغرام "بحسب المعطيات الأولية لم تقع أضرار أو إصابات في الموقع الذي سقط فيه الحطام".
الاقتصاد الروسي
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" اليوم الخميس عن مسودة نص لوزارة الخزانة الأميركية أن الصراع في أوكرانيا يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الروسي ويرفع الأسعار المحلية ويجبر موسكو على تخصيص ثلث ميزانيتها للدفاع.
وذكرت الصحيفة نقلاً عن رايتشل لينجاس، كبيرة الاقتصاديين المعنيين بالعقوبات في الوزارة، أنه "كان من الممكن أن ينمو الاقتصاد الروسي بأكثر من خمسة في المئة لو لم يشن الرئيس فلاديمير بوتين الحرب على أوكرانيا". وأضافت لينجاس أن "أداء البلاد كان أقل مقارنةً بمصدري الطاقة الآخرين، مثل الولايات المتحدة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفاد تقرير "فايننشال تايمز" بأن موسكو تنفق أكثر من 100 مليار دولار، أو ما يقرب من ثلث إجمالي نفقاتها، على الدفاع في عام 2023.
وتعرضت إيرادات النفط والغاز الروسية، وهي العمود الفقري للاقتصاد، لضربة هذا العام لكنها شهدت انتعاشاً طفيفاً في الأشهر القليلة الماضية مع ارتفاع أسعار النفط. وبالإضافة إلى ذلك، لم يكن للعقوبات الغربية تأثير كبير على تجارة النفط الروسية كما كان متوقعاً في البداية.
روسيا ترصد
من ناحية ثانية، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا ترصد تراجعاً في الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا، فيما تعاني كييف انتكاسات في ساحة المعركة.
جاء حديث بيسكوف في مقابلات مع وسائل إعلام روسية نشرت الأربعاء الماضي، بعد أن أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي محادثات في واشنطن لتأمين مساعدات عسكرية جديدة بأكثر من 60 مليار دولار، إلا أنها شهدت تعثراً بسبب خلافات في الكونغرس.
وقال بيسكوف لصحيفة "إزفستيا" اليومية، "لقد وعدهم نظام كييف بأنه إذا منحتمونا 100 مليار دولار فسنحقق النصر في ساحة المعركة. وأدرك الأميركيون الآن أنهم تعرضوا للخداع. ليس هناك نصر في ساحة المعركة، ومن المؤكد القوات الأوكرانية تفقد مواقعها بسرعة".
وتابع بيسكوف أن الأميركيين "بدأوا حقاً بطرح هذا السؤال على أنفسهم: ما الذي ينفقون عليه هذه الأموال؟".
وقال بيسكوف في مقابلة مع قناة "روسيا 24" التلفزيونية إن أوكرانيا وعدت "بانتصارات هائلة" في الهجوم المضاد الذي أطلقته في يونيو (حزيران) الماضي مع تحسن الطقس. وتابع "لكن الثلوج اختفت ولم يحدث شيء. وتساقطت الثلوج مرة أخرى ولم يحدث شيء. والأميركيون يتساءلون، هل ينبغي عليهم الاستمرار في القيام بذلك؟".
وقال بايدن لزيلينسكي خلال محادثات يوم الثلاثاء إنه لن يتخلى عن أوكرانيا، كما أن الشعب الأميركي لن يتخلى عنها. وانتهت زيارة زيلينسكي لواشنطن من دون أي التزام بتقديم مزيد من الدعم الأميركي لأوكرانيا.
السياسة الدفاعية
في سياق متصل أيدت غالبية من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي يوم الأربعاء مشروع قانون للسياسة الدفاعية يتيح إنفاقاً عسكرياً سنوياً قياسياً قدره 886 مليار دولار.
وحتى الآن أيد مجلس الشيوخ المؤلف من 100 عضو قانون تفويض الدفاع الوطني بأغلبية 68 صوتاً في مقابل 11، وذلك بدعم قوي من كل من الديمقراطيين والجمهوريين. ولا تزال عملية التصويت مستمرة.
وتمهد موافقة مجلس الشيوخ على مشروع القانون لإرساله لمجلس النواب، الذي يمكن أن يقره في غضون أيام. ويدعم الرئيس جو بايدن مشروع القانون بقوة ومن المتوقع أن يوقعه ليصبح قانوناً.
وبخلاف مشاريع قوانين الاعتمادات التي تحدد مستويات الإنفاق الحكومي، فإن قانون تفويض الدفاع الوطني هو وثيقة ضخمة تتناول كل شيء بدءاً من زيادة رواتب القوات -التي ستصل هذا العام إلى 5.2 في المئة وهي النسبة الأكبر منذ سنوات- إلى شراء السفن والذخيرة والطائرات، إضافة إلى السياسات مثل تدابير دعم أوكرانيا والتعامل مع الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ويتيح قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2024 إنفاقاً عسكرياً قياسياً قدره 886 مليار دولار، بزيادة ثلاثة في المئة عن العام السابق.