ملخص
بوتين: "إما أن نتفق أو نسوي المسألة بالقوة"
عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس مؤتمره الصحافي السنوي، إذ استعرض حصاد العام 2023 من وجهة النظر الروسية وأجاب على أسئلة الصحافيين ومواطنين روس حول الأوضاع المحلية والعالمية.
وفي أبرز ما تطرق إليه بوتين في حديثه بعد قرابة عامين على اندلاع الحرب في فبراير (شباط) 2022، أعلن الرئيس الروسي أن السلام ممكن مع أوكرانيا فقط بعد تحقيق موسكو أهدافها في الحرب المستمرة منذ قرابة عامين، وقال "سيكون هناك سلام عندما نحقق أهدافنا. إنها لا تتغير. سأذكركم بما تحدثنا عنه: استئصال النازية ونزع سلاح أوكرانيا وحيادها".
وطالب بوتين أيضاً بـ"نزع سلاح" أوكرانيا التي كانت تتصدى للهجوم الروسي. وقال "بالنسبة إلى نزع السلاح، لا يريدون التفاوض وبالتالي نحن مضطرون لاتخاذ تدابير أخرى من بينها تدابير عسكرية". وأضاف أن الجانبين "وافقا على ذلك خلال محادثات في إسطنبول"، لكن أوكرانيا كما قال تنصلت لاحقاً من الاتفاقات.
وتابع "إما أن نتفق أو نسوي (المسألة) بالقوة".
وقال إن بلاده نشرت أكثر من 600 ألف عسكري في أوكرانيا، مشيراً إلى أن "خط الجبهة يمتد لأكثر من 2000 كيلومتر، هناك 617000 شخص في منطقة النزاع".
وأفاد بأن القوات الروسية تعزز مواقعها على جميع الخطوط الأمامية للحرب في أوكرانيا تقريباً، معتبراً أن "لا حاجة إلى تعبئة عسكرية إضافية حالياً"، وأضاف أن قوات النخبة الأوكرانية تكبدت خسائر بشرية خلال محاولة للحصول على موطئ قدم على الجانب الشرقي من نهر دنيبرو بمنطقة خيرسون "وهذا أمر سخيف ومأساوي لهم".
المضي قدماً
وأكد بوتين أن روسيا قادرة على "المضي قدماً" على رغم العقوبات الاقتصادية الغربية والعزلة السياسية بسبب هجومها في أوكرانيا. وسعى إلى طمأنة الروس إلى أن الحرب المتواصلة لن تؤثر في حياتهم، وذلك بعد إعلانه الأسبوع الماضي عزمه خوض الانتخابات في مارس (آذار) المقبل للفوز بولاية رئاسية خامسة.
وقال "هناك ما يكفينا ليس فقط للشعور بالثقة، بل للمضي قدماً". وأضاف أن نقاط قوة بلده تشمل "التماسك القوي للمجتمع الروسي، وصمود النظام المالي الاقتصادي، والإمكانات المتزايدة لقدرات جيشنا".
إلا أنه أقر بأن "التضخم يرتفع".
وقال إن هدفه الرئيس في ولايته الخامسة في الكرملين، التي ستمدد حكمه المستمر منذ أكثر من عقدين إلى 2030، هو "تعزيز" السيادة الروسية. وأوضح أن "ذلك يعني تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد وأمنها الخارجي". وأضاف أن إحدى الأولويات الأخرى ستكون "ضمان حقوق المواطنين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حق الفيتو
أما على صعيد السياسة الدولية فقال الرئيس الروسي إنه من الضروري الإبقاء على آليات الأمم المتحدة، مثل حق النقض (الفيتو) للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
ورداً على سؤال لصحافي تركي حول الأزمة الإنسانية في غزة قال بوتين إنه يأمل أن يجتمع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أوائل عام 2024. وأضاف "عندما تقوم إحدى الدول بتقديم القرار وتنقضه دول أخرى، كان ذلك يجري في فترة محددة بعد الحرب العالمية الأولى. لا يعني ذلك ألا نبحث عن التوافق الكامل انطلاقاً من أن يكون تنفيذ قرارات الأمم المتحدة لإنشاء دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، ولكن لا بد من إيجاد أسس متينة للتسوية الفلسطينية الإسرائيلية". وزاد بوتين "تناقشت مع زملائي في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وأنا على تواصل مع الرئيس المصري (عبدالفتاح السيسي)، لا بد من توصيل المساعدات الإنسانية. تبين أن الجانب الإماراتي أنشأ على أراضي غزة بالقرب من معبر رفح مستشفى ميداني، وتحدثنا حول إمكان أن تقوم روسيا بفتح مثل هذا المستشفى، إلا أنه لا بد من الحصول على موافقة مصر وإسرائيل. وتحدثت مع الرئيس المصري ودعمته، وتحدثت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وناقشته مع هيئات أخرى. الجانب الإسرائيلي يقول إن فتح مستشفى روسي هو أمر غير آمن، ولكننا لا نوقف هذه الجهود. وإذا كانت المسألة غير آمنة من وجهة النظر الإسرائيلية، فقد طلب منا من تسليم مزيد من المساعدات الطبية، وهو ما نقوم به، ونتواصل مع الأطراف كافة".
الافراج عن أميركيين
من جهة أخرى، قال بوتين الخميس إنه يرغب في أن تتوصل موسكو وواشنطن لحل لضمان الإفراج عن أميركيين اثنين تحتجزهما موسكو بتهم التجسس هما إيفان غيرشكوفيتش وبول ويلان.
وقال "تجري اتصالات بهذا الخصوص والحوار يتواصل، لكنه ليس سهلاً"، مضيفاً "آمل أن نتمكن من التوصل لحل. لكن على الجانب الأميركي أن يصغي لنا أيضاً ويتخذ قراراً يناسب الاتحاد الروسي".
قد لا يكتفي
في المقابل قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس إن ثمة "خطراً فعلياً" ألا يكتفي بوتين بغزو أوكرانيا في حال انتصر في حربه على هذا البلد. وأكد ستولتنبرغ أن هذا الاحتمال يجب أن يدفع حلفاء أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي إلى الاستمرار في دعم كييف عسكرياً. وأوضح "في حال انتصر بوتين في أوكرانيا ثمة خطر فعلي ألا ينتهي عدوانه هناك. دعمنا ليس حسنة بل هو استثمار في أمننا".