Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصحافة البريطانية تكافئ مراسلة من "اندبندنت" عن تغطياتها للحروب

بيل ترو نالت جائزة ماري كولفن التي قتلت أثناء قصف النظام السوري مدينة حمص في 2012

الصحافية البريطانية بيل ترو (منصة إكس)

ملخص

نالت الزميلة بيل ترو من صحيفة "اندبندنت" جائزة ماري كولفن المخصصة لتغطية الحروب والنزاعات المسلحة، مع تذكر أن كولفن قتلت في مدينة حمص عام 2012 بقصف من النظام السوري

نالت الصحافية بيل ترو المحررة في صحيفة "اندبندنت" البريطانية "جائزة ماري كولفن" المخصصة للتغطيات الإعلامية عن الحروب والنزاعات المسلحة خارج المملكة المتحدة، وتندرج تلك الجائزة التي نالتها ترو ضمن "جوائز الصحافة البريطانية" لعام 2023.

وتذكيراً، قضت الصحافية ماري كولفن، المولودة في نيويورك عام 1956، بقصف من جيش النظام السوري خلال حصار مدينة حمص في عام 2012. وعملت كولفن طوال مسيرتها المهنية في صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، واشتهر عنها أنها فقدت عينها أثناء تغطيتها الحرب الأهلية في سريلانكا عام 2001. وبناءً على وصيتها ورغبة عائلتها، فقد أحرقت جثتها ونثر نصف رمادها في مياه نهر "تايمز" بلندن، والنصف الآخر في مياه المحيط الأطلسي عند جزيرة "لونغ أيلاند" التي تمثل انفتاح أميركا على استقبال المهاجرين إليها. ولعل جمهور السينما يذكر فيلم "حرب خاصة" الذي تناول قصة حياة كولفن، وظهر في عام 2018، وأدت الممثلة روزموند بايك دور كولفن.

 

الإنسان العادي والحياة اليومية في الصراعات

ربما لا تبعد تلك الإشارة المطولة قليلاً إلى كولفن عن سياقات فوز الزميلة بيل ترو بجائزة الراحلة كولفن. ومثلاً، بصورة مستقلة ومنفصل، زارت الصحافيتان الشرق الأوسط واهتمتا بتغطية صراعاته والنزاعات فيه. وأثناء جائحة كورونا والأزمة المتشابكة في لبنان، زارت ترو لبنان وغطت مناحي متنوعة من تلك الأزمة، ونشر موقع "اندبندنت عربية" غير مقال لها عن ذلك.

وتتميز تغطية البريطانية ترو بالميل إلى التشديد على المناحي الإنسانية في الصراعات الواسعة، وإبراز ملامح تأثير الأزمات العامة على الحياة اليومية للناس العاديين عبر مقابلات مباشرة معهم.

وفي المقابل، وفق آراء صحافيين لا يخفون إعجابهم بترو، فإن الأخيرة بدت كمن تورط في مشكلة أثناء تغطيتها الضربة الدموية التي وجهتها "حماس" إلى إسرائيل، واتسمت بإزهاق أرواح مدنيين، إضافة إلى اختطاف أعداد منهم، بل حتى اعتداءات جنسية على نساء ضمن مزاعم يفترض التحقق عالمياً منها. وفي تغطيتها للقصف الذي استهدف مهرجان "نوفا" الموسيقي، أوردت ترو أنها شهدت الحدث بنفسها، قبل أن يتبين أنها لم تكن ضمن جمهور ذلك الحفل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولاحقاً، اعتذرت ترو عن ذلك الخطأ الذي أرجعه البعض إلى شدة تأثرها بمشهدية مجرزة "نوفا". وفي تلك الحادثة بالذات، نشرت الشرطة الإسرائيلية قبل أسابيع قليلة تقريراً عن تحقيقها في شأن القصف على مهرجان "نوفا"، وأوردت فيه إمكانية أن يكون جزء منه قد حصل من مروحية عسكرية قصفت منطقة قد يكون مكان الحفل جزءاً منها. وعلى غرار كثير من الغارات في حرب غزة، لم يتسم ذلك القصف بالدقة، بل إن طياري المروحية اعترفا بأنهما كانا مربكين أثناء إغارتهما على تلك المنطقة. وبعد أيام قلائل من نشر ذلك التقرير في صحف إسرائيلية من بينها "هآرتس" و"معاريف"، أوضحت الشرطة الإسرائيلية أن تحقيقها لم يشمل التدقيق في الخسائر التي أوقعها قصف تلك الطائرة، مشيرة إلى أن ذلك ينفي إمكانية الاعتماد على تقريرها الأول في إسناد مسؤولية معينة لسلاح الطيران الإسرائيلي عن قصف حفل "نوفا".

 

حرب غزة ومصارع المراسلين الصحافيين

وفي مسار متصل، نشرت "اندبندنت" مقالاً عن نيل محررتها بيل ترو "جائزة ماري كولفن"، تضمن أن ذلك الفوز جاء مكافأة لها عن "تغطيتها الجريئة لمناطق الحرب عبر العالم"، وفق كلمات مانحي الجائزة. ولفت موقع "اندبندنت" الإلكتروني أن محكمي الجائزة وصفوا ترو بأنها من المراسلين المرموقين للصحافة عن النزاعات الخارجية، ذلك أنها "أمضت أكثر من عقد في تقديم تقارير من مناطق العالم الأكثر خطورة في النزاعات، بما في ذلك أوكرانيا والقدس في الوقت الحاضر".

وكذلك تفيد "اندبندنت" أن ترو استهلت مسارها المهني كمراسلة حرة في تغطية مجريات "الربيع العربي"، بل إنها اعتقلت من قبل السلطات المصرية بسبب تغطياتها تلك المجريات، ثم أبعدت من مصر.

وبحسب موقع "اندبندنت" نفسه، استفادت بيل ترو من لحظة منحها جائزة "ماري كولفن" كي تستنكر "مصرع 63 صحافياً أثناء عملهم على تغطية الصراع في فلسطين"، وغردت على منصة "إكس" مذكِّرة بأنها حاورت ماري كولفن في عام 2011 عن المرأة كصحافية في الحروب، مضيفة أنها تعتبر "حرب غزة الصراع الأكثر دموية بالنسبة إلى المراسلين الصحافيين".

ووفق كلمات ترو على تلك المنصة نفسها "لقد قتل 63 من الصحافيين في الأقل، منذ 07 أكتوبر، بينهم 56 فلسطينياً، وقد فقد كثر منهم عائلاتهم ومنازلهم، ويعملون في ظروف لا نستطيع تخيلها. وأكثر من كل وقت مضى، يجب علينا الآن مساندة وحماية زملائنا الأشد شجاعة بيننا".

المزيد من متابعات