Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روزنامة ديسمبر مترعة بالمناسبات والأعياد عبر التاريخ

شهر ميلاد المسيح واستنارة بوذا و"هالوين" القديسة بربارة و"أربعين" زرادشت والإعلان العالمي لحقوق الإنسان

تتكدس فيه الاحتفالات والشعائر الثقافية والدينية حول العالم لتوديع سنة آفلة واستقبال أخرى جديدة (غيتي)

ملخص

شهر الثلوج والينابيع والأعياد حول العالم... ماذا نعرف عن ديسمبر؟

تحتشد في الشهر الأخير من العام الميلادي أو في التقويم الغريغوري، الأعياد والمناسبات الدينية والثقافية العالمية ليبدو أنه الشهر الذي يتربع على لائحة الأشهر الزاخرة بالمناسبات حول العالم.

ويعتبر "كانون الأول" وهو اسمه السرياني والعربي أو "ديسمبر" وهو اسمه اللاتيني، الشهر الـ12 والأخير من السنة في معظم دول العالم التي تتبع التقويم الغريغوري، لكن هناك استثناءات مثل السعودية التي تتبع التقويم الهجري، وإيران التي تتبع التقويمين الهجري والزرادشتي، وعيد "النيروز" هو رأس السنة فيها، إضافة إلى بعض دول شرق آسيا التي ما زالت تتبع تقاويمها القديمة. وفي اليهودية هناك يوم مختلف لنهاية السنة، وكذلك لدى كل الثقافات التي تتبع التقويم القمري بدل الشمسي.

قمم الثلوج والينابيع

واسم ديسمبر يعود إلى "ديسيم" (decem) أو الرقم 10، وقد كان في الأصل الشهر الـ10 من السنة في التقويم الروماني الذي يبدأ في مارس (آذار) إلى أن أضيف شهر يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) إلى بداية التقويم الغريغوري، وظل شهر ديسمبر (كانون الأول) محتفظاً باسمه، وفي روما القديمة كانت تقام فيه الاحتفالات الدينية بإله الشمس "سول".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في العالم العربي هو الشهر الأخير من السنة الشمسية وتحديداً لدى سكان المشرق العربي، وفي اليوم 22 منه تدخل الشمس برج الجدي، ويواصل النهار قصره حتى 21 منه، ومن ثم تأخذ ساعات النهار بالزيادة تدريجاً.

وفي دول المشرق تتعرى الأشجار في هذا الشهر، ويشتد البرد، لا سيما في آخره، وتهطل الأمطار، وتكسو الثلوج أعالي الجبال في لبنان وسوريا وفلسطين، خصوصاً قمة جبل الشيخ أو جبل "حرمون" الذي يتوسط الدول الثلاث، وكذلك في الأردن وأنحاء من شمال السعودية، حيث يكون الثلج الكثيف دليلاً على أن السنة المقبلة سنة خير للزرع والناس.

يقول الفلاحون، إن الأمطار المبكرة قبل هذا الشهر يتراكم المخزون منها في الأرض بسرعة فتتفجر الينابيع منذ أوائل الشهر، وإذا كثر الرعد فيه استبشر الفلاحون بوفرة الثلوج في فبراير (شباط)، وهذه الثلوج ضرورية لتغذية الينابيع.

وأشهر الأعياد في هذا الشهر هو عيد الميلاد في الـ25 منه، وهو احتفال بعيد ميلاد المسيح، وقد بات احتفالاً سنوياً محبباً يجلب الفرح والدفء والشعور بالتوافق والأنس الجماعي في جميع أنحاء العالم. وفيه تجتمع العائلات والأصدقاء ويتبادلون الهدايا ويتشاركون الوجبات بالقرب من الشجرة المزينة بالأضواء والألعاب، وتزين الزخارف المنازل والشوارع بالأضواء الملونة والزخارف المتلألئة والبهجة الاحتفالية، وهكذا يجسد عيد الميلاد سحر العام وينشر السعادة ويخلق لحظات من الحب والوئام يتردد صداها في جميع الأنحاء.

استنارة سيد هارتا

في المكسيك، يتم الاحتفال بعيد "لاس بوساداس" في الفترة من 16 إلى 24 ديسمبر (كانون الأول)، لإحياء ذكرى جهود مريم ويوسف في العثور على بيت بعد ولادة المسيح. وتأخذ العطلة اسمها من الكلمة الإسبانية "بوساداس" التي تعني "مسكن". ويمثل موكب الشموع الكبير الذي يقام في هذه المناسبة النجم الذي أرشد الحكماء الثلاثة في طريقهم. وفي الاحتفال التقليدي للبنياتا تُملأ حاوية طينية مزخرفة وشبيهة بحيوان معين بالألعاب والحلوى ويتم تعصيب عيني طفل يحمل عصا خشبية لكسر البنياتا.

 

 

في الثامن من ديسمبر يحتفل البوذيون باليوم الذي يقال إن بوذا استنار فيه أثناء جلوسه تحت شجرة، ويسمى يوم "بودي" في معظم أنحاء جنوب شرقي آسيا بما في ذلك الهند والصين وفيتنام. وشجرة "بودي" هي شجرة تين قديمة جداً تقع في بود جايا في ولاية بيهار الهندية. ويقال إن سيد هارتا غوتاما، الرجل الذي أصبح بوذا، قد وصل إلى "النيرفانا" بعد التأمل المكثف تحتها.

في 13 ديسمبر تحتفل الدول الإسكندنافية بعيد القديسة سانت لوسيا وترتدي الفتيات ملابس "لوسي"، ويحملن صواني البسكويت في مواكب ويغنين للقديسة شفيعة الضوء والشموع. ويقابله الاحتفال بعيد القديسة "بربارة" التي تنازع كثير من المدن الشرقية شرف ولادتها واستشهادها من أوائل القرن الرابع الميلادي، إذ طالبت بها مدينتا بعلبك وحلب في الشرق، ومدينة "هليوبوليس" المصرية أو "عين شمس"، وكذلك اعتبرت مدينة "توسكانة" الإيطالية أنها ولدت فيها. وصار هذا العيد يسمى في أنحاء العالم اسم "هالوين"، ومن عاداته وتقاليده تجمع الأولاد في الأسواق وتنكرهم وتسويد وجوههم أو لبس الأقنعه الغريبة وطوافهم على البيوت بالأناشيد.

في اليهودية يجري الاحتفال بعيد "حانوكا" وهو مهرجان يستمر ثمانية أيام، آخر ليلة منه هي عند غروب الشمس في الأول من يناير. ويمثل "حانوكا" تحرير اليهود من حكم اليونانيين واستعادة الدولة اليهودية.

في الولايات المتحدة وبعض دول غرب الساحل الأفريقي يحتفل الأميركيون من أصل أفريقي والأفارقة بدءاً من 26 ديسمبر إلى مطلع يناير بأعياد "كوانزا". وفي عطلة هذا العيد تتزيين المنازل برموز التراث الأفريقي من أقنعة ورسوم وأقمشة، وتوضع الفواكه الطازجة التي تمثل أفريقيا. وقد بدأ المزج بين تقاليد "كوانزا" مع تقاليد الميلاد ورأس السنة بين الأميركيين.

في زمن الأزمات

في اليابان، يتم الاحتفال بـ"أوميسوكا" في اليوم الأخير من العام، فتجتمع العائلات لتناول وعاء من "توشيكوشي سوبا" أو "توشيكوشي أودون" للمرة الأخيرة في ذلك العام، وهو حساء مصنوع من "النودلز" الطويلة التي ترمز إلى المرور من عام إلى آخر. وتقوم مزارات الـ"شنتو" بإعداد مشروب "الأمازاكي" المصنوع من الأرز المخمر ويتم توزيعه على المحتفلين مع اقتراب منتصف الليل. وفي المعابد البوذية يقرع الجرس الكبير 108 مرات لتعبر كل رنة عن رغبة من الرغبات الأرضية المادية ويبلغ عدها في البوذية 108.

أما الزاردشتيون فيحتفلون بـ"ليلة يلدا" أو "ليلة الأربعين"، وهو تقليد مرتبط بالانقلاب الشتوي في اليوم الأخير من هذا الشهر، ويجتمع الأصدقاء والعائلة لتناول الطعام والشراب وقراءة الشعر، وتؤكل الفواكه والمكسرات الحمراء التي ترمز إلى اللون الأحمر للفجر. وفي التقليد الزرادشتي تعبر أطول ليلة في العام عن سوء الحظ، لذا يسهرون طوال الليل حتى مطلع الفجر يتحدثون عن الأوقات الجيدة لدرء التجارب السيئة في السنة المقبلة.

 

 

وفي أنحاء شرق آسيا يشارك الجميع في مهرجان "دونغزهي" يومي 21 و22 ديسمبر بمناسبة قدوم فصل الشتاء، ويتم الاحتفال بمهرجان "Dongzhi" في جميع أنحاء آسيا. ويشير هذان النهاران إلى التوازن بين "الين" و"اليانغ" (Yin) و(Yang)، أو النار والجليد والنور والظلام والأسود والأبيض وكل المتناقضات التي تحتاج بعضها بعضاً كي تظهر كالخير والشر أيضاً.

وبعيداً من الأعياد الثقافية والدينية يتم الاحتفال في الـ10 من ديسمبر من كل عام بيوم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948. وتقول منظمة الـ"يونيسكو" في احتفال هذه السنة، إنه "في عالم تتضاعف فيه الصراعات والأزمات يتيح لنا يوم حقوق الإنسان الفرصة لإعادة تأكيد التزامنا الثابت بالرؤية الإنسانية المشتركة التي قدمها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كي تصبح متجذرة في القيم المشتركة".

وكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش احتفالاً بهذا الإعلان، أنه "في العقود التي تلت اعتماده أصبحت حقوق الإنسان أكثر اعترافاً وأكثر ضماناً في جميع أنحاء العالم. ومنذ ذلك الحين أصبح الإعلان بمثابة الأساس لنظام حقوقي موسع يركز اليوم أيضاً على الفئات الضعيفة مثل الأشخاص ذوي الإعاقة والشعوب الأصلية والمهاجرين. ومع ذلك، فإن وعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بالكرامة والمساواة في الحقوق تعرض لهجوم مستمر في السنوات الأخيرة. وبينما يواجه العالم تحديات جديدة ومستمرة منها الأوبئة والصراعات وانفجار قيم عدم المساواة في نظام مالي عالمي مفلس أخلاقياً، إضافة إلى العنصرية وتغير المناخ، فإن القيم والحقوق المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان توفر معالم إرشادية لأعمالنا الجماعية التي لا تترك أحداً يتخلف عن الركب".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات