قالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري اليوم الثلاثاء إنها تلقت معلومات عن محاولة محتملة للصعود على متن سفينة على بعد 71 ميلا إلى الغرب من مدينة عدن الساحلية باليمن، مضيفة أن الهجوم لم ينجح وأن جميع أفراد الطاقم بخير.
وأوضحت في مذكرة "تلقت سفينة في المنطقة المجاورة اتصالا عالي التردد من سفينة تتعرض لهجوم قرصنة في الموقع. وبعد نصف ساعة، وصلت طائرة... إلى مكان الواقعة لتمشيط المنطقة".
بدوره، نفى رئيس شركة موانئ إسرائيل المملوكة للحكومة اليوم الثلاثاء وجود أي خطر من تعرض البلاد لحظر شحن بسبب هجمات ميليشيات الحوثي في اليمن، قائلاً إن الجزء الأكبر من الواردات المنقولة بحراً يأتي من الغرب وليس عبر البحر الأحمر.
وفي كلمته أمام مؤتمر استضافته صحيفة جلوبس، قال عوزي إسحاقي إنه لم تحدث بعد زيادات كبيرة في أسعار البضائع الواردة وأنه يتوقع عدم نقص إمدادات السلع الأساسية مثل الوقود والغذاء القادمة إلى إسرائيل.
تحرك إسرائيلي هندي
وقال بيان إسرائيلي إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحث مع نظيره الهندي ناريندرا مودي ضرورة حماية عمليات الشحن والاقتصاد العالمي من هجمات ميليشيات الحوثي.
وناقش الجانبان سبل المضي قدما في اقتراح لجلب عمال من الهند إلى إسرائيل، التي تعاني من فرار العمال التايلانديين وغيرهم من العمال الأجانب منذ حرب غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
مشاركة إيطالية
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الإيطالية اليوم الثلاثاء إن البحرية سترسل "في الساعات المقبلة" إحدى فرقاطاتها للمساعدة في حماية مسارات الملاحة التجارية في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين في اليمن.
وتأتي الهجمات رداً على الهجوم الإسرائيلي في قطاع غزة وتستهدف ممراً ملاحياً رئيساً يربط بين آسيا وأوروبا، مما يهدد الاقتصاد العالمي ويؤدي إلى ارتفاع كلفة الشحن بسبب بحث الشركات عن طرق بحرية بديلة.
وقال وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو بعد مكالمة عبر الفيديو مع نظيره الأميركي لويد أوستن، "ستقوم إيطاليا بدورها بالتعاون مع المجتمع الدولي في التصدي لأنشطة الحوثيين الإرهابية المزعزعة للاستقرار".
تمسك حوثي
وامتد الصراع إلى ما هو أبعد من غزة إلى البحر الأحمر حيث تهاجم ميليشيات الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران السفن بالصواريخ والطائرات المسيرة.
وقال المسؤول الحوثي الكبير محمد عبدالسلام لرويترز، "موقفنا لن يتغير في اتجاه القضية الفلسطينية سواء تم إنشاء تحالف بحري أم لم يتم إنشاء تحالف بحري موقفنا المساند لفلسطين وقطاع غزة حتى إنهاء الحصار وإدخال الغذاء والدواء ومساندة الشعب الفلسطيني المظلوم ستبقى مستمرة".
وأدى ذلك إلى تشكيل عملية بحرية متعددة الجنسيات لحماية التجارة في المنطقة، لكن الحوثيين قالوا إنهم سيستمرون على أي حال وربما بشن عملية بحرية كل 12 ساعة.
إيقاف أنظمة التتبع
يرسو عدد من سفن الحاويات في البحر الأحمر وأوقف عدد آخر أنظمة التتبع لديه بينما يعدل التجار مسارات رحلاتهم وأسعارها بسبب الهجمات التي تشنها ميليشيات الحوثي على طريق التجارة الرئيس بين شرق العالم وغربه.
وأثارت الهجمات التي وقعت في الأيام الماضية على السفن في طريق الشحن الرئيس في البحر الأحمر مخاوف من تعطل التجارة الدولية مجدداً، على غرار ما حدث في أعقاب الاضطرابات الناجمة عن جائحة كورونا.
ويرتبط البحر الأحمر بالبحر المتوسط من طريق قناة السويس، التي تشكل أقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا. ويمر نحو 12 في المئة من حركة الشحن العالمية عبر القناة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت شركات شحن كبرى، منها "هاباغ لويد" و"أم أس سي" و"ميرسك"، وشركة النفط الكبرى "بي بي" ومجموعة ناقلات النفط "فرونت لاين" إنها ستتجنب طريق البحر الأحمر وستغير مسار رحلاتها عبر رأس الرجاء الصالح الذي يمر بالجزء الجنوبي من أفريقيا.
لكن العديد من السفن لا تزال تبحر في الممر المائي. وأظهرت بيانات من "أل أس أي جي" وجود حراس مسلحين على متن عدد من السفن التي تبحر حالياً.
وجاء في البيانات أن ما لا يقل عن 11 من سفن الحاويات التي مرت عبر قناة السويس وتقترب من اليمن حاملة سلعاً استهلاكية وحبوباً لدول مثل سنغافورة وماليزيا والإمارات، ترسو الآن في البحر الأحمر بين السودان والسعودية.
إعادة توجيه السفن
قالت شركة "ميرسك" الدنماركية اليوم الثلاثاء إنها ستغير مسار سفنها التي كان من المقرر مرورها عبر جنوب البحر الأحمر وخليج عدن لتدور حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح، بسبب وقوع هجمات على السفن في المنطقة.
وبحسب بيان صدر عن الشركة، علقت "ميرسك" حتى أمس الإثنين رحلات نحو 20 سفينة، إذ ينتظر نصف هذه السفن شرق خليج عدن في حين ينتظر النصف الآخر جنوب قناة السويس في البحر الأحمر أو إلى الشمال منها في البحر المتوسط.
وتعرضت سفينة حاويات تابعة لشركة "ميرسك" لمحاولة استهداف فاشلة بصاروخ الخميس أثناء رحلتها من مدينة صلالة بعمان إلى جدة بالسعودية، وقررت الشركة الجمعة تعليق رحلات سفنها المتجهة إلى البحر الأحمر.
وقالت "ميرسك" في البيان "نحن سعداء برؤية الجهود المشتركة في مجال الأمن البحري الدولي وتعزيز القدرات في المنطقة، لإيجاد حل يمكن من العودة للعبور في المستقبل القريب من منطقة البحر الأحمر وخليج عدن ومن قناة السويس".
وأضافت "في الوقت نفسه فإن توجيه السفن عبر رأس الرجاء الصالح سيحقق نتائج أسرع وأكثر إمكانية للتنبؤ بها بالنسبة إلى عملائنا وسلاسل التوريد الخاصة بها".
وتابعت أن الرحلات البحرية المستقبلية المخطط لها عبر المنطقة سيتم تقييمها كل حالة على حدة لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى إجراء تعديلات.
تحذير أميركي
بدورها، قالت وزارة الدفاع الأميركية اليوم الثلاثاء إن هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر تمثل تهديداً لحرية التجارة العالمية.
وقال الناطق الرسمي باسم "البنتاغون"، في بيان، إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الذي يزور المنطقة "أدان هجمات الحوثيين على الشحن البحري الدولي والتجارة العالمية ووصفها بأنها غير مسبوقة وغير مقبولة مشيراً إلى أن الهجمات تهدد التدفق الحر للتجارة وتعرض البحارة الأبرياء للخطر".
وعقد الوزير أوستن اجتماعاً وزارياً افتراضياً "مع الوزراء ورؤساء الأركان وممثلين رفيعي المستوى من 43 دولة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، لمناقشة التهديد المتزايد للأمن البحري في البحر الأحمر".
وخلال الاجتماع أطلع الوزير "المشاركين على أن الحوثيين نفذوا أكثر من 100 هجوم بمسيرات وبصواريخ باليستية استهدفت 10 سفن تجارية على ارتباط بأكثر من 35 دولة مختلفة".
وشدد على أن الحوثيين "احتجزوا السفينة التجارية غالاكسي ليدر وطاقمها الدولي المكون من 25 فرداً كرهائن في 19 نوفمبر وما زال الطاقم محتجزاً ظلماً في اليمن".
واعتبر المشاركون أن هذه الهجمات تمثل "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ويجب على الحوثيين وقف أعمالهم العدوانية".
ووفق البيان، يمر في الوقت الحالي 10 إلى 15 في المئة من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر، وبسبب الهجمات، تضطر شركات الشحن الدولية إلى إعادة توجيه مسارها عبر رأس الرجاء الصالح، ما يؤخر عمليات تسليم السلع والمواد الأساسية أسابيع، بما في ذلك النفط والغاز.
كان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أعلن أمس الإثنين تشكيل تحالف دولي يضم 10 بلدان للتصدي لهجمات الحوثيين المتكررة على سفن يعتبرونها "على ارتباط" بإسرائيل في البحر الأحمر.
وقال أوستن إن التحالف الأمني سيعمل "بهدف ضمان حرية الملاحة لكل البلدان ولتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين". ويضم التحالف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.