ملخص
بريطانيا توجه دعوة نادرة لإسرائيل على لسان وزير خارجيتها ديفيد كاميرون لوقف مستدام لإطلاق النار
"لقد قتل عدد كبير جداً من المدنيين"، هذا هو التحذير الصارخ الذي وجهه وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إلى إسرائيل.
ويأتي التصريح وسط تحول كبير في لهجة المملكة المتحدة في شأن الصراع في غزة إذ دعت إلى وقف طويل الأمد و"مستدام" لإطلاق النار في الشرق الأوسط.
وتتخطى هذه الخطوة دعوات ريشي سوناك السابقة إلى "هدنات الإنسانية"، إلا أنها لا ترقى إلى مستوى مطالبة إسرائيل بوقف القتال على الفور.
ويمثل هذا التغيير في الموقف، الذي جرى تبنيه بالاشتراك مع ألمانيا، الخطوة الأخيرة التي يعمد إليها المجتمع الدولي في سياق ممارسته الضغوط على إسرائيل في شأن غزة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويأتي ذلك في أعقاب القرار الذي اتخذه جو بايدن الأسبوع الماضي بتوجيه تحذير إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن "القصف الإسرائيلي العشوائي" على غزة يلحق ضرراً بالدعم العالمي للحرب.
ويمكن النظر إلى هذه التحذيرات على أنها جزء من جهود منسقة يبذلها في وقت متزامن قادة عالميون حريصون على وضع حد لإراقة الدماء لكن من دون عزل إسرائيل على المسرح الدولي، وسط مخاوف من أن النتيجة قد تؤدي في النهاية إلى جعل الوضع أكثر سوءاً.
بيد أنه ليس هناك إجماع بين زعماء العالم في شأن كيفية التعامل مع هذا الصراع المدمر. وقد دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا اليوم (الـ18 من ديسمبر "كانون الأول") في تل أبيب إلى هدنة "فورية ودائمة".
وفي إسرائيل، تعهد نتنياهو بالذات، بعد مقتل ثلاث رهائن على يد القوات الإسرائيلية من طريق الخطأ، بمواصلة الضغط العسكري المكثف على "حماس" في غزة، على رغم أنه لمح أيضاً إلى إجراء جولة جديدة من المناقشات في محاولة لتأمين إطلاق سراح [الرهائن] الآخرين المحتجزين.
ويبدو أن هناك بعض الإجماع في بريطانيا حول موقف اللورد كاميرون، في الأقل بين الحكومة وحزب العمال. وقد حظيت الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار بدعم ويس ستريتنغ، وهو وزير الصحة في حكومة الظل، الذي قال أيضاً إن عدد القتلى [المرتفع] في غزة "لا يمكن تقبله". إلا أن التحدي الذي يواجه المجتمع الدولي يتمثل في كيفية الانتقال من الوضع الذي نحن فيه اليوم إلى وقف دائم لإطلاق النار؟
وبدا أن أوليفر دودين، نائب رئيس الوزراء، قد وضع معياراً لذلك، إذ نبه إلى أنه لا يزال من الضروري إزالة التهديد الذي تشكله "حماس"، التي قتلت 1200 شخص في هجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وأضاف "حتى إنهاء الموضوع، فإن أي وقف لإطلاق النار لن يكون مستداماً في نهاية المطاف".
وسبق أن حذر اللورد كاميرون إسرائيل من "ضرورة بذل مزيد من الجهد للتمييز بشكل كاف بين الإرهابيين والمدنيين، لضمان أن تستهدف حملتها قادة ’حماس‘ ونشطاءها".
ولفت أيضاً إلى أنه "كلما جاء (وقف إطلاق النار الدائم) في وقت أسرع كان ذلك أفضل. فالحاجة إليه ملحة". إلا أنه من غير المرجح أن تكون هذه هي المحاولة الأخيرة للمجتمع الدولي بغرض ممارسة نفوذه ودبلوماسيته قبل أن نصل إلى ذلك اليوم [وقف إطلاق النار].
© The Independent