أنهى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارةً رسميةً إلى دولة الكويت استغرقت يومين، عقد خلالها مباحثات رسميَّة مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح.
وتناولت الزيارة عديداً من القضايا المشتركة والملفات الإقليمية المعقَّدة، سواء فيما يتعلق بالملف الإيراني الأميركي، فضلاً عن ملفات حيوية أخرى كالعراق وسوريا وليبيا.
أمن الخليج هو أمن مصر
وقال أمير الكويت لدى استقباله السيسي، إن "مصر تتمتع بمكانة خاصة لدى الشعب الكويتي"، مشيداً بدور "مصر المحوري في دعم أمن واستقرار الدول العربية، وجهودها المقدرة لتعزيز العمل العربي المشترك على جميع المستويات".
وأكد الشيخ صباح الأحمد "تطلع الكويت لمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات، خصوصاً على المستويين الاقتصادي والتنموي".
أمَّا الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد أن "الأمن القومي للكويت ودول الخليج جزءٌ لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وحرص مصر على الاستمرار في تفعيل أطر التعاون القائمة بين البلدين على شتى الأصعدة"، مشيداً بالجهود التي تقوم بها "الكويت للمساهمة في التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالوطن العربي، خصوصاً فيما يتعلق بتسوية الأزمة اليمنية".
فرص استثمارية
المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بسام راضي، قال إن المباحثات "تطرقت إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما على المستوى الاقتصادي، في ضوء تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، إذ ناقش الجانبان الفرص الاستثمارية المتاحة بمصر في ضوء المزايا والحوافز التي يقدمها قانون الاستثمار الجديد".
وأضاف أن المباحثات تناولت عدد من الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم تأكيد أهمية تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات المختلفة غير المسبوقة التي تشهدها المنطقة، في ضوء تعدد وخطورة الأزمات التي تشهدها بعض الدول العربية.
تكثيف التعاون الأمني
واستعرض الجانبان، حسب راضي، "جهود مكافحة الإرهاب، حيث تم التوافق على تكثيف وتعزيز التعاون الأمني بين البلدين، واستمرار التعاون لمواجهة القوى الإرهابية التي تسعى إلى بث الفتنة والتخريب في مختلف الدول".
وتزامناً مع الزيارة، أعلنت السلطات المصرية أنها شنّت حملة أمنية موسعة في محافظة الفيوم، أسفرت عن القبض على عدد من المشتبه تورطهم بالخلية الإرهابية التي كشفت عنها الكويت أخيراً، وعرفت بـ"خلية الإخوان" ورحّل أعضاؤها بعد التحقيق معهم إلى القاهرة.
توقيع مذكرة تفاهم
وانسجاماً مع التعاون الأمني الكويتي المصري شهدت الزيارة توقيع النيابة العامة الكويتية ونظيرتها المصرية، مذكرة تفاهم مشتركة بين الجانبين، تتضمن مجموعة من النقاط، أبرزها تبادل المعلومات بين النيابتين، والإنابات القضائية، والمساعدات القضائية التي تتم وفق القنوات الدبلوماسية، إضافة إلى تنظيم الدورات والتنسيق في المحافل والمواقف الإقليمية والدولية، وتبادل الزيارات وإجراء ورش العمل والبرامج القانونية المشتركة.
ملفات لم تغب عن المناقشات
الباحث الكويتي الدكتور عايد المناع وصف، في اتصال هاتفي مع "اندبندنت عربية"، زيارة السيسي إلى الكويت بـ"الأخوية"، مشيراً إلى أن "الكويتيين تجمعهم علاقة مميزة مع مصر، إذ يوجد نحو 170 ألف سائح يزورون مصر سنوياً، فضلاً عن استثمارات كويتية في القاهرة تقدر بنحو 15 مليار دولار أميركي".
وعن جلسة المباحثات الكويتية المصرية، قال أتوقع "أن هناك ملفات لم تغب عن المناقشات، منها ملف العمالة المصرية بالكويت، التي تقدر بنحو 700 ألف مصري، أغلبهم من العمالة المنتجة والمفيدة"، مرجحاً "طلب الرئيس السيسي زيادتها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ناقش البرلمان الكويتي في الفترة الأخيرة ارتفاع أرقام المصريين العاملين بالكويت، كانت محل نقاش إعلامي أيضاً.
وأضاف المناع "الأوضاع المقلقة بالمنطقة، ومنها التوتر الإيراني الأميركي كانت محل نقاش، فالدور المصري مهم، فهي عضو في التحالف العربي لمواجهة الاٍرهاب والحوثيين"، مشيراً إلى أن "مصر تعاني بشدة من الاٍرهاب".
وأكد الباحث الكويتي أن "الكويت تقف مع مصر في مواجهة هذه الأعمال العدائية وخير دليل على ذلك تسليم الكويت عددا من المصريين المطلوبين لدى السلطات المصرية إلى القاهرة".
دعم اقتصادي واستثماري
وذكرت مصادر، في تصريحات خاصة، أن "ملفات متعلقة بقروض ومنح لمصر تم تناولها في اللقاء".
وتعقيباً على ما ذكرته المصادر قال مناع "ربما تحتاج مصر إلى مزيدٍ من الدعم، فهي بلد كبير، وقد تكون إمكاناتها غير كافية، فلا أستبعد أيضاً من الرئيس السيسي السعي لمزيد من الدعم الاقتصادي والاستثماري، وفتح ملفات الاستثمار والقروض لمصر".
يذكر أن هذه الزيارة تعد الزيارة الثالثة للرئيس السيسي إلى الكويت منذ توليه الرئاسة في يونيو (حزيران) 2014، إذ كانت الأولى في يناير (كانون الثاني) 2015، والثانية في مايو (أيار) 2017.