تلوح حلول وشيكة في أفق ملف شمال سوريا، يُرجح أن ترسم ملامح جديدة في محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة السورية، وسط أنباء عن وجود طرحٍ يقضي بحلّ تنظيم "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقاً) نفسه، وحلّه "حكومة الإنقاذ" التابعة له.
تعقيدات الشمال
وتناقلت مصادر إعلامية سورية أنباء من مصادر معارضة في إدلب حول مفاوضات جارية بين التنظيمات المتشددة (النصرة والجبهة الوطنية للتحرير وفيلق الشام) لتسليم المناطق إلى حكومة جديدة. ولم تحدد المصادر المعارِضة في حديثها عن المفاوضات، ماهية الحكومة الجديدة أو أيديولوجياتها وطريقة تعاملها مع الملف في إدلب بعدما أصبح شديد التعقيد. من جهة ثانية، يرى مراقبون أنه في حال حدوث تطور في هذا السياق سيكون تسليم البلاد إلى حكومة تتبع إلى "الائتلاف الوطني السوري المعارض"، المدعوم تركياً أمراً وارداً.
وإن حدث ذلك، فسيخلّص أنقرة من عقدة دعم "النصرة" ويعطي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجالاً واسعاً للتفاوض بعيداً من اتهامات تتوالى عليه، تؤكد دعمه فصائل متشددة تتبع ذلك الفصيل الموالي لتنظيم "القاعدة" في إدلب، بخاصة أنه يطمح إلى حل مشكلة هذه المدينة مع الروس منذ اتفاق سوتشي في عام 2018 والالتفات نحو تحقيق منطقة آمنة لبلاده.
الهروب من إدلب
وتظاهر آلاف من النازحين الفارين من المعارك الأخيرة في ريف إدلب الجنوبي عند نقطة حدودية مع تركيا تسمى "باب الهوى"، هي الأقرب إلى بلدتي الأتارب والدانا من الطرف السوري ومدينة ريحانلي في محافظة هاتاي التركية.
وكانت "الجاندرما" التركية (الشرطة الحدودية) أغلقت أبوابها بوجه النازحين في النقطة بعد تدفق آلاف السوريين بهدف تسهيل الهجرة إلى أوروبا من طريق تركيا.
وطالب المتظاهرون بفتح أبواب الهجرة أو وقف الهجوم على إدلب والتحرك ضد الأتراك بعدما كانت تركيا داعمة المعارضين في المدينة وريفها.
في المقابل، عمّت التظاهرات في النقطة الحدودية وسط إطلاق نار من رجال الشرطة التركية. ونددت التظاهرات بتركيا الدولة الحليفة، ووصلت إلى حد وصفها بالاحتلال.
كما رفع المتظاهرون لافتات وشعارات ضد إسطنبول ونددوا بتخليها عنهم "بالاتفاق مع روسيا لتدمير إدلب"، مرددين هتافات طالبت بخروج "الاحتلال التركي من الأراضي السورية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
استهجان دولي
من جهة أخرى، استنكرت جهات دولية إغلاق معبر باب الهوى بوجه السوريين، إذ إنه المنفذ الوحيد للهروب من الأراضي السورية، فاستنكرت مؤسسة مصر السلام للتنمية وحقوق الإنسان قيام السلطات التركية بإطلاق النار وقنابل الغاز على السوريين الهاربين من مناطق القتال.
وطالب ناشطون من محافظة إدلب، بتدخل المجتمع الدولي والنظر إلى الأوضاع الإنسانية التي يعيشها الناجون من الحرب المندلعة هناك. وناشدوا المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، النظر والإسهام بمعاناة السوريين على الحدود السورية - التركية.
وطلب ناشطون في المجال الإنساني والإغاثي من مفوضية اللاجئين تحسين ظروف المدنيين الفارين من الحرب، الذين ارتفع عددهم في المعارك الأخيرة في خان الشيخون وريف معرة النعمان إلى ما يقارب المليون نازح.
وذكّر الناشطون بالاتفاق الموقع في 17 ديسمبر (كانون الثاني) 2018 وأقرت به الأمم المتحدة الميثاق العالمي بشأن اللاجئين وتحسين الاستجابة الدولية لحالات اللاجئين والأشخاص الذين يستضيفونهم بالدعم الذي يحتاجون إليه.
على المقلب الآخر، أهابت إدارة معبر باب الهوى عبر موقعها الإلكتروني بأصحاب إجازات عيد الأضحى، التقيد التام بموعد عودتهم وذلك منعاً للازدحام والفوضى.
وأعلنت إدارة المعبر الحدودي العودة إلى العمل بشكل طبيعي بعد إغلاق دام يوماً كاملاً.
حكومة جديدة
في غضون ذلك، قال المعارض السوري ميشيل كيلو إنه في حال إخفاق أنقرة في حل عقدة "النصرة" فإن إدلب كلها ستقع تحت سيطرة القوات السورية المدعومة من روسيا وذلك في تسجيل صوتي تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وصادقت "الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري" المعارض على التشكيلة الجديدة للحكومة السورية المؤقتة التي تسيطر على مناطق ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي، ويرأسها عبد الرحمن مصطفى. وتسلم حقيبة الدفاع اللواء المعارض سليم عمر إدريس.