ملخص
استبدل الفلسطينيون بشجرة أعياد الميلاد مجسم الطفل يسوع ووالدته السيدة مريم العذراء وحولهما مجسمات للأنقاض تضامناً مع غزة.
بعد إلغاء الاحتفالات بأعياد الميلاد واقتصارها على الشعائر الدينية بإقامة مغارة "الميلاد تحت الأنقاض" أمام كنيسة المهد في مدينة بيت لحم أحيا الفلسطينيون عيد الميلاد المجيد، في ظل إلغاء الاحتفالات السنوية، بسبب الحرب على غزة، وذلك للمرة الأولى منذ 20 عاماً.
واستبدل الفلسطينيون مجسم الطفل يسوع ووالدته السيدة مريم العذراء وحولهما مجسمات للأنقاض بشجرة أعياد الميلاد التي تنصب سنوياً في بيت لحم، وغيرها من المدن الفلسطينية.
وعلى شكل خريطة قطاع غزة أقيمت المغارة، التي تحتضن بين جدرانها العائلة المقدسة، والأطفال الذين ارتقوا كالملائكة تنظر من السماء، وفي الوسط مجسم للسيدة مريم العذراء تحمل الطفل يسوع بين الأنقاض.
وغابت احتفالات أعياد الميلاد عن المدن الفلسطينية التي تتزامن هذه السنة مع حرب تشنها إسرائيل منذ 79 يوماً على قطاع غزة سببت قتل أكثر من 20 ألف فلسطيني وتهجير مئات الآلاف من أهالي قطاع غزة يعانى معظمهم من المجاعة وسوء الخدمات.
وفي حزن واضح داخل كنيسة المهد وسط مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، قرعت الأجراس وأقيمت الصلوات من أجل انتهاء الحرب في قطاع غزة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وألغى رؤساء كنائس القدس بشكل جماعي الاحتفالات كافة بأعياد الميلاد للطوائف المسيحية مع الإبقاء على الصلوات والشعائر الدينية.
ودخل موكب بطريرك اللاتين القدس الكاردينال بيير باتيستا بيتسابالا مدينة بيت لحم قادماً من القدس وهو محاط بـ200 فلسطيني من الكشافة، وهم يرفعون العلم الفلسطيني، ولافتات كتب عليها بلغات مختلفة عبارات منددة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتخلو ساحة كنيسة المهد وشوارع بيت لحم من مظاهر الاحتفالات كافة، حيث اختفت الزينة من شوارع وأحياء المحافظة، كما غاب ملايين السياح الأجانب عن المدينة التي اعتادوا على زيارتها طوال أيام السنة بخاصة في أعياد الميلاد.
وتعاني فنادق بيت لحم والمدن الفلسطينية من غياب السياح، فيما تشهد أسواق المدن ومتاجرها ركوداً شاملاً.
عباس يدين
وفي كلمته بمناسبة بدء أعياد الميلاد، عبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن أمله "في أن يجعل الله عيد الميلاد هذا العام موعداً لوقف الحرب والعدوان على شعبنا في غزة، وسائر الأرض الفلسطينية".
وقال الرئيس عباس، إن بيت لحم "تعيش حزناً لم تره قبل هذا اليوم، قوى الاحتلال تبطش وتقتل أطفال فلسطين، وتختطف الابتسامة البريئة من وجوه الأحياء منهم".
وأوضح أن "هذا القتل والإرهاب، ومحاولات التهجير القسري، وتدمير آلاف البيوت يذكرنا بما حدث في نكبة عام 1948"، مضيفاً أن "نهر الدماء والتضحيات الجمة والعذابات والصمود البطولي لشعبنا على أرضه هو الطريق نحو الحرية والكرامة".
وتابع الرئيس الفلسطيني، "سنواصل نضالنا لنيل حقوقنا المشروعة، في العيش على تراب أرض فلسطين، في دولة حرة مستقلة وكاملة السيادة".
مدينة الميلاد حزينة
وأمام كنيسة المهد وخلال افتتاح المغارة، قالت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة، إن الشعب الفلسطيني يعيش في هذه الأيام "أصعب وأحلك الظروف والأوقات نتيجة ما يعانيه أهلنا في قطاع غزة المحاصر".
وأشارت إلى أن "العالم يحتفل بعيد الميلاد المجيد" فيما "مدينة الميلاد حزينة كئيبة متألمة، فأطفالها وشبابها ونساؤها ورجالها يعتريهم الخوف والحزن والألم مما يجري".
وأوضحت معايعة أن "بيت لحم كباقي المدن الفلسطينية محاصرة بالكامل ومغلقة لا يستطيع أحد الوصول إليها ولا الخروج منها"، مضيفة أن "أهلها بلا عمل، وبلا أمل نتيجة تعطل وتوقف حركة السياحة الوافدة إليها والتي تشكل عصب الاقتصاد فيها".
وطالبت العالم "بالانتصار للحق ضد الظلم، والعمل على إلزام إسرائيل وقف إطلاق النار، والكف عن قتل الأطفال والنساء، والعمل على إحلال سلام عادل وشامل يضمن لشعبنا أن يحيا ككل شعوب الأرض بحرية وكرامة وعدل على أرضه".
وقال رئيس بلدية بيت لحم حنا حنانيا، إن المدينة تبعث "رسالة حزن وغضب ورفض كامل للعدوان على قطاع غزة والشعب الفلسطيني بشكل عام"، موضحاً أن "غزة حاضرة هنا، فالمغارة ليست عادية فهي مدمرة بفعل القصف".