Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش السوداني يتصدى لهجوم على "سنار" والآمال تتعلق بلقاء الجنرالين

عسكرة وحشود للمقاومة الشعبية بالشرق والشمال وإصابات بين المدنيين جراء المعارك

نازحون فارون من ود مدني في ولاية الجزيرة السودانية يصلون إلى القضارف شرق البلاد (أ ف ب)

ملخص

معارك "سنار" تتواصل لليوم الثاني والجيش السوداني يتصدى للموجة الأولى.

تواصلت المعارك والاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" لليوم الثاني على التوالي على المشارف الغربية لمدينة سنار، وذلك بعد فترة هدوء قصيرة شهدها محيط المدينة مساء السبت الماضي، في وقت يسود فيه الذعر والارتباك وسط السكان، حيث أغلقت الأسواق ومعظم المرافق الصحية مع بدء حركة نزوح متصاعدة من النازحين القادمين من ولاية الجزيرة في رحلة جديدة صوب ولايات القضارف والبحر الأحمر ومدينة دنقلا بالولاية الشمالية.

أوضحت مصادر ميدانية أن الجيش تمكن أمس الأحد من صد موجة هجوم قوات "الدعم السريع" ومنع تقدمها نحو المدينة، مشيرة إلى حشد تعزيزات واستعدادات كبيرة لتأمين مواقع ونقاط الدفاع المتقدمة، وأن الطيران الحربي يتابع قصف متحركات العدو في محيط مصنع سكر سنار قرب منطقتي أم دلكه وود مكي، مما أدى إلى تشتتها وتراجعها صوب منطقة ود الحداد.

وأفاد مواطنون فروا من هناك بأن الخوف والهلع والتوتر يسيطر على السكان خشية تفاقم الوضع وفي أذهانهم تجربة ولاية الجزيرة، في وقت تكتظ الولاية بشكل خانق بالنازحين، مع شح ملحوظ في مياه الشرب والغذاء والدواء في مراكز الإيواء، فيما وجهت الإدارة المحلية نداءً إلى أصحاب المهن الصحية للتوجه إلى المستشفيات العامة والخاصة حتى لا ينهار النظام الصحي بالولاية.

أهداف عسكرية

يأتي تقدم قوات "الدعم السريع" في اتجاه ولاية سنار بعد خمسة أيام من سيطرتها على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد، بعد انسحاب قوات الفرقة الأولى مشاة التابعة للجيش من المدينة بشكل مفاجئ عقب أربعة أيام من القتال.

وكشف تجمع شباب ولاية سنار عن وقوع إصابات عدة بين المواطنين جراء المعارك والقصف الجوي الذي شنه طيران الجيش على محيط مصنع سكر سنار (15 كيلومتراً من مدينة سنار)، مناشداً المواطنين عدم الخروج والبقاء في منازلهم.

ويرى مراقبون أن قوات "الدعم السريع" تهدف من محاولة السيطرة على مدينة سنار جنوب ولاية الجزيرة، إلى استكمال حلقات الربط مع قواتها في الخرطوم وإتمام عزل قوات الجيش الموجودة هناك عن جنوب الجزيرة وقطع أي تعزيزات أو إمدادات عسكرية للجيش بهدف استعادة مدينة ود مدني.

في غرب الجزيرة شكت لجان مقاومة الحصاحيصا من استمرار انهماك قوات "الدعم السريع" في عمليات اقتحام منازل المواطنين وترويع الأسر والأطفال وسرقة ونهب سياراتهم في كل أحياء وقرى المنطقة وممارسة الابتزاز تحت تهديد السلاح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أوضح بيان للجان المقاومة أن جميع المستشفيات والمراكز الصحية والصيدليات العامة والخاصة في مدينة الحصاحيصا وأغلب القرى المجاورة خارج الخدمة بشكل كامل وتعرض معظمها للنهب والسلب والتخريب.

وكشفت اللجان عن شح وندرة المواد الغذائية والاستهلاكية والحاجات الأساسية والأدوية بسبب إغلاق الأسواق والصيدليات ونهب المخازن وانقطاع الكهرباء، فضلاً عن معاناة كبيرة لمرضى غسل الكلى نتيجة إغلاق مراكز الغسل وغياب أي وسائل لنقلهم للعلاج خارج المدينة.

حذرت اللجان من أن قوات "الدعم السريع" وأثناء توغلها في مدن وقرى جنوب الجزيرة استباحت أرواح المواطنين وممتلكاتهم، بنهب عرباتهم وترويعهم بالسلاح وقتل كل من لا يتعاون معهم ويرشدهم إلى منازل الأعيان في تلك المناطق.

من جانبها أعلنت قوات "الدعم السريع" رصدها قوة من المسلحين ترتكب عمليات نهب وإرهاب المواطنين، يجري متابعتها وتم بالفعل القبض على مجموعة منها، وشددت على الردع الصارم لكل من يضبط متورطاً في أي انتهاكات ضد المدنيين وتقديمه لمحكمة ميدان فورية بعقوبة تصل إلى درجة الإعدام.

المقاومة الشعبية

في ولايات نهر النيل الشمالية وكسلا والقضارف أعلن عن تشكيل لجان ذكر المشاركون فيها أنها نواة لبروز مقاتلي قوات المقاومة الشعبية.

وفي أعقاب سقوط مدينة القطينة بالنيل الأبيض تفقد والي الولاية المكلف، عمر الخليفة برفقة لجنة الأمن، الارتكازات المتقدمة للجيش في القطاع الشرقي بالولاية إلى جانب معسكرات قوات الاحتياط في منطقة كنانة، للوقوف على جاهزية القوات للدفاع عن الأرض والعرض وصد أي عدوان على الولاية.

لقاء الجنرالين

سياسياً تترقب الأوساط الشعبية والسياسية السودانية بأمل عريض اللقاء الثنائي المنتظر بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان والجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات "الدعم السريع" برعاية منظمة (إيغاد) والاتحاد الأفريقي وشركاء دوليين.

ووفق مصادر بالاتحاد الأفريقي فإن الترتيبات جارية لوضع اللمسات الأخيرة اللقاء، مرجحة أن يتم اللقاء خلال الأسبوع المقبل بمقر منظمة الإيغاد بجيبوتي، وفق أجندة محددة تركز على وقف إطلاق النار وحماية المدنيين والمساعدات الإنسانية، من دون الإغراق في أي تفصيلة خلافية.

وأعلنت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، برئاسة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، عن تواصلها مع منبر الوساطة الموحد والفاعلين فيه من المحيطين الإقليمي والعربي والأفريقي والدولي، لزيادة الضغوط على الطرفين لإعادة السلام بالبلاد.

أكدت (تقدم) استمرار الجهود والاتصالات مع قيادتي الجيش السوداني و"الدعم السريع" لإيقاف كارثة الحرب، وعقد اللقاء المباشر بينهما من دون شروط وفي أسرع وقت ممكن.

الأحزاب تجتمع

في الأثناء ينتظر أن تستضيف مدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان مطلع يناير (كانون الثاني) المقبل، اجتماعاً تشاورياً شاملاً لقادة الأحزاب والقوى السياسية والمدنية السودانية تحت رعاية الرئيس سلفاكير ميار ديت، بغرض البحث عن حل سلمي للصراع في السودان.

يحضر الاجتماع التشاوري وفق وزير شؤون الرئاسة بجنوب السودان، بانج غاسي، جميع قادة الأحزاب والتكتلات السياسية والقوى المدنية السودانية، بمن فيهم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) برئاسة حمدوك، كما وجهت الدعوة أيضاً إلى الحركات المسلحة غير الموقعة على اتفاق سلام جوبا.

حوار سوداني

في السياق أوضح تاج الدين بشير نيام، المحاضر في التفاوض والنزاعات والدبلوماسية وبناء السلام، أن الحل السياسي الدائم بالسودان يتطلب تفاوضاً وحواراً شاملاً يملكه ويقوده السودانيون من أصحاب المصلحة مع رعاية إقليمية.

أشار نيام إلى أن نحو (80 إلى 90) في المئة من الحروب والنزاعات في العالم تنتهي بالتفاوض، بل إنه حتى في حال انتصار طرف على الآخر تظل الحاجة إلى التفاوض قائمة، موضحاً أن إعلان الاستعداد للتفاوض المفضي إلى السلام العادل بلقاء (حميدتي) أو أي سوداني ينوب عنه، يجيء في سياق التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية بحثاً عن السلام، ومنوهاً بأن استمرار التحشيد الشعبي من قواعد المجتمع السوداني للدفاع عن العرض والأرض يعزز التماسك الداخلي، ولا يتعارض مع عملية التفاوض.

استقالة مفاجئة

إلى ذلك وعلى نحو مفاجئ أعلن مستشار القائد وكبير مفاوضي قوات "الدعم السريع" في منبر جدة، فارس النور، استقالته من منصبه من أجل التفرغ لدعم جهود وقف الحرب بحسب بيان الاستقالة.

أوضح البيان أن الهدف من التفاوض كان لحقن الدماء بالتوصل إلى اتفاق يسكت صوت الرصاص فوراً، يعقبه انطلاق حوار سياسي بين السودانيين للحل الشامل وتكوين حكومة مدنية، وتأسيس جيش مهني قومي واحد يحمي الدستور ويحفظ حدود الوطن.

جاء في حيثيات استقالة فارس أنه "تم خلال جولة التفاوض الأخيرة الاتفاق على 99 في المئة من مسودة وقف العدائيات، لكن وبينما شرعت الوساطة في الترتيب للتوقيع فوجئنا بتراجع وفد الجيش عن الاتفاق"، مشيراً إلى أن "الشيء المحير والمربك في الوقت نفسه ألا يكون للجيش قدرة على الحرب ولا يمتلك في الوقت ذاته الإرادة للسلام".

أقر المستشار المستقيل بأن الكلفة العالية لهذه الحرب وقعت على المواطن البسيط، مما يجعل الأولوية الوحيدة والمهمة والعاجلة هي إيقافها، داعياً إلى تشكيل رأي عام يضغط في هذا الاتجاه، مضيفاً "حتى أكون متجرداً في تلك الأولوية، فإني أتقدم باستقالتي لدعم جهود وقف الحرب".

الامتناع عن التدخل

أممياً دان مجلس الأمن الدولي توسع الحرب والهجمات على المدنيين في كل من الفاشر بدارفور وود مدني بولاية الجزيرة، وحادثة الاعتداء على بعثة الصليب الأحمر بالخرطوم، وأعرب الأعضاء عن قلقهم البالغ إزاء انتشار العنف.

ودعا المجلس في بيان له الدول الأعضاء إلى الامتناع عن التدخل الخارجي، وتأجيج الصراع، مؤكداً سيادة السودان وسلامة وحدته وأراضيه وفق ميثاق الأمم المتحدة.

وطالب البيان طرفي النزاع في السودان بالوفاء بالتزاماتهم في جدة، في ما يتعلق بالوقف الفوري للعدائيات وإيصال المساعدات الإنسانية، مشدداً على الدور الحاسم لمنبر جدة ودول الجوار، من أجل وقف الحرب.

المزيد من متابعات