قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض ، إن الولايات المتحدة "تشعر بقلق بالغ" إزاء تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شأن زيادة إنتاج إيران من اليورانيوم عالي التخصيب.
وأضاف المتحدث أن "التصعيد النووي الإيراني يثير القلق بقدر أكبر بينما يواصل الوكلاء الذين تدعمهم إيران أنشطتهم الخطرة والمزعزعة للاستقرار في المنطقة، بما في ذلك الهجوم القاتل الأخير بطائرات مسيرة ومحاولات أخرى لشن هجمات في العراق وسوريا وهجمات الحوثيين على سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر".
تسريع الوتيرة
سرعت إيران في الأسابيع الماضية من وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة وأعادتها لما كانت عليه مطلع السنة الحالية، وفق ما أظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء.
وأكدت الوكالة أن إيران "زادت من إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب خلال الأسابيع الماضية، بعد أن كانت خفضت وتيرة ذلك منتصف عام 2023".
وأشارت إلى أن مستوى الإنتاج اعتباراً من نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) وصل إلى زهاء تسعة كيلوغرامات شهرياً "مما يشكل زيادة على الكيلوغرامات الثلاثة التي كانت تنتج شهرياً اعتباراً من يونيو (حزيران)، وعودة إلى الكمية الشهرية من تسعة كيلوغرامات التي سجلت في الفصل الأول من 2023".
الرد الإيراني
وذكرت وسائل إعلام محلية أن محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قال اليوم الأربعاء إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية "ليس به جديد" إذ قال إن طهران عدلت عن إبطاء استمر شهورا في برنامج تخصيب اليورانيوم.
ونقلت وسائل الإعلام عن إسلامي قوله "لم نفعل شيئاً جديداً ونقوم بذات الأنشطة وفقاً للقواعد".
سلاح ذري
وتتهم دول غربية في مقدمها الولايات المتحدة وإسرائيل الجمهورية الإسلامية بالسعي إلى تطوير سلاح ذري، وهو ما تنفيه طهران على الدوام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعتبر خصوم الجمهورية الإسلامية أنه لا حاجة مدنية لإنتاج اليورانيوم بنسبة 60 في المئة، القريبة من نسبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام ذات الغايات العسكرية.
ورأى محللون متخصصون في الشأن الإيراني أن خطوة طهران السابقة بتخفيض وتيرة إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب، كانت بمثابة رسالة حسن نية حيال الولايات المتحدة بعد بدء الطرفين مفاوضات غير رسمية خلف الكواليس هدفت إلى تخفيض التوترات بينهما.
تصاعد التوتر
إلا أن التوتر تصاعد بين العدوين اللدودين في الأسابيع الأخيرة على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة، التي اندلعت في أكتوبر (تشرين الأول).
وكان تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في نوفمبر اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية، أفاد بأن مخزون طهران من اليورانيوم المخصب تضاعف بمقدار 22 مرة عن الحد الأقصى الذي يجيزه الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى الكبرى.
والاتفاق الذي أتاح رفع عقوبات اقتصادية عن طهران لقاء تقييد أنشطتها النووية باتت مفاعيله في حكم اللاغية مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب بلاده أحادياً منه عام 2018، معيداً فرض عقوبات قاسية.
التراجع تدريجاً
وردت إيران بعد نحو عام من ذلك ببدء التراجع تدريجاً عن غالبية التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.
وأبدى الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن استعداده للعودة إلى الاتفاق، وأجرت إيران وأطراف الاتفاق مباحثات على مدى أشهر، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، لم تؤدِ إلى نتيجة. وبلغت هذه المباحثات طريقاً مسدوداً اعتباراً من صيف عام 2022.
وفي نوفمبر، كان مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة يبلغ 597.1 كيلوغرام، واليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة 128.3 كيلوغرام.