Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دوي القصف على غزة صخب نفسي لسامعي الصمت

لم يمنع النزوح الصم عن متابعة أخبار الحرب ويترقبون ترجمة المقربين "النشرات" إلى لغة الإشارة

ملخص

نحو 20 ألف نسمة من ذوي الإعاقة السمعية في غزة يعيشون ويلات النزوح والحرب... إليكم تفاصيل أكثر عن معاناتهم

في معسكر خيام النازحين، تحرك ريم يديها بطريقة تفهمها أمها، وتسألها عن ما "إذا كانت الحرب على قطاع غزة ستطول أو هناك حديث عن هدنة"، فترد الأم سميرة هي الأخرى بحركات مفادها بأنه "لا معلومات عن ذلك الموضوع".

 

 

ريم فتاة من ذوي الإعاقة السمعية، لكنها على رغم ذلك غير منقطعة عن أخبار قطاع غزة، وتتابع الحرب باستمرار، وتعيش خوفاً من القصف الذي لا تسمعه لكنها تشعر به مع كل اهتزاز في الأرض.

أخبار الراديو

ساعدتنا الأم سميرة في ترجمة لغة الإشارة، عندما سألنا ريم عن كيف تعيش فترة الحرب، حيث تقول الفتاة "على رغم أنني من الصم لكن أدرك كل شيء يحدث في غزة، وأعاني مثل الآخرين من آثار هذه الحرب وربما أكثر منهم".

 

 

تهتم ريم بالأخبار، وتحضر جهاز الراديو إلى أمها يومياً لتسمع ما يقوله المذيع، وتترجم لها بلغة الإشارة الأنباء التي جاءت بالنشرة، فهي لا تحب أن تكون بمعزل عن واقع الحياة في قطاع غزة.

قصف الجوار

ولريم قصص مع الحرب، فعندما كانت في بيتها وسط مدينة غزة، تعرض منزل مجاور لسكنها للقصف، وتضيف الفتاة وتترجم الأم بسرعة "كنت نائمة، وقصفت الطائرات الإسرائيلية المنزل، فشعرت باهتزاز كأنه زلزال، وقتها تساقط على وجهي رمل، لأن بيتنا تضرر من الغارة".

 

 

فزعت ريم، وهرعت من مكانها، متابعة "كان الجو ممتلئاً بالدخان الأسود الكثيف، لم أر شيئاً، فعلمت أنها الحرب، وأن شيئاً أكثر سوءاً يحدث في غزة، وقتها بدأت أسال أهلي عما يجري، لكنهم أخفوا عني أن القتال قد بدأ".

كابوس النزوح

جربت ريم النزوح من غزة إلى الجنوب، وكانت تجربة قاسية عليها لأنها من فئة الصم، موضحة أنها تستعين بجهاز سماع لتتمكن من التمييز نسبياً بين الأصوات حولها، لكن نفدت البطاريات التي تشغلها، وبحثت كثيراً عنها ولم تجد بديلاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

النزوح بالنسبة لريم كابوس، إذ تشير الفتاة التي تحرك يديها بدلاً من الكلام، إلى أنها تعاني دخول الحمام والحصول على المياه، وبصعوبة يفهم من حولها ما تريده لأن فئة قليلة في القطاع تجيد فهم لغة الإشارة.

تحاول ريم باستمرار الاطمئنان عن أصدقائها من فئة الصم عن طريق الإنترنت، لكنها تؤكد أن الانقطاع المتواصل لهذه الخدمة جعلها تعجز عن متابعة أحوالهم، لذلك باتت تشعر بخوف شديد عليهم.

لغة الإشارة

في غزة يقدر عدد الأفراد من فئة الصم بنحو 20 ألف معوق سمعي، بحسب المعيار الدولي لمنظمة الصحة العالمية، وجميعهم عاشوا النزوح وويلات الحرب، وتأثروا نفسياً، إذ تؤكد منظمة "هيومن رايتس ووتش" أنهم غير معزولين عما يدور حولهم من حرب ضارية.

 

 

وفي حالة أخرى، تشعر ضحى وهي أيضاً من فئة الصم بكل شيء حولها، وفي حديثها ساعدتنا شقيقتها في ترجمة لغة الإشارة، إذ تقول "أصعب اللحظات عندما نشعر بالانفجارات القريبة والقوية التي كان يهتز المنزل بسببها، عشنا ظروفاً قاسية في رعب وقلق، أيام الحرب قاسية، ولا يهتم بنا أحد أو يسأل على أحوالنا مسؤول".

حياة متقلبة

ضحى التي كانت تدرس في الجامعة، وكانت تعيش قبل الحرب حياة طبيعية هادئة، انقلبت حياتها رأساً على عقب، مضيفة "أشعر بنقص الإحساس وانعدام الأمان، إضافة إلى النقص الشديد في متطلبات الحياة الأساسية".

 

 

تشعر ضحى بالخوف الشديد واليأس لعدم قدرتها على سماع ما يجري حولها، إضافة إلى عدم استطاعتها النوم في غرفتها الخاصة بسبب الانفجارات الشديدة التي تنتج منها اهتزازات ضخمة تشعر بها.

حرب مختلفة

وفي سياق متصل، تقول فتاة أخرى من الصم تدعى تالين "بعض الأشخاص يعتقد أننا لا نعيش في الأحداث من حولنا، لكن ذلك غير صحيح، شاهدت الدمار الضخم الذي حل في غزة، ورأيت صور الضحايا، وعشت تجربة ندرة الطعام".

 

 

وتضيف تالين وهي تتحدث بلغة الإشارة "هذه الحرب صعبة جداً، عرفت ذلك من الصور التي شاهدتها، فلم أر جحم دمار مثل هذا، كل شيء حولي يقول إننا نعيش أصعب قتال، لا أفهم ما يجري بالتفصيل، لكن الأمور المهمة أتابعها وأحاول العيش معها".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير