Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صراع ود مدني يدفع المرضى إلى الفرار نحو الموت

سقوط المدينة في أيدي "الدعم السريع" يعطل المرافق الصحية ونزوح الحالات الحرجة يفقدهم أمل العلاج

22 مستشفى ومركزاً علاجياً حكومياً وخاصاً في ود مدني توقفت عن تقديم العلاج (أ ف ب)

ملخص

22 مستشفى ومركزاً علاجياً حكومياً وخاصاً في ود مدني توقفت عن تقديم العلاج... فماذا عن مصير المرضى والحالات الحرجة؟

يعيش آلاف من المرضى في السودان حالة من اليأس والقلق والإحباط على وضعهم الصحي بخاصة المصابون بالفشل الكلوي والسرطان وأزمة القلب والحالات الطبية المستعصية، إذ أسهم اتساع رقعة الحرب وتمددها إلى ولاية الجزيرة جنوب الخرطوم في تفاقم الأوضاع الإنسانية وانحدارها نحو الكارثة.

وتعد مدينة ود مدني ثاني أكبر مركز لتقديم الخدمات الصحية الدقيقة والمتخصصة مثل علاج وجراحة المخ والأعصاب والكبد والقلب والصدر والكلى، وباتت الوجهة الوحيدة المتاحة للسودانيين عقب انهيار القطاع في العاصمة منذ الأشهر الأولى لاندلاع الصراع المسلح، حتى انتقل النزاع إليها.

خارج الخدمة

إلى ذلك قالت نقابة أطباء السودان، إن جميع المرافق الصحية بمدينة ود مدني خارج الخدمة، جراء الصراع الدائر في الولاية بين الجيش و"الدعم السريع".

وأشارت في بيان إلى أن "جميع المرافق الصحية الحكومية والخاصة في المدينة خارج الخدمة". ولفت البيان إلى أن "22 مستشفى ومركزاً علاجياً حكومياً وخاصاً في ود مدني توقفت عن تقديم العلاج، بما فيها المستشفى التعليمي أكبر مشفى حكومي بالمدينة".

ونوهت النقابة إلى أن "عمليات نهب وتخريب واسعة لمستشفيات المدينة، مما يؤدي إلى انهيار كامل وخطر في المنظومة الصحية"، وتحدث البيان أيضاً عن "استشهاد اثنين من الكوادر الطبية، إثر اعتداء على مستشفى رفاعة التعليمي شرق ولاية الجزيرة".

أوضاع مأسوية

في الأثناء عانى المرضى الأمرين عقب توقف الخدمات الصحية في ود مدني، إذ يقول نوح التوم الذي رافق والدته في رحلة البحث عن العلاج، إن "تفاقم الأزمة دفع مواطنين كثراً إلى اللجوء لخيارات جديدة في ظل ظروف صعبة للغاية، خصوصاً مشكلة وسائل النقل وارتفاع أسعار التذاكر لمعدلات قياسية من دون مراعاة لأوضاع المرضى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف التوم أن "رحلة خروجه من مدني إلى ولاية سنار استغرقت 12 ساعة نظراً إلى توقف خدمات عربات الإسعاف ليضطر للاستعانة بوسيلة النقل البدائية (عربة الكارو) التي يجرها حمار، وبعد مسافة طويلة استغل سيارة على ثلاث مراحل من أجل الوصول إلى المستشفى مما أدى لتدهور الوضع الصحي لوالدته".

وأوضح التوم أن "عدم الانتظام في عمليات غسيل الكلى والعلاج المستمر سبب فقر الدم والتعب والهزال لوالدته، مما نتج منه ضعف في عضلة القلب ومشكلات صحية أخرى".

وتابع المتحدث "يعيش مرضى الكلى في ولاية الجزيرة أوضاعاً صعبة ومأسوية وحال لم يتمكنوا من تلقي العلاج اللازم على وجه السرعة سيفقد كثر حياتهم نتيجة للظروف الحالية التي تعانيها البلاد".

كارثة إنسانية

واعتبر المتخصص في أمراض القلب خالد فضل أن "ما حدث في مدينة ود مدني يمثل كارثة إنسانية، ونحن الآن على أعتاب أوضاع معقدة في ما يخص الخدمات العلاجية في البلاد كافة، بخاصة الدقيقة والمتخصصة مثل علاج السرطان وطب وجراحة الكلى وجراحة المخ والأعصاب، وكذلك الكبد والقلب والصدر".

ويخشى فضل توقف المستشفيات التخصصية في حال تطورت العمليات العسكرية، وما يصحب ذلك من انفلات أمني ونزوح ما تبقى من الأطباء والكوادر الصحية وتزداد الأمور تعقيداً بإغلاق الصيدليات".

وأشار المتخصص في أمراض القلب إلى أن "المرضى يحتاجون إلى أحد ينقلهم إلى المرافق الصحية من أجل إنقاذ حياتهم، في وقت باتت عملية الإسعاف نفسها مهمة ليست بالسهولة، لا سيما في ظل غياب خدمة طوارئ الإسعاف، مما قد يعرض حياة الحالات الحرجة للموت في أي لحظة".

البحث عن حلول

من جانبه يقول كمال شيخ الدين الذي يتلقى العلاج في مدينة ود مدني، إنه "اضطر لمغادرة المدينة من أجل البحث عن حلول والحصول على خدمة صحية في منطقة جديدة حتى لا تتدهور حالته ويفقد القدرة على الحركة نظراً إلى عدم وجود مرافق معه من أسرته".

وأضاف شيخ الدين أن "الأدوية الكيماوية الضرورية نفدت تماماً، وحتى المتوفرة في الصيدليات، على قلتها ارتفعت أسعارها بصورة خيالية، والمواطن لا يستطيع تحمل كل هذه المصروفات في ظل الظروف الحالية".

ولفت كمال إلى أن "شقيقته تعاني مشكلات في القلب وتحتاج لعناية طبية عاجلة لا تحتمل الانتظار، وعلى رغم من ذلك فشل في إيجاد مستشفى بولاية الجزيرة ليضطر إلى السفر لمدينة كسلا شرق البلاد للبحث من جديد".

وبدوره رأي الطبيب في أحد مستشفيات ولاية الجزيرة محمد عباس أن "هناك صعوبة في علاج المرضى والتأخر في طلب المساعدة الطبية يعني تدهور صحة كثير من أصحاب الحالات الحرجة، نعاني من نقص كبير بوحدات الدم وغيرها من المعينات الضرورية".

ونوه عباس إلى أن "المستشفيات باتت أمام ظروف إنسانية صعبة في ظل اضطرارها للموازنة بين قدرات الاستيعاب المحدودة والمسؤوليات الصعبة المرتبطة باستقبال مرضى لا تستطيع توفير علاجات مناسبة لهم".

وناشد الطبيب السوداني طرفي الصراع وضع السلاح جانباً واللجوء إلى الحلول السلمية وتجنيب البلاد خطر الدمار".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات