ملخص
رفع تجار التجزئة الأسعار أعلى بكثير من معدل التضخم مما أدى إلى رد فعل عنيف من المستهلكين
تبدو المحلات التجارية في شارع بوند ستريت في لندن وجادة مونتين في باريس وجادة ماديسون في مانهاتن باردة مثل فصل الشتاء، حيث يقف الموظفون غير المبتسمين بملابسهم الكشميرية السوداء ينفضون الغبار ويرتبون، ثم يعيدون ترتيب الخزانات التي تعرض مجموعات أزياء ربيع/ صيف 2024. التفاصيل الوحيدة التي تشوه هذه اللوحة الأنيقة هي اللافتة الموجودة في عديد من النوافذ التي كتب عليها بيع خصم يصل إلى 60 في المئة، والصورة أبشع على الإنترنت، إضافة إلى أن الأمر لا يقتصر على الملابس الأنيقة التي يتم بيعها بأسعار زهيدة، إذ تتحول شركات بأكملها إلى أيد عاملة رخيصة الثمن.
وبحسب صحيفة "التايمز" تم محو نحو 270 مليار دولار من قيمة ماركات الأزياء البارزة ومنصات التجارة الإلكترونية الفاخرة في العالم في الأشهر الأخيرة، مع تضييق المستهلكين لأحزمة "غوتشي".
ووسط تباطؤ النمو انخفضت القيمة السوقية لشركة "لوي فوتون" أكبر مجموعة للسلع الفاخرة في العالم، من ذروة بلغت 430 مليار جنيه استرليني (547.8 مليار دولار) إلى أقل من 350 مليار استرليني (445.9 مليار دولار) عند أدنى مستوياتها.
شركة "نورديسك"
ولم تعد "لوي فوتون" الأكثر قيمة في أوروبا، إذ يذهب هذا الشرف الآن إلى شركة "نورديسك"، الشركة المصنعة لعقاري إنقاص الوزن "أوزومبيك" و"ويغوفي".
وعانت شركة "كيرينغ" المنافسة - التي تمتلك "غوتشي وسان لوران وبوتيغا فينيتا وألكسندر ماكوين" - من خفض مبيعاتها بنسبة تسعة في المئة إلى 4.46 مليار يورو (5.6 مليار دولار) في الربع الثالث من هذا العام، مما أدى إلى خفض سعر سهمها إلى مستوى منخفض بلغ 376 يورو (415.6 دولار) من أعلى مستوى في بداية العام 603 يوروهات (666.5 دولار).
واستحوذت "فريزرز غروب" التابعة لمايك آشلي، ذات الأسعار المرتفعة، على شركة "ماتشيزفاشين"، وهي شركة بيع الملابس الفاخرة على الإنترنت ومقرها مايفير، من "أبيكس بارتنرز" مقابل ما يزيد قليلاً على 50 مليون جنيه استرليني (63.7 مليون دولار) في وقت سابق من هذا الشهر، بعد أن عانت الخفض للعام الثالث على التوالي وانزلاق مبيعاتها. وكانت شركة الأسهم الخاصة استحوذت على حصة غالبية في "ماتشيزفاشين" في عام 2017 من المؤسسين توم وروث تشابمان في صفقة تقدر قيمتها بمليار دولار.
وجاء البيع بسعر بخس بعد يومين من بيع "فارفيتش"، منافس "ماتشيزفاشين"، إلى شركة "كوبانغ" العملاقة للتجارة الإلكترونية في كوريا الجنوبية، التي قدمت 390 مليون جنيه استرليني (496.8 مليون دولار) في تمويل طارئ لتجنب الإفلاس. وخسرت شركة البيع بالتجزئة الإلكترونية، ومقرها لندن، أكثر من 90 في المئة من قيمتها السوقية في العامين الماضيين.
"هذا هو شتاء السخط في عالم الموضة"
وحذرت شركة "بيربري البريطانية" - التي تمر بمرحلة تحول في ظل رئيسها التنفيذي الجديد جوناثان أكيرويد والمصمم الجديد دانييل لي - من أنها قد لا تكون قادرة على تلبية توقعاتها الأصلية بنمو إيراداتها بعد أن انخفضت إيراداتها من خانتين.
ويمكن أن تكون منصة التجارة الإلكترونية "مايثيريسا" هي قطعة الدومينو التالية التي سيتم إطاحتها، إذ يقول رئيسها التنفيذي، مايكل كليغر، إنها تعاني "أسوأ ظروف في السوق منذ عام 2008".
أيضاً اعترف رئيس شركة "ريتشمونت"، يوهان روبرت المالك السويسري لشركة "كارتييه" وشركات صناعة الساعات بما في ذلك "آي دبليو سي" و"فاشيرون كونستانتين"، إضافة إلى متاجر التجزئة عبر الإنترنت المتعثرة "نيت أي بورتر"، أن "الرفاهية تشعر بالضغط". وقال الرئيس العالمي لأبحاث المستهلكين والتجزئة في بنك "أتش أس بي سي" إروان رامبورغ، إن "النمو الكبير بعد الإغلاق" انتهى.
ومنذ أن بدأ المستهلكون الأثرياء في الإنفاق على السلع الفاخرة خلال الوباء - عندما أصبح التسوق عبر الإنترنت شكلاً من أشكال العلاج لأغنى واحد في المئة - توقع المحللون بانتظام نهاية الطفرة، وفي كل مرة كان المستهلكون يتحدونها حتى الآن. وقال جون هوكس، البريطاني الذي كان اليد اليمنى لجورجيو أرماني أولاً ثم رالف لورين، والذي يدير الآن شركته الاستشارية الخاصة للبيع بالتجزئة "هذا هو شتاء السخط في عالم الموضة".