يبدو أن دوامة الأزمة الاقتصادية التي هددت نادي برشلونة الإسباني في السنوات الثلاث الأخيرة لن تهدأ قريباً حتى بعد اتخاذ إدارته برئاسة خوان لابورتا إجراءات غير مسبوقة في عالم تمويل نشاطات كرة القدم وتقليل الديون والمصروفات، حيث قرر النادي الكتالوني بدء العام الجديد بتحرك قضائي ضد أحد شركائه التجاريين بحثاً عن جني أموال تساعده على تدعيم صفوفه خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية.
واتجه برشلونة لمقاضاة مجموعة "ليبيرو" الألمانية لفشلها في سداد التزامها المالي البالغ 40 مليون يورو (44 مليون دولار)، والذي كان مخصصاً لشراء حصة بنسبة 10 في المئة من مشروع "بارسا فيجن"، وهي صفقة تم إبرامها من خلال وسيط هو شركة "بريدجبرغ إنفست"، لكنها لم تتم في النهاية.
وكانت مجموعة "ليبرو" المتخصصة في ضخ رأس المال في شركات كرة القدم عبر القارة الأوروبية، أعلنت في الـ11 من أغسطس (آب) دخولها في شراكة استراتيجية مع نادي برشلونة، عبر الاستحواذ على حصة بنسبة 9.8 في المئة من شركة "بريدجبرغ إنفست" وهي الشركة القابضة لمشروع "بارسا فيجن" الذي يعد المنصة المركزية لنادي برشلونة في ما يخص إنتاج وتسويق كل المحتوى الرقمي الجديد للنادي بما في ذلك تطبيقات "ويب ثلاثة" و"بلوك تشين" و"أن أف تي أس" و"مالتي فيرس"، وهي جزء أساس من استراتيجية "إسباي بارسا ديجيتال" الخاصة بنادي برشلونة.
وكشفت مصادر من نادي برشلونة أن الشركة التي تتخذ من مدينة فرانكفورت مقراً لها كان من المفترض أن تدفع مبلغ الشراكة في أغسطس الماضي لكنها طلبت تأجيل الموعد النهائي للدفع حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2023، لكنها لم تسدد، فاتجه برشلونة فوراً لبدء الإجراءات القانونية لاسترداد المبلغ المستحق، وفي الوقت نفسه بدأ في استكشاف البدائل للعثور على مشتر لحصة الـ10 في المئة في "بارسا فيجن" ليحل محل الصندوق الاستثماري الألماني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحصل برشلونة على 200 مليون يورو (221.4 مليون دولار) من بيع نسبة 49 في المئة من "بارسا فيجن" إلى شركتي "أورفيوس ميديا" و"سوسيوس دوت كوم"، ثم تدخلت مجموعة "ليبيرو" وشريكتها "نيبا" لإعادة شراء نسبة 29.5 في المئة من الحصة الأصلية التي تم بيعها خلال صيف 2022.
وبعد نجاح مجلس الإدارة الحالي لبرشلونة برئاسة خوان لابورتا في الانتخابات الاستثنائية التي تمت بعد استقالة الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو، اكتشف الفريق الإداري الجديد مدى الأزمة المالية الضخمة التي يمر بها النادي وأن ديونه تخطت حاجز الـ1.34 مليار يورو (1.44 مليار دولار).
واتجه لابورتا ورجاله إلى بيع حقوق النادي المستقبلية في سبيل تدبير أموال آنية للحصول على موافقة رابطة الدوري الإسباني على إيرادات صفقة بيع حقوق البث والحقوق التجارية وسداد أجزاء من الديون.
ويمتلك برشلونة أكثر من 330 مليون مشجع حول العالم، إضافة إلى أكثر من 500 مليون متابع عبر مجموعة واسعة من وسائل التواصل الاجتماعي، ويعد النادي الكتالوني إحدى أكثر العلامات التجارية الرياضية قيمة في العالم.
