Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما هو التحكيم بمساعدة الفيديو VAR وكيف يعمل وما أكبر مشكلاته؟

لا تزال هذه التقنية موضوعاً ساخناً في الدوري الإنكليزي الممتاز وهو ما يعرض رابطة حكام كرة القدم المحترفين في المملكة المتحدة وكذلك مسؤولي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) للضغوط والانتقادات

إحدى الحوادث التي لا يمكنها الخضوع إلى مسألة الرأي، بل كانت خطأ واضحاً تماماً، كانت هدف لويس دياز لليفربول ضد توتنهام الذي ألغي بداعي التسلل (غيتي)

ملخص

إحدى الحوادث التي لا يمكنها الخضوع إلى مسألة الرأي، بل كانت خطأ واضحاً تماماً، كانت هدف لويس دياز لليفربول ضد توتنهام الذي ألغي بداعي التسلل. مع ذلك، ظل قرار الإلغاء سارياً حتى بعد قيام مسؤولو الـVAR بمراجعة الأمر والتوصل إلى أن دياز لم يكن متسللاً

"ما جدوى تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو (VAR)؟" يتساءل غاري أونيل، مدير فريق ولفرهامبتون الإنجليزي لكرة القدم. فريق أونيل شعر بالظلم بعد أن أثبت مزيد من القرارات أهميتها في الهزيمة التي تلقاها أمام فريق فولهام. أما رئيس نيوكاسل إدي هاو فوصف قرار احتساب ضربة جزاء ضد ناديه لصالح باريس سان جيرمان في الوقت بدل الضائع بأنه "قرار سيئ" وأن الحقيقة "تبدو مختلفة تماماً" في الإعادة البطيئة أمام المسؤولين الذين يتابعون على الشاشات.

تأتي هذه الحالات الأخيرة بعد زيادة استخدام التكنولوجيا في كرة القدم على مدى السنوات القليلة الماضية. لكن، يبدو أنه ما من شيء يثير نقاشاً ساخناً وتشكيكاً بقدر ما تثيره تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو (VAR).

وإجمالاً، هناك شعور بأن القرارات الطفيفة والواضحة تتحسن على مدار الموسم بحصول الحكام في الملعب على مساعدة إضافية. ومع ذلك، كان هناك عديد من الحوادث البارزة في الآونة الأخيرة التي أثارت شكاوى من الأندية، أو الموظفين فيها، من القرارات النهائية أو آلية اتخاذ القرار، مع أحدث ما جرى أخيراً في دوري أبطال أوروبا.

إريك تين هاغ، مدرب مانشستر يونايتد، أبدى إحساسه بالظلم من أن عدداً من القرارات التي وجهت ضد فريقه خلال الهزيمة 4-3 أمام كوبنهاغن الألماني، بما في ذلك قرار طرد ماركوس راشفورد بتهمة ارتكاب مخالفات خطرة.

لكن الجانب الآخر من النقاش يشير إلى أنه من دون مبادئ توجيهية واضحة ومحددة تبين الخطأ من عدمه والظروف التي ينبغي في ظلها اتخاذ القرارات، فإن معايير تدخل تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو للبت في شأن تحكيمي تبدو أعلى بكثير في الدوري الممتاز منها في المنافسة الأوروبية.

وهناك شعور على نطاق واسع في البلاد بأن ضربة الجزاء التي احتسبت لباريس سان جيرمان ضد نيو كاسل لم تكن لتمنح في مباراة إنجليزية، وبالمثل، فإن الهدف المتأخر الذي سجله لاعب ليفربول جاريل كوانساه ضد تولوز، والذي ألغي بسبب لمسة يد من زميله أليكسيس ماك أليستر التي حدثت قبل مرحلة صناعة الهدف، لكنها ظلت في الاعتبار في قرار إلغاء الهدف. لكن أياً من هاتين الحالتين لم تحدثا في الدوري الإنكليزي الممتاز، والحكام في أوروبا - تحت راية الـ"يويفا" - لديهم وجهات نظر مختلفة ومستويات مختلفة من التدخلات.

إليكم كل ما تحتاجون إلى معرفته عن تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو (VAR)، بما في ذلك أحدث أسباب الشكوى منها.

ما الأخطاء الحاصلة؟

في الآونة الأخيرة، شعر نيوكاسل بالظلم من احتساب ركلة جزاء بسبب لمسة يد، ولم يكن التحكيم الاعتيادي احتسبها في البداية، إلا أنها احتسبت بعد الاستعانة بتقنية VAR، وذلك في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي في المباراة التي تعادلوا فيها بنتيجة 1-1 مع باريس سان جيرمان.

وفي وقت سابق من البطولة، اشتكى مانشستر يونايتد من البطاقة الحمراء التي تلقاها ماركوس راشفورد، بسبب إصابته قدم الخصم وساقه. وأصر تين هاغ على أن فريقه شهد ثلاث ركلات جزاء "مثيرة للجدل إلى حد كبير" ضدهم في أربع مباريات ووصف طرد مهاجمه بأنه "قاس للغاية".

أما في كرة القدم المحلية، فاشتكى مدرب أرسنال ميكيل أرتيتا من أخطاء "غير مقبولة" من مسؤولي الملعب ومسؤولي الـVAR، إذ خسر فريقه أمام نيوكاسل، بينما لا يزال رئيس فريق ولفرهامبتون أونيل يشعر بالإجحاف بسبب التقنية.

وفي وقت سابق من الموسم، وصف قرار ركلة جزاء ضد فريقه أيدتها تقنية الـVAR بأنه "فضيحة"، وكانت المباراة مع نيوكاسل أيضاً. وكان مسؤولو التحكيم بالفيديو طلبوا من حكم اللقاء مايكل سالزبوري الرجوع إلى الشاشة ليمنح ركلة جزاء بعد أن أعاق جواو غوميز هاري ويلسون داخل منطقة الجزاء، وسجل ويليان ركلته الثانية في المباراة ليحسم جميع النقاط الثلاث لفولهام. وسلط أونيل الضوء على القرارات التي تنطوي على منح ركلة جزاء متأخرة، ونطحة كارلوس فينيسيوس المزعومة لماكس كيلمان ولماذا لم يحصل تيم ريام على بطاقة صفراء ثانية لارتكابه مخالفة على هوانغ هيي تشان، في حين أن ركلة الجزاء الأولى لفولهام، التي احتسبت بسبب مخالفة ارتكبها نيلسون سيميدو ضد توم كيرني، كانت مثيرة للجدل أيضاً.

كذلك أشار إنغيلوس بوستيكوغلو [مدرب توتنهام هوتسبير] أخيراً إلى أنه على الأندية أن تتحمل جزءاً من اللوم على التوقفات الطويلة لـتقنية الـ VAR قائلاً: "بعضها ضرر ذاتي، لأننا إذا خرجنا كل أسبوع نشتكي من قرارات الحكام فإن هذا ما سيحدث، سيفحص كل قرار بشكل شديد التفصيل وسنجلس لفترة طويلة في كل مباراة في محاولة لمعرفة ما يجري".

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الغالبية العظمى من هذه الآراء هي آراء شخصية وما قد يراه المدرب أرتيتا خطأ، قد يجده مدير آخر أو مشجع أو أي مسؤول آخر قراراً مبرراً تماماً.

 

إحدى الحوادث التي لا يمكنها الخضوع إلى مسألة الرأي، بل كانت خطأ واضحاً تماماً، كانت هدف لويس دياز لليفربول ضد توتنهام الذي ألغي بداعي التسلل. مع ذلك، ظل قرار الإلغاء سارياً حتى بعد قيام مسؤولو الـVAR بمراجعة الأمر والتوصل إلى أن دياز لم يكن متسللاً. جاء هذا "الخطأ البشري الجسيم" نتيجة نسيان الحكم دارين إنجلاند، الذي يبدو أنه نسي أن ما احتسب في المقام الأول كان التسلل وليس الهدف.

في حادثة من نوع مختلف تماماً، انتقدت ميلي برايت حقيقة عدم وجود تقنية الـVAR في الدورة الأولى من بطولة أمم أوروبا للسيدات، بعد احتساب هدف تسلل واضح ضد إنجلترا وهو ما كان من السهل إلغاؤه في حال وجود هذه التقنية.

ومن بين الأخطاء الواضحة لتقنية التحكيم بالفيديو التي استدعت "رابطة حكام كرة القدم المحترفين في المملكة المتحدة" PGMOL الاعتذار عنها عدم منح ركلة جزاء لفريق ولفرهامبتون ضد مانشستر يونايتد بعد الاحتكاك الشديد لأندريه أونانا بساسا كالاغدزيتش، وعدم التحقق من هدف برينتفورد ضد أرسنال بشكل صحيح حيث لم ترسم خطوط التسلل بوضوح، وإلغاء هدف تعادل وست هام المتأخر بسبب خطأ، لم يكن واضحاً وقوعه.

ما القرارات الصائبة؟

في الواقع، هناك كثير منها.

في كثير من الأحيان، يطغى قرار واحد مثير للجدل أو آخر ذاتي بدا أن الأغلبية تختلف معه، على اتخاذ ثلاثة أو أربع قرارات صحيحة.

على سبيل المثال، في مباراة توتنهام ضد تشيلسي المليئة بالحوادث، ألغي عديد من الأهداف بشكل صحيح بداعي التسلل من خلال استخدام تقنية الـVAR أو التحقق بواسطتها، وكانت ركلة الجزاء الممنوحة التي شهدت طرد كريستيان روميرو أيضاً نتيجة لتدخل هذه التقنية.

بشكل عام، لا يسلط الضوء على هذه القرارات التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها صحيحة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن هذه التكنولوجيا موجودة لهذا السبب بالذات: من المتوقع منها أن تساعد الحكام في اتخاذ القرارات الصائبة من خلال القيام بمراجعة ثانية.

 

إلا أن هذا لا يعني عدم الإشادة بهذه التقنية. فبحسب الدوري الإنكليزي الممتاز، 82 في المئة من قرارات الحكام كانت صحيحة خلال المواسم التي سبقت استخدام هذه التكنولوجيا، لترتفع بعد استخدامها إلى 94 في المئة في موسم 2019/20.

كيف تجري عملية التحقق باستخدام تقنية التحكيم بالفيديو (VAR)؟

من الموقع الإلكتروني للدوري الإنكليزي الممتاز: تستخدم تقنية التحكيم بالفيديو (VAR) فقط في "الأخطاء الجلية والواضحة" أو "الحوادث الخطرة التي لم تلاحظ في التحكيم العادي" المرتبطة بأربع حالات قد تغير من نتيجة المباراة: الأهداف، قرارات ركلات الجزاء، حالات البطاقات الحمراء المباشرة، والخطأ في تحديد اللاعب المعني".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عند حدوث أية حالة مطابقة لهذه الحالات أو احتمال حدوثها، تقوم هذه التقنية بإعادة التقييم والإشراف بشكل مستمر للقطات المباراة من مركز العمليات المركزي الخاص بها ستوكلي بارك.

وإذا كان هناك قرار يجب اتخاذه، فإن مسؤول تقنية VAR، أو مساعده AVAR، سيخبر الحكم بـأن عليه إيقاف اللعب من أجل التحقق من أمر ما، قبل أن يوصي إما بتغيير قرار متخذ، أو بإجراء مراجعة للشاشة على جانب الملعب أو مواصلة اللعب واعتماد القرار الأصلي الذي اتخذه الحكم في الملعب.

لدى مسؤولي VAR وقت محدد لإبلاغ حكم اللقاء بأن الفحص جار، إذا كان اللعب جارياً بالفعل، وهو توقف اللعب لأي سبب.

ويمكن للحكم بعد ذلك إما التحقق من الشاشة أو قبول توصية مسؤول الـVAR. عند مراجعة شاشة المراقبة على جانب الملعب، قد يلتزم الحكم بعد ذلك بتقييمه الأولي أو يلغيه ومن ثم يبلغ الجموع بقراره الجديد.

ما رأي رابطة حكام كرة القدم المحترفين في المملكة المتحدة؟

رئيس التحكيم في رابطة حكام كرة القدم المحترفين في المملكة المتحدة، هوارد ويب، الذي تولى منصبه في عام 2022 بهدف رفع مستوى التحكيم في كرة القدم الإنجليزية وضمان تطبيق أكثر سلاسة لهذه التكنولوجيا.

وأكدت الرابطة لجمعية مديري النوادي أنها "تدرس بشكل حثيث أفضل السبل لدمج تطبيقات التحكيم بتقنية الفيديو في فرق التحكيم في يوم المباراة، لضمان أن تفضي الديناميكية بين الحكم في الملعب وطاقم تقنية الفيديو إلى نتائج إيجابية".

بعد حادثة دياز، "أقرت الرابطة بحدوث خطأ بشري كبير" وأدخلت عمليات إضافية لضمان عدم تكرارها. كما أصدرت التسجيل الصوتي المرتبط بتلك الحادثة، وهي "خطوة غير عادية" وفقاً لهوارد ويب،" لإظهار ما كان واضحاً لنا بشكل جلي، خطأ بشري وفقدان للتركيز".

أشار ويب إلى خطط لزيادة عدد المسؤولين الخاصين بـتقنية التحكيم بالفيديو. لكن تجربة لي مايسون قد تأتي بمثابة تحذير من القيام بذلك [أي أن مجرد زيادة عدد المسؤولين المختصين بتقنية VAR قد لا يحل المشكلات الأساسية إذا كانت عملية الاختيار والتدريب لا تضمن موثوقيتهم وكفاءتهم باستمرار]. فالحكم السابق الذي عين بدوام كامل كحكم VAR لعام 2022 - 2023، قام بترك منصبه الموسم الماضي بعد الخطأ المذكور أعلاه في شأن هدف برينتفورد ضد أرسنال. لم يكن هذا خطأه الأول، إذ استبعد سابقاً من قائمة الحكام بسبب إلغائه بشكل غير صحيح هدفاً لنيوكاسل، وحصل على لقب "الجاني المتسلسل" من رئيس الرابطة السابق كيث هاكيت. على رغم سجله الحافل، أعيد تعيين مايسون مع بداية الموسم الحالي مدرباً للحكام في الدوريات الأدنى. من غير المتوقع علاقته بتقنية الـVAR  لكن رابطة حكام كرة القدم المحترفين لم تؤكد هذا، ولا سبب ملاءمة مؤهلاته للإشراف على المسؤولين الأقل خبرة على رغم عزله من منصبه بالفعل.

© The Independent

المزيد من رياضة