صدر في الكويت اليوم الخميس أمر أميري بتعيين الشيخ محمد صباح السالم الصباح رئيسا لمجلس الوزراء، وتكليفه بترشيح أعضاء الوزارة الجديدة، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الكويتية (كونا).
وكان أمير الكويت الشيخ مشعل الجابر الصباح عقد لقاءات تشاورية مع رؤساء السلطتين التشريعية برئاسة أحمد السعدون والتنفيذية برئاسة الشيخ أحمد النواف الصباح، وعدد من كبار الشخصيات الكويتية.
وفي منتصف ديسمبر (كانون ثاني) 2023 قدم رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد النواف الصباح استقالة حكومته للأمير الجديد مشعل الأحمد الصباح بعد تأديته اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة الكويتي، إذ تم تكليف الحكومة المستقيلة بتسيير الأعمال حتى يتم تشكيل الحكومة الجديدة.
رئيس الوزراء الجديد
ولد الشيخ محمد صباح السالم الصباح عام 1955 وشغل سابقاً منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية منذ فبراير (شباط) 2006 إلى أن استقال في أكتوبر (تشرين الأول) 2011.
وشغل قبلها منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية خمسة أعوام، كما كان سفيراً لبلاده لدى الولايات المتحدة خلال الفترة من 1993 إلى 2001، وحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة هارفارد الأميركية، وهذه أول حكومة في عهد الشيخ مشعل (83 سنة) الذي تولى الحكم في الـ 16 من ديسمبر 2023 بعد أن توفي أخوه غير الشقيق أمير الكويت السابق الشيخ نواف الأحمد عن 86 سنة بعد معاناة طويلة مع المرض.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسيتعين على الحكومة الجديدة أن تتعامل مع برلمان قوي انتخب غالبية أعضائه في يونيو (حزيران) الماضي من النواب المعروفين تقليدياً بمواقفهم المعارضة للحكومات السابقة.
ووصلت حكومة الشيخ أحمد النواف الصباح إلى توافق نادر مع مجلس الأمة أسفر عن فترة من الاستقرار النسبي في الكويت مع إقرار تشريعات عدة.
مرحلة جديدة
بدوره قال الباحث السياسي الكويتي عايد المناع إنه "لا شك في أن تعيين الشيخ محمد صباح السالم الصباح يمثل مرحلة جديدة تتناسب مع توجهات أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الذي كان واضحاً وصريحاً في أول لقاء له مع البرلمان، والذي صارح الجميع في السلطتين التشريعية والتنفيذية بما ارتكب من أخطاء وتجاوزات، وضرورة الانضباط في العمل وتنمية البلد وتطويره الحفاظ على أمنه واستقراره وعلاقاته الطيبة".
وأضاف المناع، "الشيخ محمد صباح السالم الصباح شخصية معروفة ويشهد لها، فقد عمل لدولة الكويت في واشنطن وأيضاً عمل لفترة غير قصيرة وزيراً للخارجية، وخرج بإرادته من الساحة السياسية خلال شعوره بالتجاوز على صلاحياته".
وأشار الباحث السياسي إلى أن الشيخ محمد صباح السالم الصباح يتميز بالانضباط والعمل المتقن والقانوني واحترام الحريات والعمل على الجهد الخليجي الموحد، وسيكون للكويت مرحلة انتقالية جيدة من خلال تنميتها اقتصادياً، لأن رئيس الحكومة الجديد خريج اقتصاد وأكاديمي جامعي ودبلوماسي عريق ووزير خارجية سابق، وبالتالي فلديه كل الإمكانات، ولذا ستكون المرحلة المقبلة أفضل بكثير من السابق ونتوقع أداء مميزاً".
وأوضح المناع، "نتوقع اختياراً انتقائياً ومميزاً للوزراء الذين سيتحملون مسؤولية الحقائب الوزارية برئاسة الشيخ محمد صباح السالم الصباح"، مؤكداً أن هذا الاختيار أتى لمرحلة جديدة في البلاد بعد تولي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الإمارة لتوافق تصورات أمير البلاد الجادة والقانونية والدستورية وما فيها من التزام بالمصلحة الوطنية وتناسب مع توجهات رئيس الوزراء الجديد.
ونوه الباحث السياسي بالوضع الإقليمي وما يتطلبه من أن تكون الكويت قوية اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، لا سيما وأن لديها الإمكانات للتصدي لأي تجاوز أو تهديد، مشيراً إلى توقعه بأن "يكون هناك انسجام كبير ومزيد من التعاون والتنسيق مع دول مجلس التعاون والدول العربية والأصدقاء الذين أدوا دوراً في عملية تحرير الكويت".
وأكد المناع أنه من المتوقع أن تحافظ الكويت، الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، على سياساتها الخارجية الرئيسة المتبعة منذ عقود، ومنها دعم وحدة دول الخليج العربي والتحالفات الغربية والعلاقات القوية مع السعودية التي يتوقع أن تحظى بأولوية، وكذلك ربما تتطلع الكويت أيضاً إلى توسيع العلاقات مع الصين التي تسعى إلى لعب دور أكبر في المنطقة بعد أن رعت بكين اتفاقاً لعودة العلاقات بين إيران والسعودية في مارس (آذار) 2023.