Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عام 2023: سنة سقوط أطباء "تيك توك" المثيرين للجدل

مع التزايد المستمر الذي شهده عام 2023 لمستخدمي "تيك توك" الذين يشاهدون أطباء يقدمون نصائح طبية، ارتفعت شعبية هؤلاء لكن الثمن كان باهظاً في بعض الأحيان

الدكتور كينيث ويلستيد المعروف أيضاً باسم دكتور كيني سمايلز والدكتور روكسي وداليا كاريزي (تيك توك)

ملخص

يقوم أشخاص قريبون من مهنة الطب أو بعيدون منها تماماً باللجوء إلى "تيك توك" والادعاء أمام متابعيهم الكثر بأنهم أطباء حقيقيون

تدفق اختصاصيون طبيون إلى منصة "تيك توك" لمناقشة ما يجري في كواليس وظائفهم، كاسبين ثقة ملايين المشاهدين، لكن شعبيتهم تكون في بعض الأحيان على حسابهم، سامحة للمستخدمين بالتلصص على حياتهم أكثر من اللازم.

فجأة أصبح المشاهدون مطلعين على الجراحات التي تجرى بعيداً من الأنظار من خلال عدسة كاميرا هاتف الطبيب، الذي يمنحهم نظرة احترافية قريبة على الجراحات التجميلية التي يشتبه في أن مشاهير خضعوا لها، ويقدم لهم إمكان الوصول إلى نصائح طبية مجانية حول العناية بالبشرة والعلاج النفسي وطب الأسنان وكل المجالات الطبية المعروفة تقريباً.

لكن مع ظهور حسابات بعض الاختصاصيين الطبيين في "تيك توك"، يعاد مراجعة سجلاتهم، وتظهر شكاوى مرضى سابقين إلى العلن مجدداً، ومعها قد يتشجع مرضى جدد على التشكي؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جراحة التجميل ذات السمعة السيئة "دكتورة روكسي"، وطبيب الأسنان الذي كان يتمتع في وقت من الأوقات بشعبية كبيرة "دكتور كيني"، و"الطبيبة" المنتحلة داليا كاريزي، جميعهم صاروا عبرة لمن يعتبر بين متصفحي "تيك توك".

في كل حالة من هذه الحالات، أدت شهرة الأطباء إلى زيادة خضوعهم للتدقيق الذي تبعه زوالهم. فيما يلي نظرة على عام لم يكن سهلاً بالنسبة إلى أطباء "تيك توك" المعروفين اختصاراً بـ"دوك توك" DocTok.

الدكتورة روكسي

ربما لم يهز وسط أطباء "تيك توك" أي جدل أكبر من دكتورة الجراحة التجميلية كاثرين روكسان غراو، التي يعرفها جمهور الإنترنت باسم "دكتورة روكسي".

تمكنت الدكتورة غراو من جمع حوالى 842 ألف متابع على "تيك توك" من خلال بث جراحات على الهواء مباشرة والتحدث إلى الكاميرا أثناء العمليات خطوة بخطوة، والرقص وهي مرتدية زيها الجراحي.

لكن في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2022، وبشكل فجائي، توقف المحتوى الذي يحظى بشعبية كبيرة واجتذب قاعدة جماهيرية مثيرة للإعجاب. اشتكى مرضى إلى المجلس الطبي في ولاية أوهايو، مما أدى إلى إجراء تحقيق تسبب بإلغاء ترخيصها بشكل دائم في الـ12 من يوليو (تموز) السنة الماضية.

وأدرج ثلاثة مرضى فقط من دون ذكر أسمائهم – ومضاعفات الجراحات – في إشعار المجلس الطبي في ولاية أوهايو في شأن تعليق عمل الدكتورة غراو في نوفمبر. لكن في وقت إلغاء ترخيصها، كانت هناك 12 قضية قانونية أمام محكمة الاستئناف العام في مقاطعة فرانكلين ذكرت الدكتورة غراو وعيادتها التي تحمل اسم "عيادة روكسي لجراحة التجميل".

ولم يدرج اسم بطلتنا التالية لين هيرون في إشعار اللجنة الطبية ولا في الدعاوى القضائية.

لم تتعرف السيدة هيرون على الدكتورة غراو من خلال "إنستغرام" أو "تيك توك" – لقد تعرفت على جراحة التجميل بالطريقة التقليدية: من خلال شبكة التأمين الصحي الخاصة بها.

عام 2011، كانت السيدة هيرون تبحث عن طبيب لإجراء جراحة تصغير الثدي، وشخصت بإصابتها بالسرطان في ثديها الأيمن قبل ذلك سنوات. وبعد تحملها متاعب العلاج بالأشعة وتناول الأدوية لمدة خمس سنوات، قيل لها إنها يجب أن تفكر في تصغير ثدييها.

استشارت المريضة المقيمة في ولاية أوهايو خمسة جراحين، لكن اختيارها وقع في النهاية على الدكتورة غراو. لقد تأثرت بأسلوب تعامل جراحة التجميل، وتقول: "لقد فهمت الأمر تماماً. لقد كانت مدركة لاحتياجاتنا كنساء".

عند استشارة الدكتورة غراو، تذكرت السيدة هيرون أن الطبيبة سألتها: "حسناً، ما النتيجة النهائية التي تتوقعينها؟ لأن بعض النساء يتوقعن أن يصبحن قادرات على الظهور في صور مجلات الإغراء بعد الجراحة".

فأجابت السيدة هيرون بالنبرة الممازحة نفسها: "أوه، لا، أنا فقط أتوقع أن يكون حجمهما متساوياً وأن تتوجه الحلمتان في الاتجاه نفسه". وتذكرت السيدة هيرون أن الدكتورة غراو "صفعتني بلطف على ساقي وهي تضحك وقالت: ’يمكنني فعل ذلك‘".

وأخبر الأطباء الذين رافقوا السيدة هيرون خلال معركتها مع السرطان أنها بحاجة إلى الانتظار لمدة عام بعد الانتهاء من العلاج بالأشعة قبل إخضاع ثدييها للجراحة.

وتقول السيدة هيرون ضاحكة: "وهكذا انتظرت. كان الموعد بعد عام ويوم واحد". وفقاً للسجلات الطبية، كان من المقرر إجراء الجراحة لها في الـ22 من يوليو من عام 2011، وبدا أن الأمور تسير على ما يرام، لكنها تتذكر أنها عندما عادت في موعد المراجعة الأول لها، اكتشف الأطباء إصابتها بأورام دموية [تجمع موضعي للدم خارج الأوعية الدموية متخللاً الأنسجة].

وحاولت الدكتورة غراو شفط الأورام، لكن تبين أن الأمر صعب للغاية بالنسبة إلى بعضها، فطلبت من السيدة هيرون العودة خلال أسبوعين. لكن عندما عادت المريضة للعيادة، كانت الدكتورة غراو اختفت تماماً وأبلغها طبيب آخر أن الدكتورة غراو لم تعد تمارس عملها هناك.

وفي تعليق لـ"اندبندنت"، قال متحدث باسم شبكة "أوهايو هيلث" OhioHealth، التي تضم المستشفى الذي عولجت فيه السيدة هيرون على يد الدكتورة غراو، إنهم لم يتمكنوا من تأكيد رحيل الدكتورة غراو لأنها لم تعمل هناك مطلقاً. على كل حال، قال المتحدث: "من الممكن أن يتمتع الأطباء غير الموظفين بامتيازات لاستخدام المساحات مثل أماكن الجراحة، أو زيارة مرضاهم".

وتذكرت السيدة هيرون أن الطبيب أخذها بعد ذلك إلى غرفة العمليات الداخلية، إذ "وضع بعض الفوط الممتصة للسوائل على الطاولة، وشق جسدي في موقع الجرح، وتركني أنزف على الطاولة".

بعد ذلك "وضع أنبوباً مطاطياً في ثديي، وقام بالخياطة حوله، ثم قال ’ها أنت ذا، سيخرج الدم عبر الأنبوب‘. وعندما سألت المريضة عن المكان الذي سيصرف الدم إليه، تذكرت اقتراحه: "حسناً، ببساطة ضعي فوطة صحية من الحجم الكبير في حمالة صدرك".

وقال متحدث باسم أوهايو هيلث إن المستشفى لا يمكنه التعليق على إجراء محدد بسبب قوانين خصوصية المريض.

بعد أسبوع، دخلت السيدة هيرون المستشفى مصابة بالتهاب في الثدي. وقالت إن الجراحة "جلبت كل الجوانب السلبية للسرطان: علامات الحروق والندبات وكل ذلك إلى الثدي الجديد، وكانت الحلمة منحرفة بزاوية 45 درجة". وقالت إنه لم يبد مثل ثدي، بل "أشبه بخريطة مجسمة لعلامات الحروق والندبات".

وأرادت السيدة هيرون التحدث إلى الدكتورة غراو، وبعد مكالمة هاتفية قصيرة، وافقت الدكتورة غراو على مقابلة مريضتها شخصياً. بعدما أرت السيدة هيرون الطبيبة "الشيء الغريب على جانبي الأيمن"، تذكرت رد الجراحة: "يمكننا القول إن هذا ضمن حدود التوقعات تماماً". تذكرت السيدة هيرون مرة أخرى تعليقها حول مجلات الإغراء، ولم ترجع الناجية من السرطان إلى الدكتورة غراو أبداً.

خلال السنوات الـ12 التي تلت الجراحة التي خضعت لها، حافظت السيدة هيرون على معنويات جيدة، لقد اختفى السرطان الآن، وفي غضون ستة أشهر من الجراحة، بدأت تشير إلى ثديها الأيمن المفسد باسم "فرانكي ثدي" [نسبة إلى فرانكنشتاين]. على كل حال، تقول إن الثدي لا يزال يبدو مثل "كرة لينة"، وعدم تحركه عندما تستلقي لا يبدو طبيعياً.

عندما انتشرت أنباء عن إلغاء الترخيص الطبي للدكتورة غراو في ولاية أوهايو، قالت السيدة هيرون إنها "مرتاحة"، مضيفة: "حاولت أن أقول لكثير من الناس خلال تلك السنوات ألا يذهبوا إليها لأنها نصابة. وبعد ذلك عندما رأيت الناس يتوجهون إليها بسبب ’تيك توك‘، شعرت بغضب شديد".

وأضافت أنه "لما كان أحد ليصدقني" إذا توجهت إلى "تيك توك" وتحدثت علناً، متناولة شخصية "دكتورة روكسي الجذابة والمحبوبة".

واتصلت "اندبندنت" مرات عدة بالدكتورة غراو ومحاميها للحصول على تعليق لكن لم تتلق إجابة من أي منهما.

منذ إلغاء ترخيصها في يوليو الماضي، أدرج اسم الدكتورة غراو كمتهمة في خمس قضايا إضافية في محكمة مقاطعة فرانكلين للقضايا الشائعة.

دكتور كيني سمايلز

شخصية ودودة أخرى على الإنترنت تحولت إلى نقطة جذب للجدل هي كينيث ويلستيد، المعروف أيضاً باسم "دكتور كيني سمايلز". يمتلك طبيب الأسنان المقيم في تكساس 700 ألف متابع على "تيك توك"، و500 ألف متابع على "إنستغرام"، ويواجه الآن مجموعة من الشكاوى المتعلقة بسوء السلوك.

وكان هناك سيل من الشكاوى من مرضاه بعدما أعلن طبيب الأسنان عبر "تيك توك" في أغسطس (آب) الماضي أنه سيقدم برنامج جديد عن عيادته "سمايل آغين دينتال" Smile Again Dental.

ونشر مقطع فيديو على المنصة، طالباً من المستخدمين مشاركة أفضل "قصة محزنة" لديهم، إذ قال إنه "يبحث عن مشاركين سيستفيدون من عملية إصلاح أسنان ستغير حياتهم". لإرسال مقطع فيديو، كان على المتقدمين استخدام وسم #DKSCasting. وأوضح الدكتور كيني: "لا تحرش جنسياً كما في بعض اختبارات الأداء الفنية".

ومنذ ذلك الحين يجري تداول ادعاءات على "تيك توك" حول ردوده المثيرة للجدل على مقاطع الفيديو الخاصة بالأشخاص الراغبين بالمشاركة في البرنامج. على وجه الخصوص، قالت امرأة تدعى كريستال ويدريغ تبلغ من العمر 34 سنة، إنها مرت بتجربة غريبة مع الدكتور كيني.

قالت السيدة ويدريغ، وهي صانعة محتوى كندية وأم لخمسة أطفال، إنها شاركت في مسابقة "إهداء الابتسامة" [إصلاح الأسنان]، التي كانت نتيجة شراكة بين دكتور كيني وأحد نجوم "تيك توك". كان على المتسابقين إرسال مقطع فيديو يصف سبب رغبتهم في الحصول على ابتسامة جديدة وأسنان بيضاء، وبعد ذلك: "كل ما عليك فعله هو السفر إلى تكساس، وسأقوم بإصلاح أسنانك"، كما أوضح الدكتور كيني في مقطع فيديو نشره في سبتمبر (أيلول) 2022.

وقالت السيدة ويدريغ إن أضراسها كانت تتشقق بسبب حالات حملها المتلاحقة. وفي أحد الأيام، عرض عليها أحد متابعيها على الإنترنت أن يدفع تكاليف إصلاح أسنانها. وعلى رغم أن هذا الشخص الغريب الذي بدا لطيفاً دفع تكاليف الجراحات الأولية لإزالة أسنانها المتشققة، إلا أنه تراجع عن دفع تكاليف جراحة استبدال الأضراس. وهكذا، عندما سمعت بهدية الدكتور كيني، لم تستطع المقاومة. نشرت مقطع فيديو على "إنستغرام" أشارت فيه إلى حسابه. تقول: "عندها بدأ بالتواصل معي عبر الرسائل المباشرة".

وكانت الرسائل الأولية المتبادلة بريئة. أرسلت صوراً لأسنانها وسألت عن كلفة إصلاحها. وقال إنه يستطيع القيام بذلك في مقابل 15 ألف دولار، مقارنة بمبلغ 38 ألف دولار الذي اقترح عليها في كندا. كانت هذه صفقة ممتازة على حد قولها. ثم توقفا عن الدردشة.

تتذكر أنها تواصلت معه بعدما نشر مقطعاً من مناظرة بينه وبين الدكتور ميغيل أورتيز في يونيو (حزيران). كان طبيبا الأسنان يتجادلان، إذ يدافع الدكتور أورتيز عن استخدام التقويم والكسوة الخزفية بدلاً من العمليات التجميلية التي يجريها الدكتور كيني. (أسفرت هذه المحادثة عن دعوى قضائية رفعها الدكتور كيني ضد الدكتور أورتيز).

وكما تذكرت السيدة ويدريغ، كان الدكتور كيني يشرح أن الجراحات لا تحتاج إلا يوماً واحداً، وهو جدول زمني قصير للغاية مقارنة بالأشهر التي يستغرقها تقويم الأسنان لتنظيم اصطفاف الأسنان. لذلك، ردت السيدة على قصة دكتور كيني عبر "إنستغرام" من خلال الرسائل المباشرة، وعلقت بأنها تقف في صفه، ولم تكن راغبة في تركيب تقويم لأسنانها في عمر الـ30.

بعد ذلك، أرسلت رسالة صوتية تقول فيها إن كلفة العلاج المقترحة الأصلية "كانت 38 ألف دولار ولم تكن حتى من الدرجة الأولى". فكانت إجابته على حد زعمها: "أنت الكمال. والآن اخلعي ملابسك".

قالت السيدة ويدريغ إنها قامت بمراجعة مراسلاتهما لمعرفة ما إذا كانت أعطته فكرة خاطئة. وبينما تقول إنها تنشر "صوراً مثيرة" على حسابها على "إنستغرام"، إلا أن رسائلها معه لم يكن فيها أي غزل، موضحة: "لم أكن أعلم أن كيني كان ذلك النوع من الأشخاص... لذا فقد أزعجني ذلك جداً".

وقالت السيدة ويدريغ إن محادثتهما "تقلصت" بعد تعليقه "المباغت"، لكنها تواصلت معه مرة أخرى عام 2023 بعد أن أعلن برنامجه المقبل، إذ قال إنها لا تزال بحاجة إلى إجراء علاج الأسنان وأن عرض "الابتسامة المجانية" لا يزال قائماً. أرسلت مقطع فيديو متبعة تعليمات المشاركة، يوضح سبب رغبتها في الفوز بالمسابقة، وزعم أن رده عليها كان: "اللعنة... أنا أحبك فعلاً".

وقالت إن المحادثتين نفرتاها من الذهاب لرؤية الدكتور كيني. واعترفت السيدة ويدريغ قائلة: "كانت علاقتي مع الدكتور كيني عادية".

لكن امرأة أخرى رفعت عليه دعوى في المحكمة.

وذهبت بروك برينكشرودر لرؤية الدكتور كيني في أبريل (نيسان) عام 2018 لعلاج أسنانها، وتتهم في الشكوى الدكتور كيني بالإدلاء "بتعليقات عدة غير لائقة جنسياً بحضورها قبل وأثناء الإجراء".

وبعد العلاج، وقبل التقاط صورة للنتائج، زعم أن الدكتور كيني قال للسيدة برينكشرودر: "يعرف مساعديني أن الطريقة الوحيدة التي يمكنهم من خلالها جعلي أبتسم هي إذا كنت أمسك بالثديين والمؤخرة".

تقول في الشكوى إنها أملت أن تكون "الجملة مجرد مزحة".

وتزعم الدعوى أنه أثناء التقاط الصورة، "أمسك الدكتور كيني بردفها الأيمن وضغط عليه بقوة".

وفي ردة فعلها على ذلك، كانت "السيدة برينكشرودر مصدومة ولم تتمكن على الفور من استيعاب ما حدث". شعرت المريضة "بعدم الارتياح"، ولم تكن متأكدة من كيفية إنهاء المحادثة مع طبيب الأسنان، حتى سنحت لها الفرصة عندما أبلغ أحد الموظفين الدكتور ويلستيد أن مريضته التالية جاهزة للقائه.

وتشير الشكوى أنها في تلك اللحظة "عرض الموظف [للدكتور كيني] صورة الشق الصدري المريضة التالية، مما يدل على نمط من السلوك الجنسي غير اللائق".

واتهمت الدكتور كيني بالاعتداء والإهمال، من بين تهم أخرى. وفي حديث له إلى قناة "إن بي سي نيوز" في سبتمبر NBC News، قال طبيب الأسنان إنه "بريء تماماً من لمس تلك المرأة بأية طريقة غير لائقة".

وتواصلت "اندبندنت" مع محامي الدكتور كيني للتعليق.

ومن المقرر أن تعرض القضية على هيئة محلفين في فبراير (شباط)، وفقاً لسجلات المحكمة المتوفرة على الإنترنت.

"الدكتورة" داليا كاريزي

شكلت داليا كاريزي، التي كان اسمها هو "دكتورة داليا إس" تهديداً من نوع آخر لمستخدمي "تيك توك".

وكانت تفخر بوجود 243 ألف متابع لها على "تيك توك"، وحظيت مقاطع الفيديو الخاصة بها – التي تظهرها وهي تبلس الرداء الطبي وسماعة الطبيب – بإعجاب حوالى 1.5 مليون مستخدم، وفقاً لوكالة تنظيم ممارسي الصحة الأسترالية.

كانت الحال كذلك قبل الكشف عن الحقيقة وراء القناع الطبي. نشرت السيدة كاريزي 56 مقطع فيديو على "تيك توك" في الفترة ما بين مايو (أيار) 2020 وسبتمبر 2021 تناقش فيها قضايا متعلقة بالصحة الإنجابية، مثل سرطان المبيض والأورام الليفية، ونشرت صوراً لها على "إنستغرام" مرتدية الرداء الطبي وهي تقدم نصائح طبية على حد زعمها.

في أحد مقاطع الفيديو المنشورة على "تيك توك"، وهي ترتدي مريلة وردية اللون، قدمت ادعاءات قاطعة بأن تناول أنواع معينة من اللحوم يزيد خطر الإصابة بسرطانات مختلفة. قالت الوكالة الطبية إنه عدد مشاهدي مقاطع الفيديو تلك بلغ حوالى 15.5 مليون مرة.

ولفت أحد منشوراتها على "إنستغرام" انتباه صحيفة "ذا سيدني مورنينغ هيرالد" The Sydney Morning Herald إذ كتبت: "ثقوا بي، أعلم أن عديداً من الأطباء يؤجلون الرعاية الذاتية عندما نشعر أن لدينا 100 أمر علينا القيام به وأننا في سباق مستمر مع الزمن. أحد الأشياء التي تعلمتها واعتمدتها منذ ’كوفيد-19‘، هو أنني أصبحت أكثر وعياً بكيفية قضاء أسبوعي وحجم الوقت المخصص لي فقط فعلياً".

وعلى رغم المتابعة الكبيرة التي حظيت بها، لم تكن كاريزي طبيبة على الإطلاق وقامت وكالة تنظيم ممارسي الصحة الأسترالية بالتحقيق معها.

وخلال التحقيق، وجدت الوكالة أن كاريزي "أرسلت رسائل بريد إلكتروني مختلفة بين يوليو من عام 2019 وأبريل (نيسان) 2020 أشارت فيها إلى أنها مخولة أو مؤهلة لممارسة مهنة الطب". في رسائل البريد الإلكتروني تلك، كانت توقع باستخدام لقب دكتورة، إضافة إلى مؤهلات أخرى مثل "بكالوريوس الطب والجراحة" و"طبيبة نساء وتوليد داخلية" و"موظفة طبية مقيمة" و"موظفة طبية زائرة"، على رغم عدم امتلاكها أياً من هذه المؤهلات.

وانتهى حضور كاريزي المزدهر على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفاجئ في الـ12 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عندما دينت في محكمة داونينغ سنتر المحلية الأسترالية. اعترفت كاريزي بأنها مذنبة في تهمتين: تهمة انتحال أو استخدام لقب يشير إلى أنها تمتلك رخصة بممارسة الطب وتهمة الإشارة إلى نفسها على أنها كانت طبيبة.

وحكم عليها بقضاء عامين في الإصلاحيات المجتمعية، وغرمت بالرسوم القانونية لوكالة تنظيم الممارسين الصحيين الأستراليين البالغة 13300 دولار أسترالي (9 آلاف دولار أميركي).

وقرأت أمام المحكمة خطاب اعتذار – حصلت صحيفة "ديلي ميل" على نسخة منه، وقالت فيه إنها تريد الابتعاد عن الطب ووسائل التواصل الاجتماعي في المستقبل. وكتبت: "لم أكن أريد وما زلت لا أريد أن أفعل أي شيء له علاقة بالصحة مرة أخرى. أنا مرعوبة جداً من وسائل التواصل الاجتماعي الآن لدرجة أنني لا أريد حتى أن أكون فيها على الإطلاق. لن تكون لدي أي حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي مرة أخرى أبداً". وحذفت جميع حساباتها منذ ذلك الحين.

بعد الإدانة، أصدر مارتن فليتشر، الرئيس التنفيذي للوكالة الصحية، بياناً قال فيه: "إن ادعاء أحدهم كذباً بأنه يمتهن الطب، بما في ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، يعرض الجمهور للخطر. نتيجة محاكمة اليوم هي تذكير بمدى جدية تعاملنا مع هذا السلوك".

بدورها قالت رئيسة المجلس الطبي الأسترالي، الدكتورة آن تونكي: "يمضي الممارسون الطبيون المسجلون سنوات من التدريب ويجب عليهم الالتزام بقواعد السلوك المهنية الصارمة. لا يقتصر الأمر على إضافة لقب دكتور إلى اسمك ولبس الرداء الطبي. نأمل أن تكون هذه النتيجة رادعاً قوياً".

وتواصلت "اندبندنت" مع محاميها، وبحسب صحيفة "ديلي ميل" فإن الطبيبة المنتحلة كانت تعمل في مصرف الكومنولث الأسترالي قبل إدانتها.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات