Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تخشى التصعيد على حدود لبنان وإسرائيل توسع ضرباتها جنوب غزة

الأزمة الإنسانية بالقطاع تتصدر مناقشات بلينكن في تركيا واليونان وبوريل يزور السعودية غداً من أجل السلام بالمنطقة

ملخص

ذكر صحافيون أن ضربات إسرائيلية استهدفت فجر السبت مدينة رفح في الطرف الجنوبي من قطاع غزة حيث لجأ مئات الآلاف في الأسابيع الأخيرة محاولين الفرار من المعارك.

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي يقوم بجولة جديدة في الشرق الأوسط اليوم السبت أثناء توقفه في اليونان أنه يريد "ضمان عدم اتساع النزاع" في المنطقة.

وقال بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في خانيا بجزيرة كريت "علينا أن نضمن عدم اتساع النزاع... أحد أوجه الخوف الحقيقية هي الحدود بين إسرائيل ولبنان ونريد أن نفعل كل ما هو ممكن للتأكد من عدم تصعيد الوضع".

واستهل بلينكن جولته في المنطقة من تركيا حيث ناقش مع نظيره التركي هاكان فيدان الحرب والأزمة الإنسانية في غزة وعملية انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية التركية.

ولاحقاً اجتمع بلينكن بالرئيس رجب طيب أردوغان.

وتهدف جولة الوزير الأميركي إلى تهدئة التوترات التي تصاعدت منذ اندلاع الحرب في غزة، وتشمل جولته، في الأيام المقبلة، دولاً عربية وإسرائيل والضفة الغربية المحتلة حيث سيوصل رسالة مفادها بأن واشنطن لا تريد تصعيداً إقليمياً للصراع في قطاع غزة.

 

وشن سلاح الجو الإسرائيلي ضربات جديدة اليوم السبت على غزة، في وقت حذرت الأمم المتحدة من أن القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمر بات "مكاناً للموت غير صالح للسكن".

وأفاد مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني بأن سبعة فلسطينيين بينهم نساء وأطفال قتلوا وجرح العشرات في غارة جوية إسرائيلية اليوم السبت على منزل في خان يونس بجنوب قطاع غزة.

ويثير هذا النزاع الذي يدخل غداً الأحد شهره الرابع، مخاوف من توسعه إقليمياً إلى العراق وسوريا والبحر الأحمر، مع اشتداد عمليات القصف المتبادل عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري اليوم السبت إن القوات الإسرائيلية أكملت تفكيك "الهيكل العسكري" لحركة "حماس" في شمال غزة وقتلت نحو 8 آلاف مسلح في تلك المنطقة.

وأردف في إفادة عبر الإنترنت أن الجيش استولى أيضاً على عشرات آلاف الأسلحة وملايين الوثائق في تلك المنطقة، وتابع "نركز الآن على تفكيك حماس في وسط قطاع غزة وجنوبه".

وأعلن حزب الله اللبناني الموالي لإيران أنه أطلق صباح السبت أكثر من ستين صاروخا باتجاه "قاعدة مراقبة جوية" في شمال إسرائيل، مشدداً على أنها أتت "في إطار الرد الأولي" على مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في ضواحي بيروت الثلاثاء الماضي.

وقتل العاروري مع ستة مسؤولين في حركة حماس الثلاثاء في ضربة صاروخية من طائرة حربية، وفق مصدر أمني لبناني، استهدفت مكتبا للحركة الفلسطينية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله. وقالت السلطات اللبنانية والحزب وحماس وواشنطن إن إسرائيل نفذت العملية، لكن الدولة العبرية لم تعلق رسمياً على ذلك.

وتعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان أن إسرائيل شنت قصفاً وسلسلة غارات جوية استهدفت بلدات عدة في جنوب البلاد، وبين المواقع التي تعرضت للقصف منزل قرب بلدة كوثرية السياد في قضاء صيدا، الواقعة على بعد قرابة 25 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل.

وأدت غارة أخرى على قرية في قضاء مرجعيون إلى إصابة لاجئة سورية بجروح، وفق الوكالة.

ونعى "حزب الله" خمسة من مقاتليه اليوم قتلوا بنيران إسرائيلية.

وقال الجيش الإسرائيلي من جهته إن وحداته "قصفت سلسلة أهداف إرهابية لحزب الله" في جنوب لبنان، بينها "منصة إطلاق ومواقع عسكرية وبنى تحتية إرهابية".

وفي بيان لاحق، أعلن أن طائرة مقاتلة أغارت على "مجمعين عسكريين لحزب الله كانا يحويان أصولاً كبيرة"، مضيفاً أن أحد الهدفين كان "يستخدم من قبل وحدة صواريخ أرض - جو" تابعة للحزب.

استهداف رفح

وذكر صحافيون أن ضربات إسرائيلية استهدفت فجر السبت مدينة رفح في الطرف الجنوبي من قطاع غزة حيث لجأ مئات الآلاف في الأسابيع الأخيرة محاولين الفرار من المعارك.

وفي شمال غزة، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي عمليته البرية في نهاية أكتوبر، تتواصل عمليات القصف. وقال أحد سكان جباليا (شمال) الجمعة بعد غارة إسرائيلية "الحي بكامله مدمر ولا أعرف إلى أين سيعود الناس. أين سنعيش

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودمر الهجوم الإسرائيلي أحياء كاملة في غزة وأدى إلى نزوح 1,9 مليون شخص يشكلون 85 في المئة من سكانه بحسب الأمم المتحدة. ويعيش سكان القطاع في ظروف مزرية مع نقص حاد في المياه والمواد الغذائية والأدوية والعلاجات. وخرج الكثير من المستشفيات عن الخدمة جراء الدمار اللاحق بها.

وحذر منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث من أن القطاع الفلسطيني بات "بكل بساطة غير صالح للسكن (..) باتت غزة مكاناً للموت واليأس ويواجه (سكانها) تهديدات يومية على مرأى من العالم".

وتفيد منظمة يونيسف أن المواجهات وسوء التغذية والوضع الصحي أحدثت "دوامة موت تهدد أكثر من 1,1 مليون طفل" في هذا القطاع الذي كان يسوده الفقر حتى قبل بدء الحرب.

وحذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري من أن "2024 سيكون عام القتال"، مشيراً إلى أن الجيش "يستمر بالقتال في وسط قطاع غزة وشماله وجنوبه".

ويستمر إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه الأراضي الإسرائيلية لكن بوتيرة أقل، فيما تنطلق صافرات الإنذار في بلدات في جنوب إسرائيل قريبة من القطاع الفلسطيني بشكل شبه يومي.

وفي رسالة مصورة موجهة إلى بلينكن، تمنى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية المقيم في قطر أن يركز وزير الخارجية الأميركي "هذه المرة على إنهاء العدوان على طريق إنهاء الاحتلال عن كل الأرض الفلسطينية".

وأمل أن يكون "استخلص العبر من الأشهر الثلاثة الماضية وأدرك حجم الأخطاء التي وقعت بها الولايات المتحدة بدعمها الأعمى للاحتلال الصهيوني وتصديق أكاذيبه مما تسبب بمجازر وجرائم حرب ضد أهلنا في غزة غير مسبوقة".

غزة جزء من دولة فلسطين

ومن لبنان، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إنه لم يحدث شيء جيد منذ اتفاقيات أوسلو، مشيراً إلى أنه سيزور السعودية غداً لمناقشة الخطوات نحو السلام في المنطقة.

وأضاف، "لن ندخر جهدا حتى نجعل حل الدولتين واقعاً، وستكون غزة جزءاً من دولة فلسطينية مستقبلية". وتابع في الوقت نفسه، "لا يمكننا أن نشهد العنف المتزايد للمستوطنين في الضفة الغربية".

ومضى في حديثه، "الناس في غزة لا يتعرضون للقصف فحسب، بل يتضورون جوعاً الآن".

مساعدات من الجو

من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة أن فرنسا والأردن ألقتا سبعة أطنان من المساعدات الإنسانية والصحية في قطاع غزة.

وقال ماكرون على حسابه على موقع "إكس"، "لا يزال الوضع الإنساني حرجاً في غزة. وقد ألقت فرنسا والأردن مساعدات جواً للسكان ومن يساعدونهم".

بحسب الإليزيه نُفذت عملية الإلقاء ليل الخميس الجمعة بواسطة طائرتي شحن عسكريتين من طراز سي-130 إحداهما فرنسية والأخرى أردنية "مع فرق مختلطة من الأردن وفرنسا في كلتا الطائرتين".

وقبيل بدء جولة إقليمية لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي "تصفية خلية إرهابية" أرادت مهاجمة دبابة في البريج (وسط)، وتدمير مواقع عدة لإطلاق قذائف على إسرائيل في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع التي تشهد معارك منذ أيام عدة.

ما بعد الحرب

ومساء الخميس، عرض وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خطته "لما بعد الحرب" في قطاع غزة الذي تحكمه حركة "حماس" منذ 2007. بموجب هذه الخطة لن تكون في القطاع الفلسطيني بعد انتهاء القتال "لا حماس" ولا "إدارة مدنية إسرائيلية".

وشكل الحديث عن "اليوم التالي" للقطاع وإدارته المدنية والعسكرية بنداً رئيساً في النقاشات الدائرة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حماس". وبقيت التساؤلات عن شكل إدارة القطاع، خصوصاً بشقها الأمني، من دون إجابات واضحة.

وكشف غالانت الخطوط العريضة لهذه الخطة قبل أن يقدمها إلى المجلس الوزاري الحربي برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وقال الوزير لصحافيين إنه وفقاً لهذه الخطة فإن العمليات العسكرية "ستستمر" في غزة إلى حين "عودة الرهائن" و"تفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس" و"القضاء على التهديدات العسكرية في قطاع غزة".

وأضاف أنه بعد ذلك تبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة "اليوم التالي" للحرب والتي بموجبها "لن تسيطر حماس على غزة".

وأكد غالانت الخميس أنه بموجب خطته "لن يكون هناك وجود مدني إسرائيلي في قطاع غزة بعد تحقيق أهداف الحرب"، وأن هذه الخطة تقضي مع ذلك بأن يحتفظ الجيش الإسرائيلي بـ"حرية التحرك" في القطاع للحد من أي "تهديد" محتمل.

وشدد على أن "سكان غزة فلسطينيون، لذا فإن كيانات فلسطينية ستتولى (الإدارة) شرط ألا يكون هناك أي عمل عدائي أو تهديد ضد دولة إسرائيل".

ولم يحدد غالانت الجهة الفلسطينية التي يتعين عليها، وفقاً لخطته، أن تدير القطاع المحاصر البالغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة.

عودة السلطة الفلسطينية؟

في الأسابيع الأخيرة، ناقش محللون سيناريوهات عدة لما ينبغي أن يكون عليه الوضع في غزة بعد انتهاء الحرب. ومن بين هذه السيناريوهات عودة السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس إلى حكم القطاع.

لكن استطلاعاً للرأي أجراه "المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية"، وهو معهد مستقل مقره رام الله، أظهر أن نحو ثلثي الفلسطينيين الذين شملهم (64 في المئة) يعتقدون أن "حماس" ستحتفظ بالسيطرة على القطاع بعد انتهاء الحرب. كما أن السلطة الفلسطينية لا تحظى بشعبية واسعة في القطاع الذي طردت منه في 2007 إثر معارك مع "حماس".

المزيد من متابعات