ملخص
قالت القيادة المركزية للجيش الأميركي إن قوات تابعة للولايات المتحدة وبريطانيا أسقطت 21 طائرة مسيرة وصاروخاً أطلقها الحوثيون الثلاثاء على جنوب البحر الأحمر باتجاه الممرات البحرية الدولية.
قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها تقلت بلاغاً اليوم الخميس عن قيام أشخاص غير مصرح لهم باعتلاء سفينة تقع على بعد نحو 50 ميلاً بحرياً شرق ولاية صحار العمانية.
وأضافت الهيئة أنها غير قادرة على إجراء مزيد من الاتصالات مع السفينة في الوقت الحالي، وأن السلطات تحقق في الحادثة.
وأشارت مذكرة من الهيئة إلى أن ما بين أربعة وخمسة أفراد غير مصرح لهم صعدوا على متن سفينة على بعد 50 ميلاً بحرياً إلى الشرق من ميناء صحار العماني.
"وقف فوري"
يأتي ذلك بينما دعا مجلس الأمن الدولي في قرار تم التصويت عليه فجر اليوم الخميس إلى وقف "فوري" لهجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر، مطالباً كذلك كل الدول باحترام حظر الأسلحة المفروض على الجماعة المتمردة المدعومة من إيران.
والقرار الذي صاغته الولايات المتحدة واليابان واعتمده المجلس بأغلبية 11 عضواً وامتناع أربعة أعضاء عن التصويت، بينهم روسيا والصين، "يطالب بأن يضع الحوثيون فوراً حداً" للهجمات "التي تعرقل التجارة الدولية وتقوّض حقوق وحريات الملاحة وكذلك السلم والأمن في المنطقة".
كما دعا المجلس الحوثيين إلى إطلاق السفينة "غالاكسي ليدر"، المرتبطة برجل أعمال إسرائيلي، وطاقمها المؤلف من 25 فرداً. واحتجزت الحركة السفينة في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وينص البند الرئيس في القرار الذي طرحته الولايات المتحدة واليابان على حق الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وفقاً للقانون الدولي، في "الدفاع عن سفنها من الهجمات، بما في ذلك تلك التي تقوض الحقوق والحريات الملاحية".
وهذا البند بمثابة دعم ضمني لعملية "حارس الازدهار"، وهي قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة تدافع عن السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن من الهجمات التي يشنها الحوثيون بالصواريخ والطائرات المسيرة.
وقالت المندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد "يمثل التهديد للحقوق والحريات الملاحية في البحر الأحمر تحدياً عالمياً يتطلب رد فعل عالمياً".
في المقابل، قال محمد علي الحوثي القيادي بحركة الحوثي في اليمن اليوم الخميس إن قرار الأمم المتحدة بشأن أمن الملاحة في البحر الأحمر "لعبة سياسية".
وكتب على منصة إكس إن "الولايات المتحدة هي من تخرق القانون الدولي".
تهديد أميركي
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء إن استمرار جماعة الحوثي اليمنية في شن هجمات على ممرات الشحن التجارية بالبحر الأحمر سيكون له عواقب وإن بلاده أوضحت لإيران أن الدعم الذي تقدمه لها يجب أن يتوقف.
وقال بلينكن للصحافيين "حاولنا أيضاً مراراً أن نوضح لإيران، كما فعلت بلدان أخرى، أن الدعم الذي تقدمه للحوثيين، وبخاصة في هذه الأعمال، يجب أن يتوقف".
وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية اليوم الأربعاء استهداف سفينة أميركية بالصواريخ والمسيّرات، معتبرين أنها كانت "تقدّم الدعم" لإسرائيل، وذلك غداة إعلان واشنطن ولندن إسقاط أكثر من 20 طائرة مسيّرة وصاروخاً فوق البحر الأحمر.
ونقل بيان عن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع على منصّة "إكس" قوله "نفذت القوات البحرية والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية مشتركة بعدد كبير من الصواريخ البالستية والبحرية والطائرات المسيرة استهدفت سفينة أميركية كانت تقدم الدعم للكيان الصهيوني".
وقال الحوثيون في البيان إن العملية "رد أولي" على هجوم أميركي سابق.
تحذير إيطالي
من جهته اعتبر المتحدث باسم الخارجية الألمانية هجمات الحوثيين الأخيرة في البحر الأحمر تظهر تصعيداً واضحاً للوضع.
وقال وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو إن الهجمات يجب أن تتوقف من دون إثارة حرب جديدة، مضيفاً "إنها مشكلة كبيرة، وهي نتيجة اندلاع حروب أخرى، لن أرغب في فتح جبهة ثالثة للحرب في هذا الوقت".
ولفت كروزيتو إلى أن مشاركة البحرية الإيطالية في عملية "حارس الازدهار" تحتاج إلى موافقة البرلمان مما يعقد أي التزام نهائي، وأضاف "هناك ما يسمى الدستور، وهناك قوانين تحتاج بموجبها أي مهمة دولية جديدة إلى موافقة البرلمان، وتحتاج إلى تمويل منفصل"، متابعاً "إذا قررنا القيام بذلك، فسيكون ذلك من خلال قرار يناقش في مجلس الوزراء، ويرفع إلى البرلمان ويجري التصويت عليه في مجلسيه".
رد بريطاني
وقال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس اليوم الأربعاء الأربعاء إن السفينة الحربية "دايموند" التابعة للبحرية الملكية البريطانية ربما جرى استهدافها في هجوم شنته جماعة الحوثي اليمنية في البحر الأحمر، وهو الهجوم الذي صدته القوات الأميركية والبريطانية أمس الثلاثاء، مضيفاً في تصريحات للصحافيين "ما أفهمه هو أنه من المحتمل أن تكون السفينة نفسها قد استهدفت، ولكن يوجد هجوم عام على جميع السفن في المنطقة".
وأعلن الوزير البريطاني عبر منصة "إكس" أن الهجوم الذي تصدت له القوات الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر مساء الثلاثاء كان "الأكبر" الذي ينفذه الحوثيون في اليمن على خلفية الحرب في قطاع غزة.
وأعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي أن جماعة الحوثي في اليمن شنت "هجوماً معقداً" بمسيرات إيرانية وصواريخ كروز مضادة للسفن وصاروخ باليستي مضاد للسفن على جنوب البحر الأحمر.
18 طائرة مسيرة وصاروخان
وأضافت "سنتكوم" أن قوات تابعة للولايات المتحدة وبريطانيا أسقطت 21 طائرة مسيرة وصاروخاً أطلقها الحوثيون، أمس الثلاثاء، على جنوب البحر الأحمر باتجاه الممرات البحرية الدولية.
وبينت أن القوات الأميركية والبريطانية أسقطت 18 طائرة مسيرة وصاروخين كروز مضادين للسفن وصاروخاً باليستياً مضاداً للسفن.
وأكدت أنه لم ترد تقارير عن وقوع أضرار مادية أو بشرية، مشيرة إلى أن هذا هو الهجوم الـ26 الذي يشنه الحوثيون على خطوط الشحن التجارية في البحر الأحمر منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني).
وأضافت القيادة المركزية للجيش الأميركي أنه في الثالث من يناير (كانون الثاني)، أصدرت 14 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة، بياناً مشتركاً جاء فيه أن "الحوثيين سيتحملون مسؤولية العواقب إذا استمروا في تهديد الأرواح أو الاقتصاد العالمي أو التدفق الحر للتجارة في الممرات المائية الحيوية في المنطقة".
وكانت وكالة الأمن البحري البريطانية "يو كي أم تي أو" قد أعلنت، فجر الأربعاء، أن القوات الدولية المنتشرة في البحر الأحمر استجابت لحادثة أمنية جديدة قبالة السواحل اليمنية الشمالية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت الوكالة في بيان إنها "تلقت تقارير عن حادثة على بُعد حوالى 50 ميلاً بحرياً غرب ميناء الحُديدة (اليمني) ينطوي على وجود طائرات من دون طيار".
وأضاف البيان أن "قوات التحالف تدخلت"، مشيراً إلى أنه "بحسب هذه المؤشرات ليست هناك إصابات بشرية أو أضرار مادية".
توخي الحذر
وأوصت الوكالة السفن بتوخي "الحذر" أثناء إبحارها في هذا الجزء من البحر الأحمر. ولم تحدد الوكالة البريطانية ماهية الحادثة الأمنية التي وقعت في هذه المياه التي تشهد منذ أسابيع هجمات.
ومنذ أسابيع، يشن الحوثيون هجمات بطائرات مُسيَرة وصواريخ على سفن يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئ إسرائيلية.
ويشن الحوثيون هذه الهجمات بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر.
ويقول الحوثيون، إنهم يشنون هذه الهجمات للضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة.
لكن هذه الهجمات عرضت للخطر الممر المائي الذي ينقل من خلاله ما يصل الى 12 في المئة من التجارة العالمية.
مساعدة كورية
وأعلنت كوريا الجنوبية أنها ستقدم الدعم لمصدريها من خلال تأمين مساحة شحن إضافية على السفن ومناطق تخزين وسط مخاوف في شأن التوتر في البحر الأحمر الذي يعطل طرق الشحن.
وتأتي الخطة التي وضعتها وزارة المحيطات والمصائد لمساعدة قطاع التصدير الحيوي في كوريا الجنوبية بعد أن كثف المسلحون الحوثيون المتحالفون مع إيران هجماتهم على السفن التي تستخدم خطوط الشحن الدولية في البحر الأحمر احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية في غزة.
وقال نائب وزير المحيطات سونغ ميونغ دال في بيان صدر اليوم الأربعاء "مع انتشار الصراعات في الشرق الأوسط، لا يمكننا أن نستبعد احتمال حدوث اضطرابات مماثلة في مناطق أخرى بالشرق الأوسط".
وقالت الوزارة إنها تعتزم تأمين مساحة الشحن مسبقاً في شركات الشحن لتقليل تأثير التوتر في البحر الأحمر على صادرات كوريا الجنوبية ووارداتها.
وقال سونغ إن المشروع سيوفر سفناً بديلة لصادرات السيارات وساحات تخزين إضافية، إذ من المتوقع أن يواجه قطاع السيارات أكبر قدر من الاضطراب.
وقالت الوزارة إن كوريا الجنوبية تهدف إلى تأمين استخدام أربع سفن حاويات لطرق شمال أوروبا والبحر المتوسط من منتصف يناير (كانون الثاني) إلى أوائل فبراير (شباط).
وتؤثر الهجمات في طريق حيوي للتجارة بين الشرق والغرب، وبخاصة تجارة النفط، حيث تصل السفن إلى قناة السويس عبر البحر الأحمر.
وفي ظل هذه الهجمات، أصدر بعض شركات الشحن تعليمات للسفن بالإبحار حول جنوب أفريقيا، وهو طريق أبطأ وأكثر تكلفة.