ملخص
زيلينسكي قال إن "تردد حلفائنا في توفير المساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا يتسبب أحياناً في زيادة تجرؤ روسيا وقوتها".
أصيب 11 شخصاً بجروح، بينهم صحافيون أتراك، في قصف صاروخي روسي طال مساء الأربعاء فندقاً في مدينة خاركيف، بحسب ما أعلن رئيس بلدية المدينة الواقعة في شمال شرق أوكرانيا.
وقال رئيس البلدية إيغور تيريخوف عبر تطبيق تلغرام إن أحد الجرحى "بحالة خطرة للغاية". وأضاف أن "صحافيين أتراكاً من بين الضحايا"، من دون أن يحدد عددهم.
من جهتها، قالت الشرطة إن في عداد الجرحى صحافياً يعمل في وسيلة إعلام أجنبية. وبحسب رئيس البلدية فإن القصف تمّ بصاروخين وألحق أضراراً بعدد من المباني الأخرى، بما في ذلك مبنيان سكنيان.
من جهته قال أوليغ سينيغوبوف، رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في خاركيف، في منشور على تلغرام إن صاروخين روسيين من طراز إس-300 أصابا قرابة الساعة العاشرة والنصف ليلاً (20:30 ت غ) الفندق الواقع في منطقة كييفسكي والذي كان بداخله 30 مدنياً. وأضاف أن تسعة من الجرحى الـ11 نقلوا إلى المستشفى بينما عولج الاثنان الباقيان في عين المكان.
وأوضح أن الجرحى هم أربعة رجال تتراوح أعمارهم بين 31 و38 عاماً وأحدهم يبلغ من العمر 35 عاماً وإصابته هي الأكثر خطورة، وسبع نساء تتراوح أعمارهن بين 23 و71 عاماً.
في السياق، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة إلى ليتوانيا اليوم الأربعاء من أن "تردد" الدول الغربية في شأن توفير مساعدات إلى كييف، يشجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يرغب في "احتلال" كامل أراضي أوكرانيا على مواصلة عملياته.
وقال زيلينسكي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الليتواني غيتاناس ناوسيدا من فيلنيوس التي بدأ منها أولى محطات جولته المفاجئة في دول البلطيق، "علينا التنبه لخطاب بوتين. هو لن يتوقف. يريد احتلال كامل أراضينا".
وتابع أن "تردد حلفائنا في توفير المساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا يتسبب أحياناً في زيادة تجرؤ روسيا وقوتها".
وجولة زيلينسكي هي الأولى الرسمية له إلى الخارج منذ بداية العام. أما دول البلطيق الثلاث، وكلها جمهوريات سوفياتية سابقة باتت أعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، فهي من أوثق حلفاء أوكرانيا.
وأشار زيلينسكي إلى أن بوتين لن يوقف أعماله العسكرية ما لم تضع أوكرانيا وحلفاؤها حداً له.
ورأى أن هزيمة أوكرانيا من شأنها تعريض الدول المجاورة الأخرى لروسيا لخطر الهجوم عليها، مردفاً أنه "علينا أن نفهم أن ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا ومولدوفا قد تكون الضحايا التالية في حال لم نصمد".
وأكد أن بلاده "تفتقر بصورة كبيرة" إلى أنظمة الدفاع الغربية المضادة للطائرات لمواجهة القصف المكثف الذي يطاول البلاد خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال "ضربت روسيا خلال الأيام الأخيرة الأراضي الأوكرانية بـ500 قذيفة دمرنا 70 في المئة منها".
ويأتي تصريح الرئيس الأوكراني في وقت لا تزال حزمة مساعدات من الاتحاد الأوروبي بقيمة 50 مليار يورو (55 مليار دولار) عالقة في بروكسل بعد أن استخدمت المجر حق النقض (الفيتو)، مع انقسام الكونغرس الأميركي في شأن إرسال مساعدات إضافية.
وليتوانيا هي أكبر داعم لأوكرانيا نسبة إلى ناتجها المحلي الإجمالي، وفقاً لمعهد كييل للاقتصاد العالمي ومقره في ألمانيا، وبيّن مرصد كييل لتتبع المساعدات في أوكرانيا أن فيلنيوس خصصت دعماً حكومياً يصل إلى ما يقارب 1.4 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي.
وأكد الرئيس الليتواني غيتاناس ناوسيدا أن بلاده ستواصل "مساندة الأوكرانيين الشجعان بمختلف الوسائل، بينها العسكرية والاقتصادية والسياسية"، مضيفاً أن ليتوانيا سترسل إلى أوكرانيا في فبراير (شباط) المقبل أنواعاً عدة من الأسلحة بينها طائرات مسيّرة ومركبات مدرعة من طراز "أم 577".
وتأتي زيارة زيلينسكي في وقت يتردد حلفاء كييف الآخرون في تقديم مساعدات عسكرية جديدة بعد مرور نحو عامين على الهجوم العسكري الروسي، فيما تعرضت أوكرانيا لقصف مكثف خلال الأسابيع الأخيرة وردت بضربات على مدينة بيلغورود الحدودية الروسية.
وجاءت إستونيا ولاتفيا في المركزين الثاني والخامس، إذ بلغ إجمالي المساعدات التي التزمتا بها 1.3 و1.1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وقال وزير الخارجية الإستوني مارغوس تساكنا إن بلاده مستعدة "لتخصيص 0.25 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي للمساعدات العسكرية لأوكرانيا" على مدى الأعوام الأربعة المقبلة.
وأضاف الأحد الماضي عبر "إكس" أن "تقديم الدعم لأوكرانيا اليوم أقل كلفة بكثير مقارنة بالثمن الذي سيتعين على المجتمع الدولي دفعه إذا حققت روسيا أهداف هذا العدوان الذي لا يرحم".
بدورها، قالت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس اليوم في بيان "يجب علينا دعم أوكرانيا طالما لزم الأمر. نحن نشهد أوقاتاً حاسمة، وعلينا أن نحافظ على تركيزنا".
وأكد وزير الدفاع اللاتفي أندريس سبرودس الأسبوع الماضي أن ريغا ملتزمة توفير المعدات العسكرية والتدريب "المستمر" للجنود الأوكرانيين، وذكرت وزارة الدفاع اللاتفية أن ريغا دربت نحو 3000 جندي أوكراني العام الماضي.
وزار زيلينسكي فيلنيوس آخر مرة لحضور قمة حلف شمال الأطلسي في يوليو (تموز) الماضي حين حصل من القادة الغربيين بمن فيهم الرئيس الأميركي جو بايدن على وعود بتقديم دعم ثابت لكييف.
لكن الهجمات الروسية الجديدة على البنية التحتية الحيوية والأحياء السكنية دفعت كييف إلى حث الغرب على التعجيل في إرسال شحنات الأسلحة من أجل تعزيز قدراتها العسكرية.
وقال مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك الأسبوع الماضي بعد محادثات مع مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان "اتفقنا على أهمية تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية".
وانخفضت المساعدات التي تعهد بها الغرب لأوكرانيا بين أغسطس (آب) وأكتوبر (تشرين الأول) 2023 بنسبة 90 في المئة تقريباً مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ بداية الحرب، وفقاً لمسح أجراه معهد كييل في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وأشار إلى أن "التوقعات غير واضحة في ظل عدم صدور موافقة نهائية على أكبر التزام بالمساعدة من الاتحاد الأوروبي، وتراجع المساعدات الأميركية".
إجلاء 93 طفلاً
أجلت روسيا 93 طفلاً من منطقة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا بعد أيام من القصف الأوكراني، وفق ما أعلن الحاكم المحلي فياشيسلاف غلادكوف اليوم.
وقال "اليوم غادرت المجموعة الأولى من أبنائنا بيلغورود إلى منطقة فورونيج"، مشيراً إلى أنه تم إجلاء ما مجموعه 93 طفلاً.
وأوضح غلادكوف أنه خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، سيشارك هؤلاء الأطفال برفقة 20 معلماً في عدد من الأنشطة التعليمية والترفيهية.
ويأتي هذا القرار بعد أيام قليلة من إجلاء 300 شخص إثر تزايد الهجمات الأوكرانية وإعلان تأجيل استئناف الدراسة إلى الـ19 من يناير (كانون الثاني) الجاري.
وغداة القصف المكثف على أوكرانيا في الـ29 من ديسمبر الماضي الذي أوقع عشرات القتلى، كانت بيلغورود هدفاً لهجوم خلف 25 قتيلاً.
وهذا الهجوم الأوكراني هو الأكثر دموية ضد المدنيين على الأراضي الروسية منذ الـ24 من فبراير 2022، تاريخ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ورداً على ذلك، قال بوتين إنه يريد "تكثيف" الضربات، وواصل جيشه غاراته الواسعة النطاق على كييف والمدن الأوكرانية الأخرى.
وخلال الأيام الأخيرة، تعرضت مناطق روسية أخرى على الحدود مع أوكرانيا مثل كورسك وأوريول لقصف أوكراني.