ارتفع قتلى الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" خلال الساعات الماضية إلى 33 مدنياً في الأقل بالخرطوم، قضى 23 منهم في قصف جوي للجيش على منطقة تقع في جنوب شرقي العاصمة، وفق ما أفادت منظمة "محامو الطوارئ" المستقلة التي ترصد الانتهاكات وتحصي الضحايا المدنيين.
وأعلنت المجموعة أمس الخميس أن 10 مدنيين قتلوا بنيران المدفعية في منطقة السلمة القديمة جنوب عاصمة الدولة التي تشهد منذ الـ15 من أبريل (نيسان) الماضي حرباً بين الجيش و"الدعم السريع".
وأدى النزاع إلى سقوط أكثر من 12 ألف قتيل، بحسب تقديرات المنظمة غير الحكومية "مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة والأحداث" (أكليد).
كما أدت الحرب إلى نزوح أكثر من سبعة ملايين شخص، كما تقول الأمم المتحدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت منظمة "محامو الطوارئ" إن "قصفاً جوياً في منطقة سوبا تسبب بمقتل 23 مدنياً (...) والعديد من الإصابات بينها إصابات خطرة".
وفي الحزام الجنوبي للخرطوم، قالت "لجنة المقاومة" المحلية التي تدير التعاون بين سكان الحي إن "عشرة مدنيين قتلوا في تبادل لقصف مدفعي في حي سكني وسوق محلية".
وقبل يومين، قالت مصادر ميدانية، إن الجيش السوداني شن هجوماً متزامناً على أكثر من محور ضد مواقع وتجمعات مختلفة لـ"الدعم السريع" بمدينة أم درمان.
وبلغت المعارك الشهر الماضي أطراف مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة التي تقع على مسافة 180 كيلومتراً جنوب الخرطوم، بعدما ظلت منذ اندلاع الحرب في منأى عن القتال وكانت ملاذاً لنصف مليون نازح من العاصمة، بحسب الأمم المتحدة.
ونجحت قوات "الدعم السريع" في التوغل في ولاية الجزيرة، بينما رد الجيش بقصف جوي.
ومطلع الشهر الجاري في العاصمة الإثيوبية، وقع دقلو المعروف بـ"حميدتي" إعلاناً سياسياً مع رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك كممثل للقوى المدنية في البلاد، بعد أن وجه دعوة إلى لقاء القائدين العسكريين، ولكن استجاب قائد "الدعم السريع" وغاب قائد الجيش.
وأكدت قوات "الدعم السريع" في الإعلان "استعدادها التام لوقف عدائيات فوري وغير مشروط عبر تفاوض مباشر مع القوات المسلحة".
وأخفقت الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إجراء مفاوضات سلام في السودان، التي تبذلها خصوصاً الولايات المتحدة والسعودية، وأخيراً الكتلة الإقليمية لشرق أفريقيا "إيغاد".
وقبل اندلاع المواجهات بينهما، تعاون البرهان ودقلو لتنفيذ انقلاب وإطاحة ممثلي المجتمع المدني من السلطة في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، مما وضع حداً لسنتين من الانتقال الديمقراطي.